آخر الأخبار
 - 
يقول جيفارا للصوص العراق( الذي باع بلاده وخان وطنه مثل الذي يسرق من بيت أبيه ليطعم اللصوص فلا أبوه يسامحه ولا اللص يكافئه ) ، وحده ذلك كفيل لكي يغتالوا جيفارا المكافح الأبدي ضد اليأس والخراب والاستبداد والفضيحة ....!........

الأحد, 11-يناير-2015 - 10:09:02
الاعلام التقدمي-محسن صابط الجيلاوي -

 
جيفارا الفتى الجميل ( ألاتيني ) حامل البندقية الزاهرة بالأمل والانتصار للضعفاء والفقراء والمهمشين وتغيير وجه الأرض والأوطان والأمم لم يكن مقاتلا فقط في فضاء الانتصار لحياة تليق بالناس بل ترك أثرا هائلا في تفاصيل كثيرة وسمت كامل تاريخنا المعاصر وخصوصا على جيل الشباب الذي ألهمته تلك الحماسة والأناشيد وذلك الزند والصدر الجميل المفتوح للريح والإيثار والتجرد من الحياة الرخية والنزوع نحو جو البساطة الطليقة التي تليق دوما بالثوريين الكبار، بصانعي الأمل الكبار ، بواشمي التاريخ الكبار ،بالأحرار جوا وهوا وجنونا وداخلا إنسانيا ...!


لقد عشقته وأحببته يوما وخصوصا عندما كنت مراهقا صغيرا ، روحي سبحت قريبة منه وكنت أضع صورته بين دفاتري وكتبي ، وأكثر ما أحزنني عندما دخلت الشيوعية كتنظيم وجدت تلك الريبة الغير علنية والهامسة عن طموحات وطريقة وأداء هذا المغامر والسندباد العجيب،ولكون أثره يفوق التنظير ( الشيوعي ) كان هناك خوف فظيع في البوح العلني لمعارضة أسم وفعل هكذا ثائر أسطوري ، كان أكبر منا لأنه ممارس حقيقي وفعلي في ما يفكر به حد استرخاص الدم والحياة والعرق حتى ولو أختلف المرء معه تقادما تاريخيا أو تبدلا في المفاهيم ورؤية طرق تغيير العالم....!

لقد غطت ولفت صور جيفارا أجساد الملايين من الشباب الحالم في العالم ، وتم رسم وجهه الجميل الحاذق الذكي الوديع والواثق ليلا في أجواء محفوفة بالمخاطر على الجدران والأنفاق ومحطات المترو وعلى السيارات والسهول والجبال والحدائق والسينمات والمدارس والحارات والشوارع والكتب ورسائل الحب والقلوب، كان جيفارا الفتى يخرج من كل زاوية متحديا وواثبا ليقض مضاجع الشرطة والعسس أكثر من وقت حياته القصيرة المدهشة والساطعة كوميض شهب في سماء قريبة ، أصبح دوما مشكلة مليئة بجنون الناس الحالم بالإتيان بطاقة إنسانية خلاقة ومبدعة ترتقي لمقام وعيون هذا الفتى الجميل الروح والشكل ، بقتله أعطوا ( للجيفارية ) هذا الزخم العظيم والخلود الأبدي ، لقد ندم الجنرالات البلهاء والأغبياء على موته ليس حبا بل أعطوا عملا إضافيا ومرهقا لهم ولزملائهم في كل العالم للبحث ومحاولة قتل واغتيال جيفارا الحاضر بالملايين بتلك القوة والبهاء والفتوة المفتولة في كل مكان وفي عين كل شاب يخرج مساءا نحو لقاء حبيبته حيث تنهمر القبل وتتشابك الأيادي ...!

أتخيل شباب بعد مظاهرة حيث الشارع وتلك الريح ورائحة البارود وأخر قبلة من حبيب لحبيبته حيث الشهداء يلعبون لعبتهم الأخيرة ، لقد تعلمنا منه أن حب فتاة أو وطن أو ناس مأثرة كبرى تليق بالسعي لتقديم كل غالي من أجلها ...!

يقول جيفارا للصوص ( الذي باع بلاده وخان وطنه مثل الذي يسرق من بيت أبيه ليطعم اللصوص فلا أبوه يسامحه ولا اللص يكافئه ) ، وحده ذلك كفيل لكي يغتالوا جيفارا المكافح الأبدي ضد اليأس والخراب والاستبداد والفضيحة ....!

أنتظر المطر والحب والقبل وذكريات تلك الفتوة حيث تشي يقول بس تعال ....!

وجه الحياة الحالم مثل وجهك يعطي دوما طاقة هائلة ضد القهر والحزن والخذلان والهزيمة لكي تقوم البشرية وبشكل خاص شبابها بذلك الفعل الهائل بجعل الحب قصيدة تتغنى بك وبأحلامك التي تفوق الوصف ..!

قبلة لكل امرأة ساخنة روحا وجسدا ولجيفارا العظيم الذي علمنا الحب تحت وهج المطر والأناشيد والصداقة والرفقة ودفئ النهدين والعناق الذي يليق بالفرسان دوما وأبدا ..!

قبلات مختلفة وعميقة لمنْ تعرف وتفهم...!
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)