آخر الأخبار
 - 
يختلف الارهاب فى مصر والعالم العربي عن الإرهاب فى الغرب في كونه ليس حدث طارئ أو جماعات خارجية مسلحة تستهدف امن البلاد .. .....

الأحد, 01-فبراير-2015 - 09:48:16
الاعلام التقدمي -


يختلف الارهاب فى مصر والعالم العربي عن الإرهاب فى الغرب في كونه ليس حدث طارئ أو جماعات خارجية مسلحة تستهدف امن البلاد ..
الارهاب فى بلادنا هو وليد الثقافة العربية والإسلامية والناتج الطبيعي لخطاب ديني اصولى ومناهج دراسية تنتج ألوف الإرهابيين يوميا فلو لم يكن بالضرورة كل اصولى ارهابى فكل ارهابى اصولى !

فعندما يدرس الطلاب قصة غزو عمورية التى سميت كما سميت جميع الحروب والاعتداءات الغاشمة على الدول المسالمة بالفتح !!
حيث يلقن الطالب بأن من قام بالفتح المبين هو الخليفة المعتصم وسبب ذلك ما ذكره أهل التواريخ أن رجلاً وقف على المعتصم فقال يا أمير المؤمنين كنت بعمورية وجارية أسيرة قد لطمها علج على وجهها فنادت : وامعتصماه ، فقال العلج وما يقدر عليه المعتصم ؟ يجىء على أبلق ينصرك ، وزاد في ضربها .

فثار المعتصم وسأل الرجل : في أية جهة عمورية ؟ فقال له الرجل وأشار إلى وجهتها هكذا، فرد المعتصم ووجهه ليها وقال لبيك أيتها الجارية لبيك ، هذا المعتصم بالله أجابك ، ثم تجهز إليها في اثني عشر ألف فارس أبلق ، وتقول المصادر التاريخية أن فتح عمورية كان صعباً جداً بسبب منعة حصون المدينة وإحكام الحراسة فيها ، ولكن الحقيقة تقول أن المعتصم كان ذو قدرةٍ عسكريةٍ كبيرةٍ بحيث استطاع أن يدخلها بعد أن دك أسوارها
بالمجانيق فأسر ثلاثين ألفاً وقتل ثلاثين ألفاً ، وأمر بعمورية فهدمت وأحرقت !!!!

ثم يحفظ الطالب المسكين قصيدة ابو تمام السيف اصدق انباء من الكتب فى حده الحد بين الجد واللعب !!
فماذ نتوقع من الطالب ان يكون عالم فضاء او ذرة مثلا ؟؟ و لماذا نستنكر استخدام داعش للسيف وقطعها للرؤوس وحرقهم للمكتبات اذا كان السيف اصدق انباء من الكتب زى ما الكتاب قال ؟؟ ولماذا نستغرب من دك المدن اذا كان المعتصم دكها واسر وقتل ثلاثين الف من اجل امرأة !!!!!

تم اضافة كتاب تاريخ مؤخرا للصف الثانى الثانوى فى 2014 يحمل عنوان مصر والحضارة الاسلامية !! الكتاب ده بيقف مع جيوش المسلمين الغزاة ضد المقاومة المصرية !!!! وبيتفاخر بأن المقوقس حاكم مصر أرسل لابن العاص ليتفاوض معه لانهاء القتال ولكنه رفض التفاوض بكل فخر وخيره بين الاسلام أو الجزية او القتل !!!!

أما مناهج الأزهر بقى فحدث ولا حرج حيث يجوز فيها قتل تارك الصلاة وشوي لحمه !
هكذا تشكل عقول أجيال المستقبل على الإرهاب حيث يهمل تماما دراسة التاريخ المصري والقبطي ويتم التركيز على التاريخ الاسلامى العربي الدموي وعلى مشروعية القتل في سبيل الله ويلقنون بأن الاعتداء فتح والقتل جهاد ويمجدون قادة الغزوات ويعتبرونهم نماذج للبطولة فتكون النتيجة الطبيعية هي خروج أجيال تمجد ابن لادن او أبو بكر البغدادي سيرا على خطى الصحابة !!

