آخر الأخبار
 - 
"الانسحاب" من حرب اليمن وانحسار الأهداف

الأربعاء, 06-إبريل-2016 - 09:14:12
الاعلام التقدمي- -
انفراجة -قد تغيب عن البعض- في العلاقات بين السعودية وروسيا تؤشر بقوة إلى "انحسار النفوذ الأمريكي" في المملكة، تزامناً مع مفاوضات مباشرة و"إعلان سعودي" بقرب "الانسحاب" من الحرب في اليمن، بحسب ما تورد الفاينانشال تايمز البريطانية يوم الثلاثاء في تقرير لديفد غادنر.

وخلال جولات وأشهر الحرب التي جاوزت العام، شددت الأطراف اليمنية المقاومة للعدوان والحرب على اليمن بقيادة السعودية (المؤتمر وأنصار الله)، على خيار التفاوض المباشر مع السعودية "وليس مع مرتزقتها" لوقف الحرب وإحلال السلام، كما أكد الرئيس السابق علي عبدالله صالح، في وقت مبكر خلال حوار مع قناة "الميادين" الفضائية العام الماضي.

- نيويورك تايمز- عرض مليئ بـ "الأسرار": هكذا ورّط السعوديون أمريكا في اليمن

وجدد صالح الدعوة ومدّ يد السلام، وليس الاستسلام، لإجراء تفاوض مباشر مع العربية السعودية، خلال كلمته القصيرة أمام حشود اليمنيين الذين تظاهروا في ميدان السبعين يوم السبت 26 مارس/ آذار في فعالية "الصمود والتحدي" بذكرى عام من بدء العدوان على اليمن.

ومن المقرر، بحسب إعلان الأمم المتحدة، أن يبدأ سريان وقف شامل لإطلاق النار في اليمن 10 أبريل/ نيسان، وتبدأ جولات تفاوض في الكويت يوم 18 منه.

معطيات سياسية

ويقول غادنر في الفاينانشال تايمز، إن الأمير محمد بن سلمان، حاز قدراً "مدهشاً" من السلطة، في نظام تسعى فيه الأسرة المالكة إلى تحقيق التوازن بين التحالفات داخل الأسرة المالكة.

ويشير إلى الحرب على اليمن منذ مارس/ آذار 2015، ضمن سياسة خارجية للأمير السعودي - أو بتعبير الكاتب "الحرب الجوية بزعامة السعودية على الحوثيين في اليمن"، إضافة إلى "زيادة الدعم للمسلحين السنة الذين يقاتلون نظام بشار الأسد في سوريا".

موضحا "إن الرياض تشير إلى احتمال انسحابها من الحرب في اليمن. وقال مسؤولون سعوديون، إنهم قضوا على تهديد الصواريخ (..) من جارهم الجنوبي" - هذا بينما كانت الحرب قد شُنت تحت ذريعة إعادة هادي إلى السلطة ومحاربة النفوذ الإيراني. لكن المعطيات تؤكد، بقوة، أن سقف الأهداف السعودية شهد تراجعاً حاداً.
ومؤخراً، نشرت شبكة بلومبيرغ الأمريكية تصريحات لوزير الدفاع السعودي حول قرب انتهاء الحرب في اليمن، وتحدث عن تفاوض مباشر و"اتصالات جيدة" مع الحوثيين.

وأوردت وكالة خبر، في وقت سابق -الاثنين- معلومات حصرية حول مواضيح حوار أجراه وفد الحوثيين في السعودية، وتطرق إلى حكومة جديدة ومصير هادي.

معطيات ميدانية

من جانبها أكدت، يوم السبت، جماعة أنصار الله، على تفاوض بدون شروط بعد تثبيت وقف إطلاق النار.

وفي وقت سابق، كان أكد مصدر قيادي في تصريحات مبكرة لوكالة خبر، أن لجاناً ميدانية باشرت الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار ومقتضيات التهدئة عبر الحدود اليمنية السعودية بعد أشهر من المعارك والعمليات في العمق السعودي.

كما أعلن لوكالة خبر، مصدر مطلع، بدء تدريب لجان ميدانية بإشراف أممي للرقابة على تنفيذ وقف شامل لإطلاق النار.

وكانت جريدة "السفير" اللبنانية أوردت في تقرير خاص، السبت، معلومات نسبتها إلى مسئول قيادي في جماعة أنصار الله -الحوثيين- تحدث مع الصحيفة خلال زيارة وفد يمني إلى بيروت حول ضغوط روسية جعلت السعودية ترضخ للتفاوض المباشر، مشدداً على أنها ليست أبداً ضغوطاً أمريكية كما يسود من اعتقاد.

ودعت مفوضية الشئون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، في بيان، إلى تفعيل فوائد ومكاسب "التفاوض المباشر بين السعودية والحوثيين".

وأكد الناطق الرسمي للجماعة محمد عبدالسلام، يوم الثلاثاء، عن توافقات لوقف شامل لإطلاق النار عقب أسابيع من تفاهمات ومفاوضات أفضت إلى تكريس تهدئة عبر الحدود.


قالت جريدة بيروتية عن مصدر يمني إن ضغوطاً روسية جعلت السعودية ترضخ
قالت جريدة بيروتية عن مصدر يمني إن ضغوطاً روسية جعلت السعودية ترضخ
- انفراجة روسية سعودية
يضيف غادنر في الفاينانشال تايمز، "أن ما قد يغيب عن البعض هو الانفراجة التي بدأت تظهر بين السعودية والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حليف كل ما تبغضه السعودية: إيران وحزب الله ونظام الأسد".

من جانب آخر قد لا يتقاطع تحليل الفاينانشال تايمز، بالضرورة، مع معطيات أمريكية روسية أشارت مؤخراً- خلال الأسابيع القليلة الماضية خصوصاً- إلى تفاهمات بينية ثنائية أو على الأقل "قلق مشترك" حيال تطورات ومخاطر الأوضاع في اليمن، باتجاه إعادة توجيه المعركة في مواجهة التوسع الخطير لتنظيمي القاعدة وداعش.

وأشار بيان روسي إلى تأكيد مشترك مع واشنطن على ضرورة أخذ خطط فعالة ضد توسع التنظيمين الإرهابيين في اليمن.

- السيناتور كريس ميرفي في بيان جديد: إننا نحارب في صف "أعدائنا" في اليمن

ويقول غادنر، إن "الانفراجة في العلاقات بين السعودية وروسيا، مؤخراً، تشير إلى ضعف النفوذ الإقليمي للولايات المتحدة، التي كانت المملكة على علاقة وثيقة بها على مدى 70 عاماً".

متابعاً، "أنه بعد أن بدأ الرئيس الأمريكي في التقارب مع إيران عن طريق الاتفاق النووي العام الماضي، وبعد التدخل الروسي العسكري في سوريا، يبدو أن السعودية قررت العمل مع موسكو، معتقدة أنها يمكنها أن تؤثر على طهران".

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)