آخر الأخبار
 - استشاري نفسي: الأسرة هي الضحية.. والزج بالأبناء في المسيرات حالة مرضية لدى بعض الآباء.

السبت, 29-ديسمبر-2012 - 16:42:45
مركز الاعلام التقدمي- تحقيق- أمل عبده الجندي -

استشاري نفسي: الأسرة هي الضحية.. والزج بالأبناء في المسيرات حالة مرضية لدى بعض الآباء.
جميلة غالب: الضغوطات النفسية لدى الأسر بسبب الأوضاع تنتج عنها سلوكيات مرضية.
أن يشعر الإنسان بعدم الأمان والاستقرار وهو في بلده وفي بيته فهذه هي الأزمة الحقيقية التي غدا الإنسان اليمني يعاني ويقاسي منها نتيجة حالة الفوضى التي تسببت بها الأزمة وتظهر على شكل مظاهر مسلحة وفوضى في الأحياء السكنية مما أثر ذلك تأثيراً سلبياً على الحالة النفسية للفرد وطغت عليه المخاوف وسيطرت على أفكاره الظنون الاضطرابية، فمنهم من تسلح بالدعاء ورضي بالقضاء فهو لاحول له ولا قوة أمام هذه الأوضاع الفتاكة لكل ماهو حي على هذا الوجود؟ ومنهم من استضعفت الأحداث قلبه وخانت الوقائع بصيرته ليعيش حياة الرعب والمخاوف... زرنا بعض هذه الحالات ولمسنا أسباب معاناتها.. إلى التفاصيل


أسرة بأكملها:
التقينا بالوالدة فاطمة في إحدى المستشفيات النفسية والعصبية والتي تحطمت أسرتها بالكامل حيث قالت أختها: إن ما تعانيه فاطمة من تشنجات نفسية وعصبية هو نتيجة موت أبنائها الثلاثة التي تتفاوت أعمارهم بين (22-18-14) عاماً وذلك أثناء خروجهم في المظاهرات، وأضافت: لقد حاولت فاطمة قتل والدهم كونه السبب في الزج بأبنائه في الاعتصامات وتشجيعهم للخروج أثناء المسيرات مابين الفينة والأخرى، ولم تكن فاطمة وحدها من تعرض لهذه الأزمة فزوجها كذلك يعاني نفس المأساة.


فزع وخوف:
فيما تقول والدة الطفلة سماح البالغ عمرها 12 عاماً: إن ما يحدث من انفجارات داخل الأحياء السكنية أدى إلى معاناة ابنتها بأزمة نفسية وعصبية نتيجة فزعها من النوم كل يوم بصراخ شديد وشد شعرها من الخوف، وأضافت: إن سماح على هذه الحالة كلما سمعت صوت انفجار أو رصاص حتى وإن كانت نائمة في حضني أو حضن والدها، وهذا ما أدى إلى دخولها في حالة نفسية كما رأينا بأم أعيننا.


أزمة مستمرة:
وهنا يعاني سامي من تبول لا إرادي البالغ عمره 11 عاماً حيث صاحبه هذا المرض كما تقول والدته نجلاء أثناء قذف المنزل بإحدى المتفجرات، وقالت: أثناء دخولي الغرفة لآخذ سامي خوفاً من أن يصيبه مكروه رأيته متسمراً من الخوف ينتابه الفزع وقد ابتلت ملابسه دون أن يشعر، وبعد أن عاودت سامي هذه العادة عدة مرات حاولت أخذه إلى دكتور المسالك البولية الذي أشار بعدم اصابته بأي خلل في جسمه ونصحها بأخذه إلى الدكتور النفساني حيث أكد أن سامي قد تعرض لأزمة نفسية بسبب الخوف المفاجئ، وقالت نجلاء والدة سامي إن الدكتور حذرها من أي صدمة قد يتعرض لها سامي في حياته ربما ستصاحبه وتستمر هذه الأزمة حتى يكبر إذا ما تدخلت واخرجته من المأزق الذي يعانيه إلى أي مكان آخر يشعره بالأمان.


أكبر الكروب:
يقول سامي العربي أخصائي واستشاري نفساني بمستشفى الأمل للطب النفسي: إنه من البديهيات أن أي كرب من كروب الدنيا له علاقة مباشرة بالمرض النفسي وخصوصاً عند الفئات المهيأة، فهناك من عامة الناس من تعيش نوعاً من التوتر والقلق البسيط الذي نستطيع التعامل معه وهناك فئات مهيأة لاضطرابات الصدمات، كذلك يوجد فئات عندها أمراض نفسية لكنها بحالة كامنة أو خاملة فتثور في مثل هذه الأوضاع التي نعيشها في الوطن العربي والتي تعتبر من أكبر الكروب التي يعيشها الإنسان هذه الأيام على الاطلاق.
وأضاف العربي: إن الزج بالأبناء في المسيرات من قبل الآباء قد تكون حالة نفسية مرضية تتبع الأب حتى يفتخر بعض الآباء عندما ينادى باسم ( يا أبا الشهيد) وهذه للأسف مشكلة لم تعد بسيطة بل تطورت وتعقدت وأصجت الأسرة هي الضحية.


الشخصيات المرهفة:
وقال العربي: هناك حالات كثيرة نعيشها حالياً بسبب الأوضاع الراهنة حيث تعاني من الضغوطات والتشنجات النفسية والعصبية، فهناك شخصيات حساسة مرهفة لا تطيق هذه المخاوف والاضطرابات خاصة أثناء النوم إضافة إلى أن هناك من يصاب بنوع من الإعياء والخدر كأنه في حالة ذهول أو شلل، كذلك إلى إحساسه بعدم الواقعية، وهناك اضطرابات التكيف من عدم الفهم والحيرة والصراع ليل نهار التي تدخل الإنسان المرهف في قلق طوال الوقت .


الخوف من المجهول:
وأوضحت جميلة غالب- ماجستير في الصحة النفسية ورئيسة الوحدة النفسية بمستشفى الأمل للطب النفسي أن الأسرة تعيش هذه الأيام ضغوطات نفسية وعصبية وكل شخص يختلف بإحساسه للضغط على مدى تعرضه وإدراكه للموضوع نفسه سواء بشكل مباشر أو غير مباشر وهذه الضغوطات ينتج عنها بعض السلوكيات غير المطلوبة كنوع من التفريغ وما حصل لفاطمة حالة بديهية لنوع الكرب الذي أصابها.
وقالت غالب: بعد أن كان الناس يتوجسون يوم الجمعة على أنها إثارة للمخاوف والرعب أصبحت الآن مابين الفينة والأخرى تعيش الأسرة هذا الخوف، إضافة إلى عدم ممارسة الأسرة لحياتهم الطبيعية بسبب القلق نتيجة لصعوبة التلاءم والتكيف مع الوضع حيث بات الخوف من المجهول يعتبر أكبر الأسباب.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)