آخر الأخبار
 - أخفقت الضغوط الكبيرة على رئيس الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد معاذ الخطيب في ثنيه عن قرار الإستقالة. وأحرج قرار الخطيب قطر التي دفعت باتجاه تمثيل الإئتلاف في القمة العربية. وبعيدا عن مفاجأة التوقيت ....

الاثنين, 25-مارس-2013 - 12:06:39
مركز الإعلام التقدمي -

أخفقت الضغوط الكبيرة على رئيس الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد معاذ الخطيب في ثنيه عن قرار الإستقالة. وأحرج قرار الخطيب قطر التي دفعت باتجاه تمثيل الإئتلاف في القمة العربية. وبعيدا عن مفاجأة التوقيت فإن الاستقالة كانت متوقعة، وقد تفتح على تغيرات جذرية في خريطة المعارضة السورية، وبروز تيار رافض للتدخلات والإملاءات الخارجية يكون الخطيب ركنا من أركانه.وأثارت استقالة الشيخ الخطيب ردود فعل كبيرة، رغم أنها كانت متوقعة لأطياف واسعة من مراقبي الوضع السوري. وكان لافتا أن جميع التعليقات والتصريحات أجمعت على كيل المديح للخطيب، وأكدت أن استقالته تعدّ خسارة كبيرة للمعارضة وإمكانية التوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية.إعلان الإستقالة أخذ زخما وقوة إثر إعلان المنسق السياسي والاعلامي للجيش السوري الحر لؤي المقداد "نحن في الجيش السوري الحر لا نعترف بغسان هيتو كرئيس حكومة لأن الائتلاف المعارض لم يتوصل الى توافق" حول انتخابه الذي تم الثلاثاء في اسطنبول، ما دفع إلى ربط الإستقالة بانتخاب هيتو خصوصا أن الخطيب يحظى بثقة واحترام فئات واسعة في الجيش الحر.وعلى الصعيد الشعبي يتضح من تعليقات متابعي الشيخ الخطيب على صفحته في موقع التواصل الإجتماعي أنه يحظى بدعم وثقة قطاعات واسعة من أبناء الشعب السوري، وتراوحت التعليقات بين دعم خطوة الخطيب وتأكيد دعمهم له، وبين خيبة الأمل بخروجه في ظل أوقات أشد ما تحتاج فيه سورية إلى شخصيات وطنية تطرح مواقفها وأرائها انطلاقا من مصلحة السوريين، وتمنى كثيرون على الشيخ الخطيب العدول عن الإستقالة أو العودة إلى سورية لقيادة الثورة من الداخل حتى الانتصار.رسائل واضحة من نبض الشارعفي بيان الاستقالة على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" انتقد الخطيب تخاذل المجتمع الدولي في شكل لاذع وقال إن "كل ما جرى للشعب السوري من تدمير في بنيته التحتية، واعتقال عشرات الألوف من أبنائه، وتهجير مئات الألوف، والمآسي الأخرى ليس كافياً كي يُتخَذ قرارٌ دولي بالسماح للشعب أن يدافع عن نفسه". واشار إلى أن السوريين يذبحون "تحت سمع العالم وبصره منذ عامين، من قِبل نظام متوحش غير مسبوق". وشن هجوما على مواقف البلدان الخارجية وأشار إلى أن "هناك واقعا مراً وهو ترويض الشعب السوري وحصارُ ثورته ومحاولة السيطرة عليها". ولمح إلى أن الأطراف المختلفة تسعى لإذلال الشعب السوري، ولفت الانتباه إلى أن "من هو مستعد للطاعة فسوف يدعمونه، ومن يأبَ فله التجويع والحصار. ونحن لن نتسوّل رضا أحد، وإن كان هناك قرار بإعدامنا كسوريين فلنَمُت كما نريد نحن، وإن باب الحرية قد فُتح ولن يُغلق ، ليس في وجه السوريين فقط بل في وجه كل الشعوب". وانتقد الخطيب النظام الذي أضاع "برعونته أثمن الفرص من أجل مصالحة وطنية شاملة". ولفت إلى أن "العديد من الجهات الدولية والإقليمية حاولت جرَّ المركب السوري إلى طرفها"، وشدد على أن "رسالتنا إلى الجميع أن القرار السوري سوف يتخذه السوريون، والسوريون وحدَهم". الخطيب أوضح في رسالة الاستقالة أن الأمور وصلت إلى بعض الخطوط الحمراء وأن يستقيل لكي يبرَّ بوعده ويعلن استقلاله، وأكد أنه سوف يتابع العمل مع "الذين يهدفون إلى حرية شعبنا، وستكون هناك رسائل وتفاهمات مع كل الأطراف التي تشاركنا الآلآم والآمال".