الإعلام التقدمي -

أخرجت الساعات القليلة جدا الباقية على تثبيت وقف إطلاق النار في سورية زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني عن صمته المألوف منذ اشهر محذرا الثورة السورية مما أسماه بالخديعة الكبرى في الوقت الذي بدأت فيه العديد من الأوساط السياسية الغربية والسورية تشكك في “صمود” وقف الأعمال العدائية .

وأفردت محطة سي إن إن الأمريكية في موقعها الإلكتروني  مساحة رئيسية  للشريط  المسجل الذي تحدث فيه الجولاني عن  وقف الأعمال العدائية والذي من المقرر ان يدخل حيز التنفيذ  بعد منتصف الليلة الجمعة وصباح  السبت .

 ودعا الجولاني الفصائل السورية لعدم الإلتزام بوقف النار فيما أعلنت القوات المسلحة الروسية ان عملياتها الجوية ضد الأرهاب ستتواصل رغم وقف إطلاق النار.


وحذر الجولاني، في تسجيل صوتي، مما وصفه بـ”خديعة” الدول الغربية، للدفع بهم إلى العودة نحو “حضن النظام السوري”.

 وقال إن الاتفاق سيؤدي إلى “إنهاء الثورة والإبقاء على مؤسسات الأسد العسكرية والأمنية”.

 وأضاف أن “الثورة الناجحة هي التي تقتلع النظام ومؤسساته من جذوره”، مؤكداً أن ” ثورة الكرامة مستمرة.

واعتبر زعيم جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة أن “التدخل الروسي أثبت فشل النظام والإيرانيين، وأحرز تقدماً جزئياً يفضي إلى خطة دي ميستورا”، قائلا إن “خطة دي ميستورا تعني أن أرواح الآلاف التي أريقت على الأرض السورية ستذهب هباءً”، وفق ما نقلته شبكة “أورينت” التي نشرت التسجيل.

وطالب الجولاني كافة الفصائل العسكرية بمواصلة المعركة في سوريا، وتكثيف ضرباتها ضد قوات النظام، معتبراً أن هذه المعركة ستحدد مستقبل البلاد، ودعا الجولاني الشعب السوري إلى رفض الاتفاق والمفاوضات السياسية.

وكان التوافق الأمريكي الروسي قد إستثنى تنظيم الدولة وجبهة النصرة من عمليات وقف إطلاق النار.

 وفي غضون ذلك قال ديميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إن بلاده لن تتوقف عن استهداف الجماعات الإرهابية في سوريا حتى بعد دخول اتفاق “وقف الأعمال العدائية” حيز التنفيذ منتصف ليل الجمعة إلى السبت.

وفي سياق متصل قال إبراهيم قالن المتحدث باسم الرئاسة التركية: “إن استمرار الغارات الروسية وهجمات قوات الأسد من البر، حتى هذه الليلة الماضية، يثير مخاوف كبيرة لدينا حيال مستقبل وقف إطلاق النار،” وذلك بحسب ما نقلته وكالة أنباء “الأناضول” التركية، شبه الرسمية.

وتابع قالت قائلا: “تركيا ستستخدم حقوقها المنبثقة عن القانون الدولي وستطبق قواعد الاشتباك، طالما وجدت حالات تشكّل خطرًا على أمنها القومي، أيًا كان مصدره من سوريا، ان كان من تنظيم داعش أو من المنظمة الكردية الإرهابية ، ونحن نناقش ونتشاور مع الدول الصديقة والحليفة حول هذه المسألة، لكن عندما يتعلق الأمر بالأمن القومي لتركيا فالموضوع ليس محل نقاش أو مساومة إطلاقًا.