آخر الأخبار
 - 

لم يكن، ولن يكون التغيير عملية سلسة وطوعية و"ديمقراطية" روتينية إذا ما قصدنا بهذا التغيير احداث انقلاب شامل في البناء المجتمعي وفي مسألة السيطرة الاقتصادية والثقافية والسياسية .. أي على مستوى البنى التحتية والفوقية كافة.

الخميس, 11-يونيو-2015 - 11:22:36
الاعلام التقدمي -



لم يكن، ولن يكون التغيير عملية سلسة وطوعية و"ديمقراطية" روتينية إذا ما قصدنا بهذا التغيير احداث انقلاب شامل في البناء المجتمعي وفي مسألة السيطرة الاقتصادية والثقافية والسياسية .. أي على مستوى البنى التحتية والفوقية كافة.

وكل ممارسة تستهدف مثل هذا التغيير هي ممارسة سياسية حكما. فليس متاحا ولن يكون، إحداث تغيير حقيقي على مستوى البنى الاقتصادية الاجتماعية بنفس أدوات السيطرة السياسية القائمة التي من أهم وظائفها الحفاظ على، وترسيخ بل وتأبيد سيطرة طبقية محققة على الموارد المادية، أي على وسائل انتاج الثروة، في المجتمع.

والسيطرة الطبقية المحققة تتيح للطبقة السائدة التحكم بكل موارد المجتمع وهي بالتالي قادرة على توظيف هذه الموارد في خدمة تأبيد سيطرتها سياسيا وثقافيا واقتصاديا و في جميع المجالات.

إذٍ، فعملية التغيير، أي استبدال الطبقة الاجتماعية المسيطرة أو إسقاطها، لا يمكن أن تتم إلا عنوة. وهذا ما يسميه الناس منذ فجر التاريخ "ثورة" اجتماعية أو انقلاب اجتماعي.

هي إذٍ، ثورة! ثورة تستهدف إسقاط نظام سيطرة طبقية محددة، سيطرة طبقة سوف تدافع بكل الوسائل المتاحة عن إدامة وتأبيد سيطرتها.

إن أبرز ما لجأت اليه وستبقى تلجأ اليه القوى الطبقية المسيطرة لتحصين سيطرتها في وجه كل محاولة تهدف لإسقاطها هو التعمية على أسباب الصراع وحرفه وتضييعه تحت ركام وغبار صراعات أخرى تشكل حوائط صد تبعد الأنظار عن حقيقة الصراع الذي انفجر مستهدفا سيطرتها. فالصراعات القومية والاثنية والطائفية والمذهبية تصبح الملجأ والخيار مهما كانت آثارها مدمرة ومداها الزمني الدموي مديدا.

وهكذا يتم تسهيل مهمة رايات الظلام لتخوض حروبها ولتحول ساحات الصراع الى حروب بين ظلاميتين (ولاية الفقيه والظلاميات الداعشية - القاعدية) تفتك بالشعوب وتدمر مقومات الحياة فتضيع الثورة تحت ركام حروب الظلاميين ويتحول المضطهدون الى ضحايا ومشردين وخاضعين ووقود. لتظهر أهداف مغايرة للصراع: إعادة إنتاج نظام السيطرة المافيوية أو استبدالها بمثيلات لها أكثر كفاءة في تحريم الثورة والتغيير.

هذا كله يحدث برعاية قوى الهيمنة الرأسمالية في العالم وفي ظل خيانة القوى التي طالما رفعت شعارات التغيير لتلك الشعارات ولثورة المسحوقين فلم تلتزم بدورها في عملية الصراع وتركت الجماهير المفقرة المضطهدة التي ثارت فريسة لقوى التسلط والظلام.

فهل نستسلم؟ أم نبقى نصر على فضح تلك الجرائم واسبابها المادية وعلى الطبيعة الأصلية والحقيقية للصراع؟
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)