أعلنت وزارة الخارجية الروسية الأربعاء 19 أغسطس/آب أن موسكو بدأت الخطوات العملية لإعداد مؤتمر "جنيف 3" الخاص بالتسوية السورية.

وقال ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية والمبعوث الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال افريقيا في مقابلة مع وكالة "نوفوستي": "يجب أن يدرك الجميع أن جنيف-3 ليس لقاء منفصلا، بل عملية تفاوض ستتطلب توفر الإرادة السياسية والصبر والوقت. إننا نرى أن عقد مثل هذا المؤتمر يستحق  دعمنا، ولذلك بدأنا الخطوات العملية للإعداد لجنيف-3".

وتابع الدبلوماسي الروسي أن نتائج لقاءات المعارضة السورية في موسكو والقاهرة يجب أن تشكل قاعدة مشتركة لإجراء المفاوضات مع دمشق في إطار عملية "جنيف-3".

وأوضح أنه بالإضافة إلى المشاورات التي أجراها ممثلو المعارضة السورية "على مسار موسكو"، عقد لقاءان مثمران في القاهرة، ومشاورات في بروكسل وأستانا. وأردف: "أما الآن، تولدت فكرة توحيد عمليات الحوار كافة، وتحديد المكان والموعد لكي يجتمع المشاركون في اللقاءات السابقة، معتمدين في مناقشاتهم الجديدة على نتائج لقاءات موسكو والقاهرة".

وشدد على أن هذه القاعدة يجب أن تمثل الموقف المشترك للمعارضة السورية في المفاوضات المستقبلية مع دمشق.

كما توقع بوغدانوف أن تبدأ مجموعة الاتصال الدولية حول سوريا التي اقترح المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا تشكيلها، العمل في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

وأوضح أن مهمة هذه المجموعة التي سيشارك اللاعبون الخارجيون فيها بضمان الطابع المستقر للمفاوضات بين الأطراف السورية، وفي تنسيق موقف اللاعبين الخارجيين من أجل التأثير على المفاوضين بصورة إيجابية وبناءة.

الخارجية الروسية: وفد الحكومة والمعارضة السورية إلى روسيا في 23-30 الشهر الحالي

وفي وقت لاحق أفادت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية أن وفد الحكومة والمعارضة السورية سيزور روسيا في الفترة 23-30 من أغسطس/آب الجاري.

وقالت زاخاروفا في حديث مع "تاس" إن الاتصالات بشأن التسوية السورية ستستمر في موسكو، حيث سيزور روسيا وفد سوري برئاسة وزير المصالحة الوطنية علي حيدر في الفترة بين الـ23 والـ30 أغسطس/آب، وسيضم الوفد أيضا ممثلي المعارضة السورية المعتدلة".

وأضافت أن ميخائيل بوغدانوف سيستقبل الممثلين السوريين في وزارة الخارجية الروسية يوم 24 من الشهر الجاري.

وحسب زاخاروفا فإن الوفد السوري من المخطط أن يجري في موسكو لقاءات في مجلس الاتحاد(مجلس الشيوخ) ومجلس الدوما( مجلس النواب) وكذلك مجلس الإفتاء الروسي، إلى جانب محادثات مع مدير معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية فيتالي ناؤومكين.

مبادرة موسكو لمحاربة "داعش" حظيت بتأييد واسع في الغرب والشرق الأوسط

هذا وأكد بوغدانوف أن المبادرة الروسية الخاصة بتشكيل تحالف مناهض لتنظيم "داعش" الإرهابي تحظي بتأييد واسع في الغرب والشرق الأوسط على حد سواء.

وأضاف الدبلوماسي: "بشكل عام إننا نشعر بتأييد واسع لمبادرة الرئيس الروسي الخاصة بتشكيل جبهة دولية مناهضة للإرهاب لمواجهة "داعش" والتنظيمات الإرهابية الأخرى".

وكان الرئيس فلاديمير بوتين قد اقترح في أواخر يونيو/حزيران الماضي على القيادة السورية ودول المنطقة بمن فيها تركيا والأردن والسعودية توحيد جهودها من أجل محاربة "داعش"، مؤكدا على استعداد موسكو للمساهمة في إقامة الحوار بهذا الشأن.

  الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

واعتبر بوغدانوف أن الغارات الجوية التي يوجها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة إلى مواقع "داعش" في العراق وسوريا لا تأتي بأية نجاحات حاسمة في محاربة "داعش".

ولذلك تتعلق المبادرة الروسية ليس بتشكيل قوة مسلحة مشتركة أو استحداث قيادة عسكرية موحدة، بل يدور الحديث عن ضمان التنسيق بين جميع الأطراف الموجودة على الأرض وتهتم بالقضاء على التنظيم الإرهابي، بما في ذلك إقامة قنوات لتبادل المعلومات وتوزيع الأدوار في العمليات القتالية.

موسكو مستعدة لاستضافة مفاوضات بين الفصائل الفلسطينية

كما أكد نائب وزير الخارجية الروسي على استعداد موسكو لاستضافة مفاوضات المصالحة الفلسطينية بمشاركة قادة جميع الفصائل. وفي يخص آفاق عقد مثل هذه المشاورات الفلسطينية-الفلسطينية واسعة النطاق، قال الدبلوماسي الروسي إنها ترتبط بمدى استعداد حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى.

وأضاف: "في حال إبداء مثل هذا الاهتمام، سيسرنا أن نقترح عليهم موسكو كساحة تستضيف المشاورات الفلسطينية-الفلسطينية".

وأعاد إلى الأذهان أن موسكو استضافت في ربيع عام 2011 مشاورات بين مختلف الفصائل الفلسطينية. وتابع: "يمكننا أن نعود إلى هذه التجربة المفيدة بمشاركة قادة جميع الفصائل الفلسطينية، بما فيها فتح وحماس والجبهتان الشعبية والديمقراطية".

بوغدانوف لا يستبعد إجلاء السفارة الروسية في صنعاء في حال تصعيد الوضع في البلاد

أكد  بوغدانوف أن السفارة الروسية في صنعاء تواصل عملها على الرغم من تقليص عدد الموظفين فيها.

وتابع أن موسكو مستعدة لكافة السيناريوهات وتدرس جميع الخيارات، بما في ذلك خيار إجلاء السفارة بالكامل. وذكر بأنه لقد تم إجلاء جميع العاملين في القنصلية الروسية من عدن التي جرت فيها مؤخرا معارك شرسة.

وأكد أيضا على استعداد السلطات الروسية لمواصلة إجلاء المواطنين الروس الراغبين في مغادرة اليمن.