ويكشف بيان استقالة الخطيب عن خلافات حادة مع عدة دول على خلفية التدخل في شؤون المعارضة. ومع أن البيان لم يشر إلى دولة بعينها فالواضح أنه يقصد قطر، وربما السعودية وتركيا وفرنسا، فهذه البلدان، حسب مراقبين، تعمل على تشويه صورة الثورة ومحاولة إفشالها عبر تشجيع جبهة النصرة، وتحويل الصراع إلى صراع طائفي، وخوض معركة كسر عظم بين الأطراف الإقليمية على حساب دماء الشعب السوري، وعلى حساب مستقبله. كما أنه من غير المستبعد أن يكون اختيار رئيس الحكومة المؤقتة غسان هيتو المقرب من الإخوان المسلمين والأمين العام للإئتلاف مصطفى الصباغ يأتي في إطار محاولات الإخوان المسلمين والأطراف الداعمة لهم للحدّ من صلاحيات الخطيب الذي أظهر خلال الأشهر الأربعة من قيادته للإئتلاف أنه لا يخضع للابتزاز ويتصرف باستقلالية أكير، وينطلق في الأساس من مصالح السوريين لا من إملاءات الأطراف الخارجية.قمة الدوحة وغموض مصير التسويةبعد ضغوط خليجية كبيرة اتخذ وزراء الخارجية العرب في الاجتماع التحضيري للقمة قرارا بأن يمثل الإئتلاف والحكومة المؤقتة سورية في قمة الدوحة بعد يومين. القرار واجه اعتراضا من الجزائر، والعراق، ونأيا بالنفس من قبل لبنان. لكن اللافت أنه في مقابل التصعيد الكبير بالسماح للمعارضة في شغل المقعد السوري فإن الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي أعرب عن أمله في التوصل إلى حل سياسي، يمكن خلاله تجنيب الشعب السوري المزيد من الويلات، ودعا إلى التركيز على أنه على مجلس الأمن إصدار قرار ملزم "لوقف إطلاق النار، وإيفاد قوات حفظ السلام، والاستفادة من التطورات الإيجابية التي طرأت مؤخرًا على المعارضة السورية وتحليلها بصورة سليمة". وفي ذات الوقت أكد العربي على ضرورة "بدء اتصالات ثنائية بين مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية، الأخضر الإبراهيمي، وبين كل من النظام والمعارضة ممثلة في الائتلاف السوري والحكومة التي بدأت أولى خطوات تشكيلها، كما جاء في قرارات سابقة للجامعة، بهدف استطلاع الرأي حول تنفيذ أسس ما تم الاتفاق عليه في البيان الختامي لاجتماع جنيف". لكن الأمين العام للجامعة تغاضى عن أن أهم بند من بنود إعلان جنيف هو التوصل إلى تشكيل هيئة انتقالية ذات صلاحيات كاملة من الحكومة والمعارضة لإدارة الفترة الانتقالية. وربما كان الهدف من إجلاس المعارضة على مقعد سورية هو تحسين شروطها التفاوضية في المرحلة المقبلة لا أكثر، وحينها يطرح التساؤل حول الجدوى من إعلان الحكومة المؤقتة بحد ذاته.إستقالة متأخرة تحرج قطر....توقيت إعلان استقالة الخطيب فجر مفاجأة من العيار الثقيل؛ ففيما كان وزراء الخارجية العرب يخوضون نقاشات حامية الوطيس في معركة تقودها قطر من أجل تثبيت تمثيل الإئتلاف المعارض لشغل مقعد سورية في القمة، نزل الخبر الصاعق بعد خروج الوزراء للاستراحة. وزير الخارجية المصري وصف الخطيب بأنه رجل وطني، وأكد أن المجتمع الدولي لم يدعم المعارضة في شكل كاف. فيما أبدى رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية حمد بن جاسم أسفه للقرار، وحثّ الخطيب على "إعادة النظر في قراره". أما وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من بغداد فقد قال إن الخطوة "لم تكن مفاجئة"، وامتدح الخطيب قائلا "أنا معجب به وأقدر قيادته".