آخر الأخبار
 - حظي مفهوم  الدولة المدنية بإهتمام وجدل كبير خلال الأعوام القليلة الماضية،ولقد جاء ذلك في أتون النقاش لما يتطلعه الشعب بفئاته المختلفة لبناء أركان دولة عصرية مدنية حديثة ...........

السبت, 27-ديسمبر-2014 - 10:39:38
الاعلام التقدمي- خاص - جمال الورد -
حظي مفهوم  الدولة المدنية بإهتمام وجدل كبير خلال الأعوام القليلة الماضية،ولقد جاء ذلك في أتون النقاش لما يتطلعه الشعب بفئاته المختلفة لبناء أركان دولة عصرية مدنية حديثة ، وخلال كل ذلك النقاش في الفترة الماضية وإلى الأن كشف الواقع عن عداء شديد من قبل رجال الدين أو اتباع التيارات الدينية المتطرفة "الإخوان المسلمين " لمفهوم مدنية الدولة وعلمانيتها، بالإضافة إلى وجود ثقافة مغلوطة لدى الحاضنة القبلية لتلك الأحزاب عن الدولة المدنية مما جعل المدنية عدوة للتيار القبلي والمدني من وجهة نظرهم .

فكلما ناقش المفكرين وقدموا اوراق بحثية وتعريفية حول مدنية الدولة وضرورة علمانيتها بما يتناسب مع تطلعات ابناء الشعب خصوصاً في ظل مرحلة ما بعد 2011م والتي طالماً تشدقت فيها تلك الأحزاب وأتباعها عن الدولة المدنية والعدالة والحرية والمساواة والتي في مجملها تعني بإختصار دولة "علمانية" تكفل كل ما كان يذكر في ساحات اعتصام 2011م، تجدهم ينصدمون بواقع إنتهازي تقوم به تلك القوى "الدينية والقبلية " .

ولأن تلك القوى (الدينية والقبلية) في عداء تأريخي مع التغيير فإنها ترى في استمرار افرازات المرحلة الانتقالية التي لم تقدم أي خطوة صحيحة نحو بناء دولة "مدنية حديثة " - بكل تسوياتها وصفقاتها وألاعيبها- مخرجاً من مأزقها، لأن تلك المرحلة مثلت ظرفاً استثنائياً مليء بالأخطاء والتناقضات والتجاوزات الدستورية التي فرضت معظمها تلك القوى عبر سلسلة الأزمات التي افتعلتها واضطرت الاخرين للقبول بها ولو على مضض.

إن القوى الدينية والقبلية اليمنية تتشبث بخيار تمديد الفترة الانتقالية أو تمديد فترة الرئيس الانتقالي ليست لأنها ترى في الرئيس عبد ربه منصور هادي "رجل المرحلة" البارع في مسك العصا من الوسط، بل لأن بقائه يضمن بقاء كل الأوضاع الاستثنائية "الخاطئة" التي منحتهم نفوذاً واسعاً في الدولة لا يتناسب إطلاقاً مع حجمهم الصغير في الساحة الشعبية، ولا مع تطلعات القوى المدنية، ولا حتى مع المصلحة الوطنية اليمنية العليا... وبالتالي فهم يدركون أن أي تغيير تفرضه الارادة الشعبية عبر صناديق الاقتراع سيلقي بهم الى الأرصفة، ويقضي عليهم نهائياً.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)