آخر الأخبار
 - السفر المفاجئ لرئيس الوزراء محمد سالم باسندوة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة لم يكن - بحسب مراقبين - سوى صورة أخرى من صور الهروب والتنصل عن المسؤولية

الأحد, 27-إبريل-2014 - 23:03:35
مركزالاعلام التقدمي- متابعات -
السفر المفاجئ لرئيس الوزراء محمد سالم باسندوة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة لم يكن - بحسب مراقبين - سوى صورة أخرى من صور الهروب والتنصل عن المسؤولية التي يفترض برئيس حكومة الوفاق باسندوة تحمُّلها وتأدية المهام والواجبات التي تفرضها ، سيما في ظل الأوضاع الاقتصادية والأمنية والسياسية التي تمر بها البلاد .
ورغم أن سفرية باسندوة إلى الإمارات كانت مفاجئة إلا أن مصدرا مسئولا بمكتبه حاول نفي ذلك ، بالإشارة إلى أن رئيس الوزراء أبلغ أعضاء الحكومة خلال الاجتماع الدوري لمجلس الوزراء قبل يوم من الزيارة ، وأنها بهدف إجراء بعض الفحوصات الطبية.. لكن مصادر سياسية أكدت أن الزيارة جاءت على خلفية خلاف غير معلن بين رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي وبا سندوة .
ونقلت يومية " الشارع" عن مصدر سياسي رفيع قوله : " إن باسندوة غادر البلاد إثر قيام الرئيس هادي، بتوبيخه على خلفية البيان الذي أصدر عن الحكومة وتضمّن هجوماً غير مسبوق على محافظ إب، القاضي أحمد الحجري" .. وهو ما أثار جدلاً بين أعضاء الحكومة أنفسهم الذين نفى معظمهم علمهم بالبيان بعد صدوره عن مكتب رئيس الوزراء ..
ويؤكد مراقبون أن الزيارة التي جاءت متزامنة مع الترتيبات الجارية لعقد الاجتماع السابع لمجموعه أصدقاء اليمن في لندن - أواخر أبريل الجاري - تقدم دليلاً جديداً على فشل باسندوة في إدارة حكومة مطلوب منها الكثير من الجهد لأداء مهام كبيرة تواكب التحديات الماثلة أمامها في مختلف المجالات ، لاسيما المجال الاقتصادي الذي يمثل اليوم أخطر تحد تواجهه اليمن.
وفضلاً عن اعتبار سفرية باسندوة هروبا غير مبرر فقد أظهر هذا الهروب - بشكل جلي - اتساع الخلافات بين رئيس الوزراء وبين رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي الذي بات يتحمل أعباء إيجاد الحلول للمشاكل والأزمات التي يفترض أن تواجهها الحكومة ، علاوة على خروج خلافات رئيس الحكومة مع أعضاء حكومته إلى السطح .
وليس جديداً الحديث عن معلومات تفيد أن الرئيس هادي تلقى تقارير دولية حول فشل حكومة باسندوة في استيعاب تعهدات المانحين ومعالجتها لأبسط القضايا التي شكلت الحكومة من أجلها ، وفي صدارتها السيطرة على الأوضاع الأمنية المتدهورة وتأمين الطرقات ، وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين مثل الكهرباء والماء والمشتقات النفطية وخفض أسعار المواد الاستهلاكية و.. الخ وهي قضايا حساسة وعاجلة برزت وتفاقمت معظمهما نتيجة الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ مطلع العام 2011م وكانت السلم الأول لوصول باسندوة وحكومته إلى موقع المسئولية .
وبحسب المراقبين فإن سفر باسندوة إلى دبي أدى إلى تعطيل انعقاد الاجتماع الدوري للحكومة لأسبوعين متتالين ، في وقت كان يفترض أن يتولى رئيس الحكومة الإشراف على التحضيرات لانعقاد الاجتماع السابع لمجموعة أصدقاء اليمن في العاصمة البريطانية لندن ، وهذا التعطيل بحد ذاته يرسل رسالة سلبية للمانحين وأصدقاء اليمن ، وهو ما جعل رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي يقوم بهذا الدور بنفسه من خلال لقائه بسفراء وممثلي الدول الراعية للتسوية والمانحين ، والإشراف على الترتيبات التي بات يشرف عليها بشكل مباشر رئيس الجمهورية ، ويقودها - في الآونة الأخيرة - وزير الخارجية الدكتور أبو بكر القربي الذي رأس وفد اليمن للمشاركة في الاجتماع السابع لمجموعة أصدقاء اليمن الذي سيعقد في الـ 29 من ابريل الجاري .
