آخر الأخبار
 - تتواتر الأنباء القادمة من دول الخليج العربي، وبشكل لا سابق له، عن توقيع عقود التسلح مع الدول الغربية، وكان آخرها العقد الذي تم توقيعه بين دولة قطر وفرنسا، حول شراء 24 طائرة فرنسية من نوع رافال، بقيمة تجاوزت الستة مليارات دولار، ومانقلته جريدة الوطن الكويتية، عن توجه الكويت الى شراء 28 مقاتله نوع f18 >> بوينغ<< الامريكية، ناهيك ما أعلنته نفس

الاثنين, 11-مايو-2015 - 11:39:09
الإعلام التقدمي -

 


تتواتر الأنباء القادمة من دول الخليج العربي، وبشكل لا سابق له، عن توقيع عقود التسلح مع الدول الغربية، وكان آخرها العقد الذي تم توقيعه بين دولة قطر وفرنسا، حول شراء 24 طائرة فرنسية من نوع رافال، بقيمة تجاوزت الستة مليارات دولار، ومانقلته جريدة الوطن الكويتية، عن توجه الكويت الى شراء 28 مقاتله نوع f18 >> بوينغ<< الامريكية، ناهيك ما أعلنته نفس الجريدة عن نشر أمريكا لمنظومة صواريخ دفاعية في الخليج لمواجهة الصواريخ الإيرانية، بالإضافة الى الحجم الهائل للتسلح السعودي، ومن مصادر مختلفة للتسليح..! 

فما الذي يدفع دول الخليج، الى مثل هذا الإندفاع السريع الى التسلح، في وقت باتت فيه منطقة الخليج حبلى بما يؤرق شعوبها من تداعيات الحرب التي تشنها دول التعاون الخليجي بقيادة السعودية ضد دولة اليمن الجارة الجنوبية، وكيف يا ترى يمكن للمراقب تفسير زيارة السيد أرلوند هولاند في هذا الوقت العصيب، وحلوله ضيفاً لأول مرة على القمة الخليجية التشاورية المنعقدة الثلاثاء في الخامس من آيار 2015 في الرياض، بل كيف يمكنه تفسير تصريحات السيد هولاند في كلمته أثناء إنعقاد القمة، ومنها على سبيل المثال ما أشار اليه في قوله بأن : [[" التهديدات التي تواجه الخليج تواجه فرنسا أيضا، ونريد أن نكون حليفا قويا وموثوقا الخليج".]] ، وتابع: [[“فرنسا تدعمكم في العملية التي أطلقتموها في اليمن (عاصفة الحزم) التي تحولت الآن إلى عملية (إعادة الأمل)، بغية إعادة الاستقرار إلى اليمن. وأود أن أشير إلى أن ضمان أمن البلدان المجاورة إنما هو تصرف ينبع من صديق، وحرص على سلامة وأمن المنطقة ودولها؛ فهناك أخطار وهناك تهديدات تواجه دولكم ونواجهها نحن أيضًا، وأود أن أعيد تأكيد التزام فرنسا بالوقوف بجانبكم ودعمكم، ليس بوصفنا الصديق والحليف فقط لكم، بل ولأن الدفاع عن مصالحكم يعني الدفاع عن أنفسنا أيضًا”]].

ناهيكم عن جملة تصريحاته الأخرى، حول اليمن وإيران، والتي لا تخرج في مضمونها عما تقدم، ولا تبعث على ما يفهم منه، وعلى أقل تقدير، الدعوة الى تهدأة الأوضاع وتشجيع سبل السلم والحوار وااتعاون بين دول المنطقة، بل فيها ما يعكس خلاف ذلك، وكل ما يشجع على تأجيج أوار الحرب وصب الزيت على النار كما هو الحال في سوريا، فبدلاً من السعي لوقف بؤر الحرب، وتجفيف مصادر تمويل الإرهاب، دعا السيد هولاند، ملفتأ النظر بالقول: [[وأمام هذه الأزمات لقد اخترتم إطلاق عدد من المبادرات، وهذا معنى العمل الذي قمتم به مثلاً فيما يتعلق بسوريا. لقد وقفتم بجانب المعارضة السورية، وكذلك لا ننسى القمة التي انعقدت في مارس التي قمتم خلالها بالإعلان عن تشكيل قوة عربية”، وكذلك إشارته: .إلى أن فرنسا " تعمل على مساعدة المعارضة السورية المعتدلة،]] المصدر السابق


