آخر الأخبار
 - اصبحت المسلسلات التركية حديث الناس وحياتهم اليومية وكأن المشاهد العربي قد تجرد من مشاكله وهمومه ليتجه صوب تلك المسلسلات ويحمل همها ويعيش احزانها لسنوات ..

السبت, 22-ديسمبر-2012 - 13:56:05
مركز الاعلام التقدمي- تحقيق - زهور السعيدي -

اصبحت المسلسلات التركية حديث الناس وحياتهم اليومية وكأن المشاهد العربي قد تجرد من مشاكله وهمومه ليتجه صوب تلك المسلسلات ويحمل همها ويعيش احزانها لسنوات .. وربما ليس كافيا على الانسان اليمني ما يمر به من مشاكل في بيئته المختلفة على كافة الاصعدة المختلفة حتى يتحمل عناء وقهر ما يحصل داخل تلك المسلسلات ليضيف حزنا آخر الى حزنه وهما الى همومه المختلفة ..
حيث اصبحت المسلسلات التركية تحتل جزءا لا يتجزء من حياة المشاهد والذي اصبح على موعد معها كل يوم لسنوات ليصبح احد افراد اسرتها الكبيرة ويعيش الدور ويتقمص بخياله الشخصية التي يريدها ويعيش معها لحظات من احلام اليقظة ..
أثرت  تلك المسلسلات تأثيرا كبيرا في حياة الناس دون ان يتوخو الحيطة والحذر من الاثار السلبية المدمرة لتلك المسلسلات وخاصة على المراهقين فالى أي مدى سيصل تأثير تلك المسلسلات المدبلجة والى اين سيبلغ مدى هذا التاثير والذي يعتبره البعض نوعا من انواع التسلية والترويح عن النفس ..


حزن واكتئاب
ابتسام هبه تقول : اصبحنا نعيش واقعا وليس خيالا مع القصص والمسلسلات التركية فنظرا لطولها حيث تستمر لسنوات واجزائها متتابعة ومتواصلة فاصبحنا نعيش معهم ويعيشون معنا وكأننا اسرة واحدة ونظرا لاتسامها بالطابع الاجتماعي والعاطفي فنحن نتابعهم بل ونعيش معهم هذه الاجواء الحزينة والمؤلمة وكأن هذه الحوادث تحدث لنا وفي بيوتنا وخاصة لان معظم هذه المسلسلات تنتهي بموت بطل القصة وظلت جارتنا مريضة وحزينة لمدة يومين عندما مات بطل مسلسل الاوراق المتساقطة " علي رضا" حيث انها كانت تعيش حالة حزن واكتئاب شديدين بسبب هذا العجوز المقهور والتي تعتبر هذه الجارة قد شاركت هذا الممثل الحزن والالم وظلت طوال 3 او 4 سنوات تتابع اجزاء المسلسل ولا يمر يوم الا وهي تذرف الدموع في موعد القصة متأثرة باحداث المسلسل وبالوالد المظلوم.
وتضيف ابتسام : رغم كل الجوانب السيئة لهذه المسلسلات الا وانها تحاكي الواقع الاجتماعي للناس وتنقل الكثير من معاناتهم ويتابعها الكبير والصغير وذلك بسبب دهاء كتابها ومخرجيها حيث توجد في المسلسل جميع الشخصيات التي يجد الانسان نفسه فيها فهناك الكهل الكبير وهناك الطفل الصغير وله ايضا دور كبير في المسلسل وليس مهمشا وهناك دور الام ربة البيت والام العاملة ودور الشاب والمراهق يعني ان  هناك فيها من مختلف الفئات والاعمار وكانهم قد احضروا جميع اهل تركيا للتمثيل فرغم كثرة المسلسلات الا وان الممثلين فيها كثيرين ومتغيرين وليسوا كما في المسلسلات المصرية او الخليجية والتي لديها ممثلين يؤدوا دور البطولة في جميع المسلسلات والافلام .


