آخر الأخبار
 - المبادرة الفرنسية ولدت عرجاء

الأربعاء, 18-مايو-2016 - 06:47:30
الإعلام التقدمي -


أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عن تأجيل مؤتمر السلام، الذي كانت فرنسا تحاول عقده في 30 مايو/أيار؛ وذلك استجابة لرفض إسرائيل له.

لقيت المبادرة الفرنسية معارضة إسرائيلية طوال الفترة الماضية. في حين كانت فرنسا تراهن على تأثير بريطاني-ألماني يجعل المبادرة أوروبية، للتدخل في إنقاذ عملية السلام؛ ولكن بريطانيا وألمانيا تراجعتا، ولم تستطع فرنسا حتى اللحظة أن تجعل من المبادرة مبادرة أوروبية حقيقية وجدية.

وإضافة إلى ذلك، يوضح المحلل السياسي أشرف عكة، أن هناك إشكالية بين طرفي الأطلسي؛ إذ إن الولايات المتحدة ترى أن المحاولة الفرنسية جاءت لتسد الفراغ الذي يجب أن تملأه هي، ولا تزال ترفض رفضا تاما أن تكون هناك علاقة لأي طرف أوروبي، وتحديدا فرنسا، بموضوع خط التسوية في المنطقة.

والتبريرات الفرنسية هي لتأجيل هذه المبادرة، التي كانت بالضرورة، ستقضي بوجود آليات دولية ملزمة كإنهاء النزاع والوصول إلى تسوية جدية وحقيقية في المنطقة، بحسب المحلل السياسي.

وبعد إلغاء هذه المبادرة، يشير المحلل إلى أنه لن يُعقد أي مؤتمر يستطيع فرض قراراته على إسرائيل. فهذه المبادرة أُدخلت عليها تعديلات كثيرة تماشيًا مع الموقف الإسرائيلي. وبالتالي، يُتوقع أن تحاول فرنسا مرة أخرى إدخال تعديلات على بعض بنودها، لكي تصبح أكثر قبولا وملاءمة للموقف الإسرائيلي.

وإسرائيل في أقوى ظروفها في هذه المرحلة، وخاصة في ظل الانقسام الفلسطيني وبؤس الوضع في المنطقة العربية وغياب آليات دولية تلزم إسرائيل بعقد اتفاق أو إبرام تسوية مع الجانب الفلسطيني.

والجانب الفلسطيني، بحسب أشرف عكة، كان ضعيفا منذ البداية، فتلقف هذه المبادرة وكأنها طوق نجاة، ولم يراع بالضرورة المواقف العالمية المختلفة. ولذا، فإن الموقف الفلسطيني بحاجة إلى طرح جديد غير تلك المبادرات كالمبادرة الفرنسية وغيرها، لأن ما يحتاج إليه الشعب الفلسطيني ليس المبادرات، بل قرارات ملزمة وفق آليات دولية تلزم إسرائيل بتنفيذها.

أما الخطوة المقبلة، باعتقاد المحلل السياسي مخيمر أبو سعدة، فهي ذهاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى مجلس الأمن الدولي مرة أخرى، لمحاولة استصدار قرار يدين الاستيطان، ولا سيما أن الفلسطينيين لم يعولوا كثيرا على هذه المبادرة.

ويوضح المحلل السياسي أن ثمة محاذير فلسطينية من القبول بالمقترحات الفرنسية كانت قائمة، لأنها كانت تقترح قيام دولة فلسطين على حدود عام 1967، تكون عاصمتها القدس، مع تبادل للأراضي، وجعل القدس عاصمة مفتوحة للدولتين.

وكان هناك تخوف أيضا من أن تتضمن هذه الأفكار الفرنسية اعترافا فلسطينيا بيهودية الدولة. وبالتالي، ستكون المبادرة مجحفة بحق الفلسطينيين.

وعلى الرغم من ذلك، يبدو أن نتنياهو واليمين المتطرف يشعران بالنشوة وبانتصار سياسي يمهد الطريق لإعادة إحياء ما يسمى بإسرائيل الكبرى عبر التوسع الاستيطاني، وضم أجزاء من الضفة الغربية، والامتناع عن الذهاب إلى تسوية مع الفلسطينيين.

ويذكر أن هذه المبادرة طرحتها فرنسا لعقد مؤتمر دولي للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في العاصمة الفرنسية باريس بمشاركة أكثر من 20 دولة، ومن دون حضور ممثلين عن الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وكان هدف المؤتمر تشكيل لجنة دولية لرعاية عملية السلام والمفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والمحددة بفترة زمنية لا تتجاوز السنتين، للتوصل إلى اتفاقية سلام على أساس حل الدولتين ووفقا لحدود الرابع من حزيران عام 1967.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)