آخر الأخبار
الثلاثاء, 03-ديسمبر-2013 - 16:22:29
 - جمال الورد مركز الاعلام التقدمي- بقلم: جمال الورد -

يخطئ كثيرون بحسن نية أو مع سبق الإصرار حين يحاولون إخفاء ما يعاني منه اليمن من نكبات متعدده مصدرها مصالح ومواقف شخصية مبنية على أهداف حزبية ضيقة وحقد أعمى، وربما في نفس الوقت شبق عنيف عفن للسلطة، وليس من رغبة صادقة في معالجة الأخطاء أو حل المشاكل ولملمة الوضع والعمل الصادق من أجل لحمة الوطن ووحدته.. كما إنها لا تنطلق من حب لشخص الرئيس هادي بقدر ما هو حب في بقائهم تحت مظلته وظله. وهذا هو ما دأب عليه الإنتهازيون من مختلف التيارات الواصلة الى سلطة ما بعد 2011م ،



لقد تعيّن على الشعب إحترام الإرادة التصالحية في 2011م والخروج للإنتخابات في فبراير 2012م وفق خطط ورؤى واضحة المعالم وهي فترة إنتقالية لمدة عامين في ظل حكومة وفاق ورئيس توافقي وعمل جاد لإنهاء كل مظاهر التوتر وحل نقاط الإختلاف، ومعالجة القضايا الهامة مثل (الجنوب وصعدة)، ثم العمل على الإعداد لإنتخابات 2014م يترشح فيها من كل القوى الوطنية من وجد في نفسه القدرة على خدمة هذا الشعب وحفظ هذا الوطن واحداً موحدا .

فهل تعرف تلك القوى الانتهازية أنه يتعيّن عليهم أيضاً احترام رغبة الشعب اليمني ككل في تحديد مصيره وفق ما اتفق عليه في المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، لا الأليات التي يريد المبعوث الأممي "جمال بن عمر" وثلة الانتهازيين او المبتزين للرئيس هادي أن يفرضوها على ابناء هذا الشعب الأصيل..

نحن لا نعترض على شخص الرئيس هادي، بل على حالة الوفاق الخانقة التي لم تحقق سوى الفشل والذرائع الواهية، والتعلق بشماعة النظام السابق، حتى أصبح منطقها سقيماً مكرراً كاسطوانة مشروخة تثير الاشمئزاز ولم يعد أحد يطيق سماعها أبدا.. نحن اليوم نقف مذهولين أمام حالة الإبتزاز التي يتعرض لها الرئيس لانه توافقي وكل حزب او جماعة او جنرال يرى ويتصرف كانه هو من أوصله الى ما هو عليه فيقدم نفسه كوصي وصاحب فضل على رئيس الجمهورية .

إن الحالة السياسية اليمنية تمر اليوم بحالة رتابة قاتلة، فعوضاً عن تقديم برامج تنافسية او تنويرية لأرساء أسس الديمقراطية والعدالة والمساواة، يقدمون برامج للتمديد كصورة أشد بشاعة من التوريث الذي طالما أنتقدوه في السابق لأنها تكرس كل الأخطاء والأوضاع السلبية الطارئة، والفوضى الديمقراطية، ومراكز النفوذ التقليدية على حساب أي مشروع تغيير تحلم به الجماهير.
.
يبقى أمامنا تساؤلٌ لمن انتقدوا بالأمس الانفراد بالسلطة وغياب الشراكة وتملك البلاد: ما هو النموذج الذي قدموه لحد الآن كبديل لما قالوا إنهم ثاروا من أجل القضاء عليه..!؟ الجواب واضح: لا شيء سوى الإحساس بالنشوة بنصرٍ زائفٍ جروا به اليمن إلى مستنقعات الفتن المذهبية والقبلية والمناطقية، وانفلات أمني غير مسبوق، وتخريب لايطول الاقتصاد الوطني وحسب بل حتى الثقافة الشعبية والهوية الوطنية اليمنية...
 .
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)