آخر الأخبار
 - فاينانشال تايمز: مأساة اليمن تستدعي التدخل العالمي

الثلاثاء, 19-سبتمبر-2017 - 07:46:41
الاعلام التقدمي- -
أخذت الحرب في اليمن منعطفاً جحيمياً منذ أن بدأت السعودية وقواتها الجوية حربها في محاولة لهزيمة الحوثيين في عام 2015؛ فدمرت ما تبقى من أفقر الدول العربية. في وقت لا يلتفت العالم الى حجم الكارثة الإنسانية داخل هذا البلد العريق، بسبب انشغاله بالمكاسب الجيوسياسية في كل من سوريا والعراق، في حين أن الوقت ينفذ.

ويصف تقرير مروع في صحيفة فايننشال تايمز هذا الأسبوع عمق الأزمة. وتقول الامم المتحدة ان ثلثي السكان البالغ عددهم 28 مليونا يواجهون نقصا فى الغذاء والمياه النظيفة بينما ربعهم على وشك المجاعة، بجانب وباء الكوليرا المتفشي. وقد ادت الحرب نفسها الى مقتل ما يقدر ب 10 الاف شخص.

أرادت السعودية، تحت حكم محمد بن سلمان، ولي العهد، من حربها على اليمن ردع إيران، بسبب محاولة توسيعها المحور الشيعي، الذي أقامته في جميع أنحاء العراق وسوريا ولبنان. وتبالغ الرياض في اتهام ايران بدعم الحوثيين، وهو ما اسعد ايران باعتقاد المملكة أن نفوذها واسع، كون الرياض بالغت في حجم ودور طهران في اليمن.

وقد فشل السعوديون، بمساعدة الإماراتيين في تحقيق أي تقدم على الأرض وفي إعادة نظام عميلهم عبدربه منصور هادي على الرغم من الدعم الأمريكي العرضي. ولم يستطيعوا أخذ صنعاء من الحوثيين، بينما استمروا بانتظام على قصف المستشفيات والمدارس وحفلات الزفاف وقاعات العزاء والمساجد والأسواق، فضلا عن منح تنظيم القاعدة مساحة وفرصة للوجود على أرضية كبرى في شبه الجزيرة العربية.

وفي حين ان غموض بن سلمان جزء من المشكلة، فإن سجل آل سعود التاريخي بأكمله مع اليمن كارثي.

وسخر السعوديون ثرواتهم النفطية من أجل بث الفرقة بين الأطراف الفاعلة على الساحة اليمنية، من قبائل وشخصيات، ضمن بلد يضج بالتناقضات الطائفية، والحركات الانفصالية، وتتغير خارطة التحالفات السياسية فيه على الدوام.

وعلى الرغم من وجود العديد من الروابط المشتركة بين السعودية وعدد من قبائل اليمن، لم تفعل شيئاً يذكر لمساعدة اليمنيين على بناء دولتهم، وركزت على بناء المساجد الوهابية، بدلا من تمويل مشروعات البنى التحتية في اليمن، البلد الذي تنفذ فيه المياه الصالحة للشرب، ويعج بالاسلحة والبنادق.

وفي ظل ولاية دونالد ترامب، شجعت الولايات المتحدة التحالف السني الذي تقوده السعودية، على أمل عزل إيران الشيعية، بينما تجاهل فشل الحملة السعودية في اليمن، وتجاهل أيضا احتمال انهيار البلد.

وفي حين أن الكونغرس الامريكي ظل معاديا لطهران، إلا انه أصبح أقل تسامحا أيضا مع تصدير الرياض للفكر الوهابي المتطرف. وكما ساعد غزو الولايات المتحدة للعراق في 2003 في إشعال الانقسام القديم بين السنة والشيعة، فيمكن أن يثار مثل ذلك الانقسام أيضا بين الأشقاء في اليمن. لكن عليها ان تعمل على تخفيض حدة الانقسام الطائفي وذلك من خلال تقديم الإغاثة الفورية لليمنيين، وتوفير حل طويل الأمد للأزمة في اليمن.

الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا، باعتبارهم من كبار موردي الأسلحة للسعودية والإمارات، إضافة إلى الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي، وروسيا وحليفتها إيران التي دعت بالفعل إلى وقف إطلاق النار هناك، بأن يصر هؤلاء جميعا على الوقف الفوري لإطلاق النار في اليمن، والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية.

وقد يتطلب أيضا حل الازمة اليمنية وجود قوات حفظ سلام دولية وحزمة من المساعدات الإنمائية الدولية. فما يحتاجه اليمنيون الآن وقبل كل شيء، وضع حد لمأساتهم وبؤسهم، وأن لا ينساهم العالم اكثر من ذلك.

صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)