 
فضيحتان قبل السفر
وقبيل سفره كان باسندوة ارتكب فضيحتين مدويتين لم يسبق لأي رئيس حكومة في تاريخ اليمن أن اقترفها .. كانت الأولى البيان الصادر عن مكتبه رداً على انتقادات محافظ إب القاضي احمد الحجري لـ باسندوة وفشل حكومته في إدارة شؤون البلاد ... وهو البيان الذي تبرأ منه كثير من أعضاء الحكومة كونه تضمن إساءات شخصية لمحافظ إب لاقت انتقادات رسمية وسياسية واسعة، وأثار الكثير من التساؤلات حول طريقة وآلية تعاطي رئيس حكومة البلاد تجاه القضايا الوطنية .
وفقا لمصدر سياسي رفيع تحدث ليومية الشارع فإن الرئيس هادي نفسه استاء من ذلك البيان الذي صدر عن الحكومة، وتمت قراءته بشكل كامل في الفضائية اليمنية .. وطبقاً للمصدر ذاته فقد قال رئيس الجمهورية لـ باسندوة : " بيان يُقرأ في الفضائية اليمنية لأكثر من 7 دقائق كله شتم شخصي لا يليق برئيس حكومة، ولا يتطابق مع ما وجّه لك الحجري.. هذا بيان محسوب عليك... كلمة الحجري كانت في وادي وبيانك في واد آخر... أنت لا تفهم ولا تعرف ترد".
وقال المصدر " الرئيس هادي استدعى باسندوة، واجتمع به بشكل منفرد وعنّفه بشكل كبير، وقال له إنه " إمّعة " وكيف يقبل أن يصدر بيان باسمه بهذا الشكل..؟ لأن المعلومات كانت عند الرئيس أن أطرافاً أخرى تدخلت في إصدار ذلك البيان.. وحسب المصدر فان باسندوة غادر من عند الرئيس وفجأة أبلغ ، في العصر، تحويلة الرئيس أنه مغادر الوطن".
وأضاف المصدر: " لم يكن سفر باسندوة للعلاج بل غضباً من الرئيس، وجاء سفره ضمن التصعيد الحاصل من علي محسن وحلفائه ضد الرئيس هادي بسبب رفضه إدخال الجيش في حرب مع جماعة الحوثي".
وتابع المصدر" أعلن أن سفر باسندوة كان لعمل فحوصات، وهذا غير صحيح، فمنذ متى كان اليمنيون يتجهون إلى الإمارات للعلاج وعمل فحوصات؟! وخروج رئيس الوزراء في هذا الوقت كان بمثابة ضربة موجهة للرئيس هادي، خاصة وأن البلاد تمر بأزمة مالية وأزمة مشتقّات نفطية".
 
الفضيحة الثانية ...أقبح من الأولى
وكانت الفضيحة الثانية لـ باسندوة هي ما تحدث به خلال اجتماع لقيادة السلطة المحلية في عدن، حيث أعلن ندمه على رحيل الاحتلال البريطاني من اليمن ، وقال باسندوة مخاطبا الحاضرين: "أنا من الناس الذين ساهموا بالنضال ضد الاستعمار لكني أشعر بالأسى لحال المدينة، أقول أخطأنا.. يمكن لو كان بقي الاستعمار لكان حال عدن أفضل من دبي"، متسائلا: "لماذا لم تنفذ التوجيهات بإعطاء استقلالية للمكاتب التنفيذية في المحافظة؟".
واعتبر مراقبون وسياسيون تصريحات باسندوة بشأن الاحتلال البريطاني إساءة بل وجريمة بحق تضحيات أبناء الشعب اليمني وشهداء ثورة 14 أكتوبر الذين ضحوا بأرواحهم لطرد المستعمر البريطاني من جنوب اليمن بعد احتلال دام 128عاماً .
واستهجن المراقبون تصريحات باسندوة عن الاحتلال البريطاني وندمه على رحيل المستعمرين .. مشيرين إلى أنه وبدلاً من أن يحاسب نفسه على ما قدمه لعدن منذ توليه مقاليد رئاسة الحكومة ذهب ليترحم على الاستعمار البريطاني.
واعتبروا أن باسندوة لم يكتف بتلك الفضيحة التي كان يفترض أن يعتذر عنها ، بل ترك أبناء ومواطني عدن يواجهون مشاكلهم وهمومهم وأزمات انعدام خدمات الكهرباء، والانفلات الأمني المتردي، وذهب إلى دبي لينعم بفترة اعتكاف ينفق خلالها مئات الآلاف من الدولارات من أموال الشعب ، ضارباً عرض الحائط بكل مسئولياته وواجباته الدستورية كرئيس وزراء.
