آخر الأخبار
الأحد, 13-يناير-2013 - 18:56:28
 - عبد الجبّار سعد مركز الاعلام التقدمي- عبد الجبّار سعد -

منذ الفشل الذي حدث لآل الأحمر(المعارض) في إسقاط الرئيس السابق علي عبدالله صالح من خلال انتخابات عام 2006م بدأوا يتبنون خطابا آخر تمثل في عزل الرئيس الصالح وتنصيب الرئيس الحالي عبده ربه منصور هادي كمرحلة لإسقاط الوضع في أيديهم.

سمعنا هذا بدءً من مقابلة شهيرة للشيخ حميد الأحمر في قناة الجزيرة ومنذ ذلك وكما أطلعتنا وثائق ويكيلكس التي نشرت ملخّصة في الجزيرة ونشرت في الأخبار اللبنانيّة بدأ الشيخ يغزل الخيوط بهذا الاتجاه وجاءت أحداث ما سمّي بالربيع العربي فكان ذلك أعظم المدد لآل الأحمر لإسقاط صاحبهم وكانوا قد استقطبوا كل الرموز من حوله منذ أمد فالتحقوا بالساحات زرافات ووحدانا وبدأت الضغوط باتجاه عزل الرئيس وتركه السلطة على الطريقتين المصريّة والتونسيّة ولكنّ الرجل احتفظ بقدرته على المقاومة لأهواء البعض مع ما وجده من دعم شعبي ولكنه تعامل مع الضغوط الدوليّة والإقليميّة التي تم نسجها من خلال قوى تقدم عروضا أفضل لحكم البلاد وتقديم كل التسهيلات لأصحاب المصالح الاقليميّة والدوليّة , أريد لنائب الرئيس أن يكون رمزا لإسقاط شرعيّة الرئيس السابق فرفض الرجل بكل قوّة ولجأوا إلى اغتيال الدولة بكل مكوناتها وأعيد عرض الموضوع لنائب الرئيس ليملأ الفراغ فأبى عليهم ذلك وظل يدير الحكومة والدولة بعد غياب الجميع رئيس الدولة والحكومة والمجلسين الشوروي والنيابي برؤسائهم.

وفي الأخير خضع الجميع لرغبة الرئيس ونائبه في أن لا يتم أي تغييرإلا من خلال الشعب وصناديق الاقتراع وهكذا كان.

****

ومنذ الأسبوع الأوّل تحوّل آل الأحمر المعارض إلى مشائخ الرئيس ولمجرّد أن الرئيس اعتذر عن مقابلة شيخهم لأسباب أمنيّة ثارت ثائرة الثائر حميد الأحمر وبدأ يطلق التصريحات الناريّة التي توهم بأنّه هو الذي نصّب الرئيس وأنّه سيسقطه.

ومنذ أن تولى الرئاسة وهم يضغطون عليه باتجاه هيكلة الجيش والأمن وما إن صدرت قرارات الهيكلة حتى تحولوا إلى حماة الحمى وتمردوا على شرعيّة الرئيس وقراراته وبدءوا يوجهون وسائل الإعلام باتجاه التشكيك في الرئيس وتوجهاته والطعن في قراراته متهمين إيّاه بأنّه قرّب أبناء منطقته.

كان واضحا من خلال اختياراتهم لرموز جنوبيّة ليس لها عصبيّة أنهم يرغبون في الحكم من وراء حجاب لفترة باتجاه استعادة الحكم من بيت الأحمر إلى بيت الأحمر ومن علي إلى علي أو حميد.

الشيء الذي لم يفطن إليه هؤلاء أن هذا الأمر يمكن أن يسري على غير عبد ربه لكنه لن يسري عليه أبدا وكان يمكن أن يكون قبل الوحدة ولكن ليس بعدها.

****

إن أي حكم في الدنيا ينبغي أن يستند على عصبيّة ما كما بيَّن ذلك علماء التاريخ من ابن خلدون حتى زماننا ولعلّ آل الأحمر الذين اشتهروا بأنهم صنّاع الحكّام في اليمن حتّى عبده ربه قد استندوا على هذا القانون ولكنهم نسيوا أن وضع ماقبل الوحدة غيره مابعد الوحدة.

عبده ربه ليس ضعيفا ولا إمّعة ولا هو ناقص علم ولا عديم خبرة كما يتوهّمون بل هو عبقريّة عسكريّة وسياسيّة وقد كان له الدور الحاسم في معركة 94م ونال مركزه كوزير دفاع ثم كنائب رئيس بجدارة.

وهو يعلم ما وراء الغزل الذي ظلّ يمارسه آل الاحمر المعارض منذ قرابة العقد وهو يعلم أنهم يريدونه محلِّلاً وأن الشعب اليمني من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه ـ بمافيهم بقايا النّظام كما يسمونهم ـ يريدونه محرِّرا لهم من طغيان آل الأحمر وهيمنتهم عليهم.

ولم يكن ما عابه الناس في الرئيس السابق هو تمكينه لآل الأحمر وسنحان من مفاصل للحكم كثيرة ولكن لأنه أطلق يدهم ولم يراقبهم كما راقب أهل بيته.. فطغوا وبغوا تحت سلطته وانتهى بهم الأمر إلى ساحات المعارضة والانقلاب على حكمه.

وعبده ربه إن اعتمد على منطقة معيّنة أو مناطق معيّنة لحماية الوضع فليس الأمر بالغريب ولن يكون ذلك عيبا في حكمه إلا أن يطلق أيديهم في البلاد والعباد فيتحوّلون إلى أمثال جنرالات ومشائخ صالح الانقلابيين في السيطرة على الثروة والسلطة في آن.

فهل ينجح الرئيس الجديد في تحرير الناس من طغاتهم؟ أم ينجح الطغاة في تحويله إلى محلل ولا سمح الله..؟ هذا ما ستكشفه الأيّام.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)