عندما حدثت عملية شارلي ابدو الإرهابية في باريس انتفضت الجمهورية الفرنسية متسلحة بالقيم الفرنسية ومدافعة عنها مثل العلمانية والحرية والإخاء والمساواة ولم تكتفي فرنسا بالمحور الأمني ولكنها قامت بالعمل على عدة محاور مختلفة لمواجهة الإرهاب

منها المحور القانوني حيث تم سن قانون يجرم مجرد دعم أو تشجيع الإرهاب بالكلام فكل من أيد الارهابين بالتصريح الايجابي تم إيقافه ومحاكمته , كما تم سن قانون يجيز إسقاط الجنسية الفرنسية على مزدوجيها ممن يثبت تورطه في التنظيمات الجهادية او العمليات الارهابية ..

المحور الثقافي لمواجهة الإرهاب داخل المدرسة لأنها المؤسس الفكري للجيل القادم و هى الأصل والأساس في المواجهة الفعلية مع الارهاب وصمام الأمان لمنع تفشيه وانتشاره حيث تم دمج العلمانية وقيمها فى المنهج الدراسي للطلبة فى مختلف المراحل و قررت الدولة أن تتخلى عن حياديتها بشكل سلبي مع الدين و تدرس للأطفال الأديان الثلاثة بطريقة مبسطة حتى تقطع الطريق على المتطرفين دينيا من التلاعب بعقول الأطفال لجهلهم بالدين ...

المحور الثالث تم عمل خطة لمراقبة المساجد ومنع الدعاة القادمين من المملكة الوهابية و الاعتماد على الأئمة المعتمدين من المعاهد الفرنسية المختصة بعد اعتمادهم على خطاب ديني صوفي متسامح خالي من العنف والعنصرية والتطرف ...
المحور الرابع تطوير المناطق المهشمة و وضع خطة لدمج المهاجرين والحد من البطالة وتكريم النماذج الإسلامية المعتدلة لتكون مثالا يحتذي به حيث تم تكريم الشاب المسلم الافريقى العامل في المتجر اليهودي على عمله البطولي بعد أن قام بإخفاء الرهائن في تلاجه المتجر بعد فصل التيار الكهربائي عنها واتصل بالشرطة و ساعدها على اقتحام المكان بأقل خسائر معرضا نفسه للخطر ... فى حفل حضره الوزراء والقيادات البارزة وتم منحه الجنسية الفرنسية ليكون نموذج في التعايش والتسامح لدى مسلمي فرنسا .

اما في مصر و الدول العربية ما هى القيم العربية المحلية التي سنتمسك بها ونحتمي فيها وندافع عنها فى مواجهة الارهاب ؟؟؟ ها هى القيم العربية الاصيلة التي نمتلكها !! الثأر ,الشرف, العار ,القصاص , تقديس الحاكم ورجل الدين, احتقار المرأة و العيب والحرام !!!!
كلها قيم وشعارات بدوية قبلية هي نفسها التي يحملها الإرهابيون !!! نخشى الحرية ونعتبرها انحلالا ونخشى العلمانية ونعتبرها كفرا ونخشى المساواة ونعتبرها حراما !!!!

فأصبحنا نرى صوره عبثية لإرهابيين خاملين في مواجهة إرهابيين ناشطين !!! نفس العقيدة و المنظومة الفكرية وإن تفاوتت في الدرجة يحملها القاتل والمقتول لا فرق جوهري بينهما !!!

فبات سقوط المنطقة كلها في مستنقع الإرهاب الذي نفرخه يوميا مسألة وقت إذا اكتفينا بالمواجهة الأمنية فقط دون غرس ثقافة علمانية والعمل على مختلف المحاور كما فعلت فرنسا...

و ستكون مواجهة الإرهاب أشبه بمواجهة التنين الذي يمتلك الف رأس كلما قطعت له رأسا ظهرت له مئات الرؤوس الأخرى !!!!
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)