وأصاب كل من أكد أن الإستقالة لم تكن مفاجأة، فباستعراض سريع يتضح أن الإئتلاف تم الإسراع بولادته في الدوحة بعملية قيصرية دون انطواء جميع القوى المعارضة تحت جناحه، وكان تشكيله مفاجأة ، فما كان مطروحا في بداية نوفمبر/تشرين الثاني 2012 على جدول الأعمال هو توسيع صفوف المجلس الوطني السوري، لكن ترتيبات على عجل أدت إلى ميلاد الإئتلاف المعارض. وكان اختيار الشيخ الخطيب مفاجئاً من ناحية أن الرجل لم يعمل سابقا في السياسة. ويبدو أن الإخوان المسلمين المهيمنين على تركيبة المجلس، ومن يدعمهم، أرادوا التخلص من نفوذ الشخصيات العلمانية والليبرالية فاختاروا من ظنوه أقرب إليهم وهو إمام الجامع الأموي.لكن الخطيب أثبت أنه شخصية مستقلة، ويرغب جديا بالتوصل إلى حلول تضمن رحيل نظام الأسد بأقل الأثمان بالنسبة للشعب السوري، وانطلق من التركيز على إنهاء معاناة السوريين حتى لو اضطر إلى التنازل تكتيكيا في بعض المراحل. وبدأ الشقاق الحقيقي منذ طرح الشيخ مبادرته المعروفة للتفاوض من ممثلين عن النظام مقابل إطلاق سراح 160 ألف معتقل، وتمديد جوازات سفر السوريين في الخارج. الشيخ الدمشقي أدرك بفطرته أن النظام غير قادر حتى على تنفيذ هذين الشرطين الصغيرين. والتقفت الأطراف الخارجية المبادرة للضغط على الرئيس الأسد. كما أغضب الخطيب "الإخوان" وداعميهم بعدما التقى في مؤتمر ميونخ للأمن مع وزيري خارجية روسيا وإيران، وتلويحه بمقاطعة مؤتمر روما. وأشيع في الآونة الأخيرة أن الخطيب التقى مندوبا عن الحلف الديمقراطي المدني الذي تسعى "هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديمقراطي" لتشكيله، إضافة إلى اجتماعه مع شخصيات قريبة من النظام السوري. ولعل القشة التي قصمت ظهر البعير هي انتخاب غسان هيتو رئيسا للحكومة المؤقتة بعدما كان تيار واسع من الإئتلاف يفضل التريث، ومنهم الخطيب ذاته، الذي كان يفضل إنشاء سلطات تنفيذية في مناطق سيطرة المعارضة، وزيادة الدعم بالأسلحة والامكانات المادية للجيش الحر، بدلا من إنشاء حكومة مؤقتة قد تسمح بتقسيم سورية لاحقا، وتغلق عمليا الباب أمام أي حلول تفاوضية.وأخيرا فإن الزمن كفيل بكشف بعض الخطوط الحمراء التي كانت محفزا للخطيب على اتخاذ قراره بالاستقالة في ظرف تاريخي حساس على أبواب القمة العربية، وتحقيق انجازات عسكرية كبيرة للمعارضة المسلحة في الجنوب السوري، وأماكن أخرى. وقد تحمل الأيام والأسابيع المقبلة إجابات عن أسباب الرجل في تفضيل الاستقالة بدلا من الانتظار أقل من شهرين حتى تنقضي مدة رئاسته التي حددها نظام الإئتلاف بستة أشهر قابلة للتمديد. وربما يجب علينا مراقبة موقف الجيش الحر ورأي الداخل السوري، وتوقع تحالفات جديدة لرجل أكد أن ليس لديه طموحات سياسية، فهو ثائر لاتهمه الأعراف السياسية مقابل رفع المعاناة عن شعبه. والواضح أن خريطة المعارضة السورية قد تتغير في شكل ملموس في الفترة القريبة المقبلة خصوصا أن الخطيب كان قد طالب مرارا بضرورة توسيع تركيبة الإئتلاف بشخصيات علمانية وعسكرية، تمثل قطاعات مهمة من الشارع السوري.وأختتم بتعليق طريف حول سبب استقالة الخطيب نشره أحد المعارضين السوريين في صفحته على موقع "فيسبوك" وجاء فيه أن إستقالة الخطيب "قضاء وقطر" في تهكم واضح على أوضاع الإئتلاف في ظل هيمنة قطر على قراره.سامر الياس


*(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)


 


أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)