الاعلام التقدمي- - أكد اللواء علي محسن الأحمر، وخلال حديث أدلى به مع قناة "الجزيرة"، استعداده لتقديم اعتذار شخصي للحوثيين عن "الأخطاء السابقة"، إشارة إلى ستة حروب قادها ضدهم في معاقلهم بصعدة، داعياً اليمنيين إلى انتخاب عبدربه منصور هادي - المرشح التوافقي والوحيد في انتخابات رئاسية رمزية (21 فبراير بموجب اتفاق سياسي "المبادرة الخليجية" لمدة عامين انتقاليين (2012-2014) بنص المبادرة وآليتها.

وفي أبريل 2016، أي في العام الخامس من انتخابات 2012 والعام الثالث من انتهاء فترة رئاسة الرئيس التوافقي الانتقالي بموجب المبادرة واتفاق التسوية السياسية المشهود دولياً وبرعاية خليجية، عين عبدربه منصور علي محسن الأحمر نائباً له، فيما يشبه خطوة قبل أخيرة لتفويضه سلطات الرئيس.

الفارق بين الحدثين والتاريخين، أن هادي ومحسن -الآن- من مقرهما في الرياض يدعوان اليمنيين للحرب ويدعمان ويبرران للسعوديين وحلفائهم حرباً على اليمن فيما يُقال أنها حرب "على الحوثيين" الذين كانوا في الأولى محل اعتذار الجنرال الأحمر.

وفي حديثه لـ"الجزيرة" فبراير 2012، قال علي محسن عن الحوثيين "هم إخوتي... أنا أخوهم... هم جزء لا يتجزأ من مكونات اليمن".

- "نبوءة" الجندي بشأن علي محسن تتحقق!

ولكن في 2015/ 2016 صارت الحرب على اليمن- بزعمها حرباً على الحوثيين وبذريعة مواجهة "المد الفارسي"، تتبنى أهدافاً تتمحور حول غاية التخلص من "جزء لا يتجزأ من مكونات اليمن" كما وصفهم في الأولى/2012.

- اليمن: قراءة في قرار هادي إقالة بحاح وتعيين الأحمر

ومن المفارقات، أيضاً، أن الحرب في جزء منها وهي تستهدف الرئيس السابق علي عبدالله صالح، فلأجل تجريمه في قوله إن الحوثيين هم جزء لا يتجزأ من اليمن ومكونات المجتمع اليمني (..) وتصديه لرفض التجهيل والتهويل بما يستهدف اليمن بأكمله، وبما يستهدف فصل يمنيين عن يمنهم ويمنيتهم وإلحاقهم بإيران أو بفارس!

وما كان محسوباً لعلي محسن يومها صار محسوباً على علي عبدالله صالح بعدها تبعاً لتغير أولويات وحسابات واعتبارات مواضع وتموضع اللاعبين ومسافة ما تريده الرياض ويمليه عرش النفط الملكي.

يحارب هادي ومحسن وكثر غيرهما معهما في صف ومعسكر السعوديين وحلفائهم ضد اليمن وضد يمنيين ومكونات اليمن. و"يعين" هادي الأحمر نائباً باسم الشرعية الدستورية كما فعل وعينه نائباً للقائد الأعلى وليس في الدستور اليمني ما يُقال له نائب القائد الأعلى فضلاً عن تعيينه. كما أنه عزل بحاح وعين بن دغر باسم الشرعية والمرجعيات التي توافقت على تكليف بحاح أولاً!

أشاد وأثني الأحمر في بيان على قرارات هادي -بتعيينه ضمنها- وامتدح حكمة وجسارة وتضحيات الرجل في خدمة اليمن واليمنيين (..) وبما يعطي، ضمنياً، معنى أنه سيكون "خير خلف لخير سلف"، ويعد بمواصلة "الخدمات" الجزيلة لليمنيين من شاكلة إنجازات هادي!