آخر الأخبار
 - ليس من الملائم ولا من الانصاف أن نضع كلّ المكوّنات في كفّة واحدة ولا أن نساوي "بين من طلب الحقّ فأخطأه وبين من طلب الباطل فأصابه".

السبت, 14-فبراير-2015 - 20:05:02
الاعلام التقدمي-عبدالجبّار سعد -

عندما كنت أستمع لكلمة الرئيس الإيرانيّ بمناسبة ذكرى ثورتهم ضدّ الشاه 11فبراير وكان يعدّد إنجازاته هو خلال فترة وجيزة من فترة رئاسته أتعبني التعداد وهو يسرد هذه الإنجازات التي جعلت من إيران دولة إقليميّة عظمى فيما هي تواجه عقوبات صارمة وفيما تنشر وجودها العسكريّ والإمداديّ على أكثر من جبهة في مواجهة أعدائها ـ سواء اتفقنا أو اختلفنا معها ـ من العراق إلى لبنان إلى سوريا وحتّى اليمن وفلسطين، فيما توجد دول أخرى في بلادنا العربيّة والإسلاميّة وبنفس الامتدادات بثروتها وإمكاناتها لمواجهة هذه القوة الإقليميّة وربما أفلحت أكثر من إيران في تدمير كيانات ودول خصوصا في فترة الربيع العبريّ الملعون دون أن تتقدّم خطوة على مستوى الإنجازات العملاقة التي تتقدّم بها إيران التي أصبحت دولة نوويّة ولا يوجد ما تباهي فيه غير هذه الإنجازات الربيعيّة التي دمّرت شعوبا ودولا نحن منها.

هذه المقارنة لا أبتغي بها المدح أو القدح لأيّ من الفريقين، فنحن ضحاياهما معا، وذلك ليس موضوع حديثي، ولكن فقط لمجرّد ذكر حقائق الأمور التي نحن في اليمن ضحايا لها.

****

بالمقابل لست أدري ما الذي يجعل من البعض يتدافعون لإحياء ذكرى الفتنة في بلادنا اليمن 11فبراير وما الذي سيعدّدونه لنا من منجزات لكي يوقظوا فينا روح الاعتزاز بهذه المناسبة.

قالت سيّدة يمنيّة وهي تسمع التداعي لإحياء ذكرى المأساة التي عصفت باليمن وأهله:
"ألا يستحي هؤلاء حين يخرجون لإحياء ذكرى هذه الفتنة التي دمّرت كلّ إمكاناتنا وعصفت بأمننا وسلامنا ومزّقت وحدتنا ونسيجنا الاجتماعيّ وانهكت اقتصادنا وفتحت علينا كلّ أبواب الفتن التي لم نخرج منها حتّى الساعة!!".

الغريب أنّ المتصارعين في الساحة وكلّ النقائض من أتباع الفريقين الإقليميّين قد خرجوا معا ليعلنوا وجودهم على أنقاض وطن مدمّر، وفيما كان الناس ولا يزالون يتفاءلون بقرب الاتفاق على مخرج واقعيّ لهم ينقذ البلاد والعباد من صراعاتهم التي لم تنته، وفيما تتداعى القوى الغربيّة المعادية لمغادرة اليمن مبشّرة أهله بالويل والثبور وعظائم الأمور، وفيما تحشد القوى المتصارعة وميليشياتها قواها لتجهز على ما تبقّى من دولة وشعب وإمكانات وجود، وفيما الدماء تسيل في كلّ فج وواد ومدينة وقرية، وفيما الأمان ينعدم في طول البلاد وعرضها والسلب والنهب والاغتيالات أضحى ديدن كلّ القوى المعادية للوطن وأهله، في هذا الوقت بالذّات تنطلق مواكب المبتهجين بهذا الحال المأزوم الذي كان فاتحته 11فبراير2011 لتقدّم لنا بشارات البوار التي أوصلنا إليها الجميع.

ليس من الملائم ولا من الانصاف أن نضع كلّ المكوّنات في كفّة واحدة ولا أن نساوي "بين من طلب الحقّ فأخطأه وبين من طلب الباطل فأصابه".

ولكن حين يصرّ الفريقان أن يضعا نفسيهما في نفس المسار، ويباهون بفجورهم ضدّ هذا الوطن، ويريدون أن يقيموا أفراحهم على مآتمنا، ويتّفقون على إقامة "عرس الثكالي" في ساحاتنا ونحن في هذا الحال الذي لا يسرّ صديقا فلا نملك إلّا أن نقول لهم جميعا ما قاله سيّد الأوّلين والآخرين عليه أفضل الصلاة والتسليم:

"إن ممّا أدرك الناس من كلام النبوّة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت".
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)