 
الخلاف الرئاسي الحكومي ليس جديداً
وظهر الخلاف جليا بين باسندوة وبين رئيس الجمهورية عقب فترة وجيزة من تشكيل حكومة الوفاق الوطني برئاسة باسندوة مطلع ديسمبر من العام 2011م ، بعد أن تعمد الأخير مراراً تجاوز صلاحيات رئيس الجمهورية واتخاذ قرارات وتعيينات في بعض مؤسسات الدولة هي في الأصل من صلب صلاحيات الرئيس الدستورية.
وبحسب مراقبين فإن إدارة باسندوة للحكومة بالاتكاء على دعم أحزاب المشترك وفي مقدمتها الإخوان المسلمين في اليمن (حزب الإصلاح) قد انعكست في محاولاته تجاوز صلاحيات رئيس الجمهورية ، بل والتطاول على اختصاصات الرئيس ، ما اعتبره المتابعون سعياً متعمداً من باسندوة لضرب متطلبات الوفاق الوطني في إدارته للحكومة بالانحياز لطرف ضد أخر، مستشهدين بعمله الدؤوب على ممارسة الإقصاء لكوادر الدولة على أسس حزبية وسياسية مخالفة لقوانين الوظيفة العامة والخدمة المدنية ، حيث عمل باسندوة بشكل غير مسبوق على أخونة الكثير من مرافق الدولة بإصدار تعيينات لمسئولين ينتمون إلى الإخوان كانت معظمها في مناصب لا يمنحه الدستور حق التعيين فيها كونها من اختصاصات وصلاحيات الرئيس.
ويؤكد المراقبون ان باسندوة حاول مراراً إخفاء عجزه وفشله في تحمل مسؤولياته كرئيس للحكومة بإعلان عدم اطلاعه على ما يجري داخل البلد ،ومحاولة إلقاء المسؤولية على رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي .
ويدللون على ذلك بتصريحاته الشهيرة لقناة الجزيرة منتصف فبراير من العام 2013م حين اقر بأنه رجل بكاء ولا يعلم بغارات الطائرات الأمريكية دون طيار على اليمن، ، وزعمه انه لا علاقة له أو اطلاع على التقارير الأمنية والاستخباراتية التي تدار البلد من خلالها، إضافة إلى اعترافه بان مذيع "الجزيرة" الذي كان يحاوره "يعلم بالوضع اليمني أكثر منه، قبل أن يضم صوته إلى المذيع للمطالبة بكشف تحقيقات الاغتيالات للناس، والتي قال إنه لا يطلع على شيء ويسمع زيما الناس من التلفزيونات"- حسب تعبير باسندوة الذي برر تنصله من مسؤوليته حول ذلك بقوله: "ربما يقدمون هذه التقارير للأخ رئيس الجمهورية، لكن أنا لا أطلع على شيء من هذا، أسمع زيما يسمع الآخرون في التلفزيونات".
ويؤكد المراقبون أن تصريحات باسندوة تلك كانت محاولة منه للتنصل عن مسؤولياته ،وتمهيداً للموقف الذي اتخذه من مؤتمر الحوار الوطني الذي انطلقت أعماله بعد شهر من تلك التصريحات ، من خلال تعمده عدم المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني منذ يوم تدشينه وعلى مدى عشرة أشهر ، وتغيبه عن جلسة الافتتاح والختام ، بل وتغيبه المتعمد عن كل مجريات الحوار، وهو ما عكس حقيقة الطريقة التي يدير بها الحكومة بعيدا عن حالة التوافق الوطني ،واظهر حقيقة الخلافات بينه وبين رئيس الجمهورية ، فتغيبه عن مجريات الحوار الوطني لم يمثل إساءة لرئيس الجمهورية من الناحية الشكلية فحسب ، بل وعكس صورة لعدم انسجام السلطة التنفيذية ودليلا على عرقلة باسندوة لجهود الرئيس في إنجاح الحوار الوطني وإيصاله إلى بر الأمان.
وأكدت مصادر موثوقة للمؤتمرنت أن تصريحات رئيس الجمهورية في الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار حين أعلن عزمه اتخاذ قرارات قويه داعياً القوى السياسية إلى عدم الدفاع عن الفاشلين كان المقصود بها باسندوة شخصياً .
وحسب المصادر فقد طلب الرئيس عقب الجلسة من باسندوة تقديم استقالته، إلا أنه - وفقاً للمصادر - فان الأخير سارع إلى تقديم استقالته إلى قيادة المشترك التي عملت - وفي المقدمة قيادات الإخوان - على ممارسة ضغوط كبيرة على الرئيس ورفضت أن يتم تغيير باسندوة وأصرت على بقائه رئيسا للحكومة.
اعتكاف باسندوة : تنصل من المسؤولية وعرقلة لجهود الرئيس هادي
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)