آخر الأخبار
 -  الرجال ابشع كيدا من النساء !!!

الأربعاء, 10-فبراير-2016 - 12:35:21
الإعلام التقدمي - د.حنان حسين -


لم أكن أطيق مرارة القهوة التركية حتى المحلاه بالسكر أصبحت متذوقة جيدة لمرارها ونفث أعقاب حيرتها ... أخبريهم أنهم صنعوا مني انثى حديدية تعتاد الوجع القادم بمواقف اسكودية صادمة وصفعات عنقودية محرمة  ...

أعتدت أيضا احتساء نسيانهم مع كل رشفة ليصبحوا قليلا قليلا ذكرى أقنعة ذكرى اكاذيب .. ذكرى سقوط.. ذكرى نكبة .

مؤلم أن يتم حصرك في زاوية صغيرة اسمها الاستغفال أو الاستغلال أو حتى اللامبالاه  فيتم حقنك كل يوم بجرعة عشق زائفة تموت قبل أن تصل لوريدك اللاهث بالغفران والتوبة .

لتستمر يومك بعدها وكأن لا شيء تمضي ساعات طويلة وأنت تراقب تشيع جثمانك بصمت وبسخرية ويخفت النبض الزائف قليلا قليلا ثم يتوقف كل شيء تزامنا مع  أخر رشفة من فنجان قرأته أنا لصدقي العابر حدود كذبهم وزيفهم وبشاعتهم .

وبعد كل شيء أعتدت أيضا أن اتنفس بعمق وابتسم لهم بل وابارك لهم ايضا تشيعي لمثواي الأخير ودون عتاب ودون سؤال ودون بكاء اقلب فنجان قهوتي النافذ في صباح تزامن مع ترنيمة آسرة في صباح شتوي للراحلة أم كلثوم ورائعتها سيرة الحب .

الغريب في الأمر أن ثمة مدن يولد فيها الحب ويموت أيضا وثمة قلوب يولد فيها الزيف ويعيش طويلا لا يشيخ بل يصبح أكثر وقارا واكثر نضجاء وأكثر قدرة ..حتى على المستوى السياسي تجد ابطال اللعبة السياسية في العالم كلما كبروا كلما فجروا وكذبوا واصبحو أكثر تفنن واتقان للزيف والمراوغة.

بينما كل ما تصنعه قلوبنا هو أننا كلما شخنا اعتدنا الوجع والمرارة وجر اذيال الخيبة وراء كل انكسار .

وأنا مراهقة اتذكر أنني كنت اختار لنفسي زاوية في غرفتي المزدحمة بالكتب منذ طفولتي اضع بجانبي كوب عصير أو لبن ونظارة تليق بجلالة مراهقتي لأمسك قلم اصنع منه سيجارة وهمية وانفث دخانها واستمر بقراءة كتاب رواية مقالة أو حتى ملحق الثقافية الاسبوعي ..

كنت حينها مهووسة ايضا بمتابعة افلام الابيض والاسود كنات تتعمد هذه الافلام أن تزرع حقيقة مفادها أن الموجوع والمخذول وحتى المفكر والعبقري يختار نفس زاويتي مع اختلاف نوعية الخشب فيكتب ويقرأ ويجد كما أنه يحاكي أوجاعه .

كبرت أنا لأستيقظ ذات يوم لم أجد قلم السيجارة الرمادي الأنيق و الوهمي والذي كنت قد عزمت أن يستمر مع حتى انهي دراساتي العليا حتى رافقني لسنوات واصبح ملهما لي

بل تكون بيني وبينه الفه وقناعة بالتفوق والنجاح حتى أنه أصبح قلم وسيجار الحظ لدي استمر معي مرحلة الثانوية والجامعية وبداية الماستر .واختفى رفيق طموحي واحلامي وملهمي الرمادي الانيق واعتبرت ذاك اليوم يوم نحس

حينها ورغم غضبي لم تضيع بضياعه احلامي وطموحاتي بل استمرت خطواتي الى الأمام ولا أخفيكم أنني وحتى اليوم اقلب في دفاتري وكتبتي القديمة عند كل زيارة لمنزلي القديم آملة بأنني سأجده لأخبره أنني لم اتوقف بضياعه ولم أنكسر لخذلانه لي وضياعه مني .

وها أنا كل مايستغرقه الأمر عندي وراء كل كوارث الخذلان ورغم الانكسار والانهيار والبكاء والذهول جراء كل حادثة مؤلمة انزوي ايام وشهور ثمة اعود بنفس عميق ابتسم لكل حوادث خيبات الأمل ولكن بدون ثقة وبدون حب وتستمر الحياة وتستمر حنان حالمة موعودة من الله الذي أصبح صديقي الوحيد الذي ادعوه كل ليلة حزينة أو مخيفة فيتجلى وينظر لي مبتسما احاوره واطلب غفرانه بل الح عليه أن يريني رضاه عني فيبتسم لي ابتسامه تشابه ابتسامة ابي لكنها اكثر الوهية ربما لأنه الله جل جلاله فيقول لي وهو يتحسس شعري انا اعلم وانا بجانبك اخبره مالذي صنعته واعتذر لو اغضبته فيتودد لي كلما توددت له .

لو كانوا البشر متوددين مثله لما قامت الحروب وعم الدمار وانكسرت القلوب .

الشتاء والمطر يجعلنا أكثر حزنا  اللعنة على فنجان القهوة يسرق البوح ويعري الانكسار ويهتك رداء الكبرياء .!!!
 
شظايا روح
حتى وصف إن كيدكن عظيم جاء في حب شغف امرأة العزيز أما كيد الرجال جاء في كره وغل وغيرة لأقرب العلاقات في الحياة وهي الأخوة الرجال ابشع كيدا من النساء .
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)