آخر الأخبار
 - هل من تطوّر للعقل في طريق معتقداته أيضا كما حدث له في العلم والمعرفة وتطبيقاتهما العملية في الصناعات والتكنولوجيات المختلفة ؟

السبت, 16-يناير-2016 - 07:21:23
الإعلام التقدمي- عبد اللطيف بن سالم -



هل من تطوّر للعقل في طريق معتقداته أيضا كما حدث له في العلم والمعرفة وتطبيقاتهما العملية في الصناعات والتكنولوجيات المختلفة ؟

أليس من الملاحظ أن " العقيدة الدينية " قد تغيّرت مع الزمن في الشكل والمضمونُ لا يزال واحدا وإلا فما الفرقُ بين من يصنع بيده وثنا في شكل إنسان ويعبدُه ومن يصنع بخياله إلاها في مواصفات إنسان ويعبُده ، أليس ما يُعرف في الإسلام بأسماء الله الحسنى هي صفات بشرية ؟ الفرقُ بينهما إذن هو في أن الأوّل مصنوع باليدين مجسّم في الواقع محسوس ومشاهدٌ في أي وقت نريدُه والثاني مصنوع بالخيال ويحمل جميع الصفات البشرية التي نريدها له ولكن في عالم افتراضي كله.

والملاحظ أيضا أنه حتى في الأديان الوضعية نجد الشيء نفسه ممثلا في أشكال إنسية تكاد تكون صورا للإنسان نفسه في مرآة نظيفة في مثل "بوذا" في الهند و" القدير " في الباكستان وغيرهما في أماكن عديدة أخرى من العالم ، وبالتالي فإن الأديان السماوية والأديان المعروفة بالوضعية ( وكلها صناعة بشرية ) تلتقي جميعها في أهداف واحدة وتتمحورُ كلها حول المركزية الذاتية للإنسان في بحثه عن الحقيقة ،

حقيقة نفسه وحقيقة العالم من حوله ، مرورا بالمعرفة الحسّية وانتقالا منها إلى المعرفة العقلية فالاعتقاد في أشياء كثيرة ومختلفة في مرحلة متطورة نسبيّا .وللتأكيد على أن الإنسان هو الأصل في كل هذه الديانات سماوية كانت أو وضعية ما جاء في الإسلام بأن (الإنسان خليفة الله في الأرض ) ما يعني أن الله ممثلٌ في هذا الإنسان وجاء في المسيحية بأن الله حالّ في الإنسان في ما يُعرف لديهم بالرّوح القدُس كما جاء في اليهودية قولُهم في التوراة من الصحاح الأول ( إننا قد خلقنا الإنسان على صورتنا ) كما نجد في جميع الديانات الوضعية أيضا صورة الإنسان في كل موقع حتى أن أحد المسيحيين الهنود واسمه نارن كان يقول : "إن الحقيقة السامية التي لا حقيقة بعدها هي هذه: الله موجود في الكائنات جميعا و هذه الكائنات صورُه الكثيرة و ليس وراءها إلاه آخر يبحث الإنسان عنه، وليس هناك سبيل إلى خدمة الله سوى خدمة سائر الكائنات " .(1)
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)