ضعف المسلسلات العربية
تشير دراسة اجريت في بعض الدول العربية على نسبة مشاهدة المسلسلات التركية وآثارها الى ان 100 من عينة الدراسة يشاهدون المسلسلات التركية واغلبهن من المراهقات حيث اظهرت نتائج الدراسة الى ان سبب انجذاب النساء العربيات نحو هذه المسلسلات هو جمال واناقة ابطالها بنسبة 65% ثم بسبب مناظرها الجميلة والطبيعة الخلابة بسبب 61% ثم بسبب العلاقات الرومانسية الحميمة بين ابطال المسلسل بنسبة 60% واظهرت الدراسة الى ان 37% من النساء اللواتي يتابعن هذه المسلسلات لا يوافقن على مشاهدة بناتهن لها
تقول نهى العقيلي الى ان ضعف الدور الذي تقوم به المسلسلات المصرية او السورية جعل من المشاهد العربي يقبل على مشاهدة هذا النوع من المسلسلات المدبلجة بسبب جودة اداء الممثلين ودقة الانتاج وروعة الاخراج والمشاهد الخلابة الرائعة والمناظر الطبيعية وصحيح ان فيها العديد من الجوانب السيئة والمؤثرة خاصة على المراهقين ولكن ايضا فيها بعض الجوانب الايجابية فما العيب ان نستنبط منهم الاشياء الجيدة فقط مثل التعامل الراقي سواء بين الزوجين او بين الناس بعضهم البعض واحترام كل منهم للاخر وايضا الترتيب الدائم التي هم عليها كبارا وصغارا ونحن مسلمين وواعيين فليس كل ما سيقدم لنا سنأخذ به وسنقتدي به .
جفاف عاطفي
الطالبة أمل ربيد تقول : ان الاقبال على مشاهدة المسلسلات التركية ليس له مثيل وربما لان معظم الشعب اليمني يعاني من الجفاف العاطفي فالتعطش للعاطفة والرومانسية هي ما تجعل المشاهد يتجه صوب هذه المسلسلات التي هي مليئة بالرومانسية وايضا تعرض في هذه المسلسلات الطبيعة والبيئة المتنوعة فالطقوس القريبة للبيئة وللقرى  العربية واليمنية والتي تعالج القضايا المختلفة القريبة من الواقع كل ذلك يجعل النساء يتجهون الى مشاهدتها .
وتضيف أمل : استطاعت تركيا من خلال تلك القصص ان تروج للسياحة حيث يتجه العديد من السواح الى بلدانها كذلك عرفت بتقاليدها وعاداتها واسماء مدنها ومناطقها وقراها .


اقل خطورة من المكسيكية المدبلجة
تقول الدكتورة وردة وهيب اخصائية علم النفس التربوي : غزت المسلسلات التركية كل بيت عربي واصبحت معظم القنوات ثرية بهذه المسلسلات والتي قد اثارت ضجة كبيرة في العالم العربي وحاول العديد من العلماء منعها وتوضيح آثارها السلبية وثقافتها الخطيرة على المجتمع العربي المسلم الا وانها زادت بالانتشار في الاونة الاخيرة وقد حذر الدعاة من آثارها على على الاسرة حيث تعتبر السبب الكبير في انتشار الخلافات الزوجية وفي زيادة الطلاق في مجتمعنا العربي حيث تقوم هذه المسلسلات بجرف القيم والاخلاق واثراء حياة المشاهد بالافكار الهدامة وثقافة الخمور
وتضيف: المسلسلات التركية مليئة بالقضايا الاجتماعية الانسانية المختلفة والتي استنبطوها من الواقع والتي يمكن ان تحدث في أي بيئة فأثرت في المشاهد العربي والذي راى هذه البيئة قريبة من بيئته ولا ننكر ان المسلسلات التركية ربما تكون اقل سوء من المسلسلات " المكسيكية " التي كانت تعرض مدبلجة الى العربية .

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)