فالى أين تسعى دول التحالف الخليجي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، بكل هذا الإندفاع نحو حافة الحرب وتأجيج الصراع في المنطقة ، في محاولة أصبحت مفضوحة لجر أكبر عدد من الدول في المنطقة الى جحيم وأتون الحرب الشمولية في المنطقة، في وقت تطالب فيه المزيد من الضمانات من أمريكا لحماية الأمن القومي الخليجي، من " خطر السلوك الإيراني في المنطقة "..!؟


فأي أمن قومي خليجي هذا، تستبعد عنه دول أخرى لها أمنها القومي في نفس المنطقة، ومنها إيران ، وأين من هذا، ما توصلت اليه نفس دول التحالف الخليجي في إجتماع الجامعة العربية الأخير من تشكيل ما يسمى " القوة العربية المشتركة" التي بارك تشكيلها السيد هولاند والسيد نبيل العربي الأمن العام للجامعة العربية في القمة 26 المنعقدة في القاهرة في 29آذار 2015 

ولعل أقل ما يمكن قوله بشأن حمى التسلح التي تنتاب دول الخليج، وتحت ذرائع لم تعد مخفية على المراقب والمتابع لشؤون المنطقة، إنما يمكن تفسيره من خلال عملية التنافس الشديد بين الشركات المنتجة للسلاح في كل من أمريكا والغرب، في تصريف مكنوزاتها من أنواع السلاح، وإغراق أسواق الخليج والشرق الأوسط بها؛ وما الحرب إلا إحدى السبل الأفضل لتسويقها، وإسترداد مليارات الدولارات التي تدفعها ثمناً عن النفط والغاز المشترى من تلك الدول؛ أما التلويح بورقة الإرهاب وبورقة إيران وملفها النووي، فما هي إلا المحركات والذرائع الأكثر فعالية في تنشيط تلك الحرب، وتحقيق الأهداف المرسومة للوصول الى تقسيم المنطقة، وهو الأمر المبتغى من وراء كل هذا التأزيم؛ فأي وجه للغرابة في هذا، مع كل عقود التسليح، خاصة بعد أن تلتقي المصالح على حد قول السيد جون كيري وزير الخارجية الأمريكية في باريس، مشيراً إلى أن "المصالح الأمريكية تلتقي مع دول الخليج بجميع الطرق"...!؟


أن ما يجري في منطقة الخليج اليوم، وما تتعرض له دولة اليمن منذ أكثر من 40 يوماً من عدوان بات يأخذ أشكالاً سافرة في النوع وفي التداعيات، ومنها تهديده للسلم والأمن في المنطقة، يذكرنا بأحداث أزمة الخليج السابقة التي تفجرت في آب عام / 1990 عند غزو العراق لدولة الكويت ، فما أشبه اليوم بالبارحة؛ فالدولتان عربيتان، جارتان متلاصقتان، كما هو الحال بين السعودية واليمن..!؟(*)

فالسبيل الوحيد للخروج من مأزق كارثة الحرب المدمرة، هو ما ينبغي أن تقوم به هيئة الأمم المتحدة، ومعها المنظمات الإقليمية، ومنها الجامعة العربية والمجتمع الدولي، بتفعيل دورها في تجنيب شعوب المنطقة والعالم، تداعيات كارثة الحرب المدمرة، فالسلم والأمن العام هما في مقدمة ما أكد عليه ميثاق الأمم المتحدة من إلتزامات وواجبات الدول أعضاء الهيئة، وبعكسه، فإن الفوضى وشريعة الغاب هي من ستتحكم بمصير شعوب ودول المنطقة والعالم؛ ولعل الكارثة الإنسانية التي تحيق بشعب دولة اليمن اليوم، فيها أكثر من دليل وشاهد على ذلك، فهل سيدرك المجتمع الدولي تلك الحقيقة، وهل سيكون لمنطق العقل، الأولوية على منطق المصلحة، في ظل هذا الخضم المتلاطم من الكوارث الإنسانية، أم أن العالم في طريقه الى حرب كارثية جديدة، بعد أن طوى ملف الحرب العالمية الثانية في التاسع من آيار/ 1945، تلك الحرب التي أزهقت أرواح ما يزيد على الستين مليونا من الضحايا، بما شكل ما يزيد على 2.5 % من نفوس العالم يومذاك..؟؟!
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)