آخر الأخبار
 - 

اكثر ما يحز في نفسي ان تجد مناضلات ومناضلين شرفاء ميدانيين بعضهم لا يجد حتى سيجارة رخيصة مهربة ينفث فيها غضبه, يضطر لاقتسام سيجارة مع رفيقه او رفيقته , وأخر لم يدق الاكل لمدة يوم كامل و اخرى لم تجد ما تدفعه لفاتورة الماء والكهرباء, لا شيء يكسر حلكة ليلها الا نور شمعة متهالكة,....

الأحد, 11-يناير-2015 - 10:05:50
الاعلام التقدمي-محسين الشهباني -


اكثر ما يحز في نفسي ان تجد مناضلات ومناضلين شرفاء ميدانيين بعضهم لا يجد حتى سيجارة رخيصة مهربة ينفث فيها غضبه, يضطر لاقتسام سيجارة مع رفيقه او رفيقته , وأخر لم يدق الاكل لمدة يوم كامل و اخرى لم تجد ما تدفعه لفاتورة الماء والكهرباء, لا شيء يكسر حلكة ليلها الا نور شمعة متهالكة,

وطلبة وطالبات بدون مآوى بدون حي جامعي لا يملكون ما يدفعونه للايجار بعد اقصاء الطالب من الحق في السكن و الالقاء بالطلاب في ايدي سماسرة العقار يضطرون ان يكونوا عالة على بقية الرفاق يسكونون في حجر ضيقة لحرمان اغلبيتهم من الحق في المنحة مما يساهم في الهدر من التعليم نتيجة العجز في توفير مصاريف التعليم ومرات يضطرون الى الرجوع لبيت الوالدين والرجوع بخيبة امل الى عائلة صرفت الكثير ليصل الابن والابنة الى الجامعة ويضطر الاغلبية للاشتغال في اي عمل لتحقيق دخل يجعلهم يعيشون ولا يستطيعون التوفيق بين العمل والدراسة, والحديث عن الطالبات معاناتهن احتياجاتهن ظروفهن انعدام البدائل ووجود خيارات صعبة .. تلك نقطة اخرى.

وعندما يتعلق الامر بالمناضلين الميدانيين المعدمين للحضور الى المحطات النضالية فإنهم يبيعون ممتلكاتهم الشخصية كثمن لتذكرة السفر الى المناطق التي سيكون بها الشكل النضالي ايمانا منهم بالقضية التي لن يتوانوا عن الدفاع عنها مهما كلف الثمن. يعانون في صمت, يحترقون غير مبالين بأنفسهم واحتياجاتهم. وفي المقابل نجد من يتشدق بالنضال لا يتجاوز العالم الأزرق وآخرون مستفيدون من الوضع من خلال برامجهم الاصلاحية التي تغدق عليهم اموالا من الداخل والخارج بحكم انضمام البورجوازية ذات اطماع شخصية والاسترزاق السياسي

والمعتقل السياسي اكثر معاناة من جهتين الجهة الاولي في صراعه من اجل حريته ومن اجل تحصين بعض المكاسب من ادارة السجن... و من جهة ثانية متمثلة في ضعف الدعم المادي و حتى المعنوي حيث يفتقر الى ابسط الاشياء التي لا يمكن لرفاقه بالخارج توفيرها نتيجة ضعف الموارد المادية لديهم او نتيجة عدم القدرة على ايصالها له. و يجدر واغلب المعتقلين يفضلون عدم ايصال خبر اعتقالهم لعائلاتهم نتيجة الظروف العائلية الصعبة التي يعيشونها. مما يضاعف العمل على رفاقه بالخارج حيث يكونون مصدر عيشه الوحيد

ويوجد مناضلون سابقون اصبحوا يتوفرون على دخل قار ومحترم وضمن لائحة الموظفين, وفئة اجتماعية لا تؤهلهم للانتحار الطبقي والرجوع الى الاصل والتنكر لرفاق الامس والتلذذ بسماع معاناتهم واعتبارهم خطرا يهدد وظائفهم في حالة الاستمرار في دعمهم او التعامل معهم.

لا يسعني إلا ان اقول ان هناك مجموعة من المناضلين انتهازيين بامتياز جعلوا النضال سلما للوصول الى اغراضهم ألشخصية وأخرى تريد من الطليعة ان تعاني ان تسجن ان تموت لتجني ثمار ذلك كما وقع في مطالب حركة عشرين فبراير.ارتكزت على رفع الاجور والاستجابة للمطالب الفئوية ودفع الفقراء ثمن كل هذا .

القابضون على جمر الثورة اولئك المعدمون الذين يعايشون عن كثب معاناة الفقراء والمهمشين يتقاسمون معهم الرغيف والمعاناة بمقومات ذاتية , اما الذين يمتلكون السيارات وحسابات بنكية يسمعون عن تلك الفئات فقط ويرددون شعارات ثورية وهم غير مقتنعين بالمرة بمساندة تلك الفئات فما بالك ان تقوم ثورة تاتي على الاخضر واليابس ويصبح مثله مثل من يقف امام نيران العدو اولئك يعتبرون النضال هواية ليس الا بحكم العلاقات الاجتماعية او العائلية وياخدون صور تذكارية لبطولات فارغة بالعالم الازرق ويختزلون النضال في بروفيل مزين بلافتات تتطلب للحضور اليها ساعة على السيارة وسهرة في افخم الحانات وآخرون يكتفون بوجبة واحدة واحدة من اجل مواصلة النضال ويكفي ان تقارن هزالة المناضلين وبدانة الانتهازيين لتعرف من هو المستفيد .
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)