آخر الأخبار
 - انتابتنى غبطة فى الأيام الماضية وأنا أرى الرجعية والرأسمالية المستغلة المصرية تسفر عن وجهها الحقيقى ضد مبادئ ورموز ثورة 25 يناير و30 يونيو، وذلك بعد أن استكانت أكثر من ثلاث سنوات تهرب أموالها وتنظم صفوفها......

الخميس, 15-يناير-2015 - 11:09:40
الاعلام التقدمي-د. هدى جمال عبدالناصر -



انتابتنى غبطة فى الأيام الماضية وأنا أرى الرجعية والرأسمالية المستغلة المصرية تسفر عن وجهها الحقيقى ضد مبادئ ورموز ثورة 25 يناير و30 يونيو، وذلك بعد أن استكانت أكثر من ثلاث سنوات تهرب أموالها وتنظم صفوفها.
إن ما يحدث الآن هو التطور الطبيعى للأمور، بعد أن عاثت هذه الطبقة فى الأرض فسادا لأكثر من 40 عاما وأُثرت على حساب الشعب ومصالحه الوطنية، واستطاع رأس المال أن يسيطر على الحكم. وقد أنتج ذلك فى الوقت نفسه إفقار الشعب، وسحق الطبقة المتوسطة، وانتشار البطالة وتدهور مستوى المعيشة بعد غلق المصانع لإعطاء الفرصة لأباطرة الاستيراد. وقد تعدوا الحدود عندما تعاملوا اقتصاديا مع اسرائيل من أجل المنفعة الخاصة، ضاربين عرض الحائط بإجماع الشعب على مقاطعة العدو الصهيونى! وبعد كل هذا فإن الطبقة الرجعية الرأسمالية المستغلة تتصرف كما ولو أنه لم تحدث ثورتان فى ثلاث سنوات! من الذى قام بالثورة؟ إنها جماهير الشعب المطحونة التى تعانى الظلم والقهر الاجتماعى نتيجة لتغلغل هذه الطبقة الفاسدة فى الحكم. وهم عادة لا يباشرون السلطة بأنفسهم وإنما عن طريق عملائهم الذين يسندونهم ويحققون مصالحهم، وعن طريق الرشوة والمحسوبية. لقد نسيت الطبقة الرجعية الرأسمالية المستغلة أو تناست أن الأوضاع قد تغيرت بقيام الثورة، وأن المواطن المصرى أدرك أنه لا بد أن ينتزع حقوقه بيده ودمائه، وبدأت تتربص حتى تنقض عندما يحين موعد انتخابات مجلس النواب.


إن القصة كلها تدور حول الانتخابات المقبلة، والمعركة الشرسة المنتظرة بين الرأسمالية المستغلة بامكاناتها المادية والإعلامية، وبين ممثلى الشعب الحقيقيين من المثقفين والعمال والفلاحين. ومن الغريب أن أفراد هذه الطبقة الرجعية المرفوضة شعبيا لا يجددون فى أساليبهم المعهودة. إنهم يبدأون بالتشكيك فى كل إنجاز شعبى، ونشر الشائعات المغرضة آملين أن تزعزع الحكم. وهم ينسون أن العالم قد تغير بتطور وسائل الاتصال، وأن ما كان من الممكن أن ينجح منذ عشرات السنين لا مكان له الآن، وأن الثقافة الشعبية أصبحت حقيقة واقعة.
وأود أن أطرح سؤالا: لماذا من المحتم الصدام بين الرأسمالية الفاسدة وبين النظام الحالى الذى تؤيده جماهير الشعب؟ إنه مبدأ الحرية والعدالة الاجتماعية الذى ثارت من أجله الجماهير مطالبة بنصيبها من ثروات الوطن، وتكافؤ الفرص بين أبنائها، والقضاء على نفوذ الرأسمالية المستغلة الفاسدة الشرهة التى حققت مكاسبها من التزلف للحكام وإفساد الجهاز الإدارى، الذى أصبح يحتاج الى هزة قوية حتى يتطهر.


إذن المعركة قادمة لا محالة بسبب مبادئ الثورة التى لا يمكن أن تتحقق إلا على أنقاض هذه الطبقة، ومحاسبتها على فجورها السابق. وما يعنينى هنا هو ضمان إدراك الشعب لنيات طبقة الرأسمالية المستغلة أثناء الانتخابات المقبلة وما بعدها. فإن سلطات مجلس الشعب واسعة وفقا لنصوص الدستور، ويستطيع هؤلاء وعملاؤهم أن يوقفوا أية تشريعات تحقق العدالة الاجتماعية التى يخشونها، والتى تحد من نمو ثرواتهم ونفوذهم، والتى تقضى على سيطرة رأس المال على الحكم.
إن أملى الوحيد أن يستطيع بعض المرشحين الوطنيين أن يصلوا الى مجلس النواب، ولا يهم العدد إلا فى التصويت. وهؤلاء سوف يكشفون ألاعيب الرأسمالية الفاسدة ويدحرون مؤامراتها. فالبرلمان من وظائفه المهمة الى جانب التشريع والرقابة على السلطة التنفيذية، أنه منبر مؤثر يعبر عن الأفكار والمعتقدات الوطنية ويناقشها.


ومما يعزز توقعاتى المتفائلة أنه مادامت لدينا قيادة وطنية واعية يساندها الشعب، فإن مبادئنا الثورية ستنتصر فى مواجهة رأس المال الفاسد. وإننى أستند فى هذا الى حقيقة علمية ثابتة؛ أن العرف والتقاليد هى من مصادر القانون الدستورى الى جانب النص المكتوب، بل إن بريطانيا ليس لديها دستور مكتوب. وأعنى أنه إذا سيطرت الرأسمالية المستغلة على مجلس النواب المقبل، فالرئيس له سلطات واسعة بحكم تاريخنا السياسى، يستطيع أن يستخدمها لحماية مبادئ الثورة، فهو فى النهاية الحكم فى المعضلات السياسية، وهو رئيس كل المصريين وبمنأى عن كل إفساد.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)