آخر الأخبار
الثلاثاء, 27-نوفمبر-2012 - 12:16:47
 - د. أنيس الأصبحي مركز الاعلام التقدمي- د. أنيس الأصبحي -

ساهم المال العربي بأدوار حاسمة ولكن مخفية في إنقاذ رأسمالية الغرب والأمريكية منها بنوع متميز من أزماتها المصرفية منذ سنوات. هذا فضلاً عن احتكار شركات الشمال الكبرى لمعظم مشاريع التنمية العملاقة الهادرة لثروات النفط العربي.
 
فالأرقام الفلكية الخيالية من الموارد والثروات الهائلة التي كان يمكن للوطن العربي بالأقل القليل من شوارد هذه الأرقام أن ينتج نوع المدنية المفقودة حتى اليوم في معارض أو متاحف العالم المعاصر، لكن الغرب يسلب من العرب مجالهم الحيوي صار هذا المجال نهباً مشاعاً لأكبر لصوصيات القرن العشرين وما بعده بمساعدة أنظمة الاستعمار الداخلي بالوكالة عن حلفائه أسياده الأجانب.
 
الثورة الربيعية تضع حداً لأسطورة الانحطاط المستديم لمفرداته من الفقر والجهل وقابلية النهب والاستعباد، تلك الخصائص التي ستتحول إلى وصفات نمطية تصوغ نسخة أخرى لصيغة الاستعمار بالوكالة. إذ لا يتبقى حكام الاستبداد وهم رموزه الوقحة وحدها بل يريد وزير خارجية قطر أن يستنسخ المجتمعات العربية بصورة أخرى من الاستعمار بالوكالة يلصقها بذاته، ويصير أسير ليغدو المجتمع نفسه استبدادياً وليس حكامه فقط.
 
الثورة المضادة تعني انقلاب هذه الاولية فتحاول ان تنتقل أفاعيلها إلى صميم بعض الممارسات الثورية عينها، هذا ما يجعل العقل الاستراتيجي الغربي يعتقد أنه أذا ما تركت عواصف الربيع العربي لذاتها تهب في كل مكان ليسيطر عليها سلطان العناكب الصفراء والغربان السود فلن تبقى ثمة استراتيجية للتملك الأجنبي من مجال حيوي لوطن مغلوب على امره.
 
ففى هذه اللحظات الفاصلة وما يحدث في غزة من تدمير وقتل يجب أن يعلم أمراء الخليج أن جيل الشباب الثائر في منطقتنا العربية ولبنان وفلسطين يملك في عمقه الكثير من الجواهر الي بدأ الأمة تتحسس ضوئه.
 
فأيها الثائرون سلام عليكم في الاولين وسلام عليكم في الآخرين سلام عليكم بما قدمتم اللهم لا تضيع لهم ثورة ولا تطفئ لنا حلماً..
 
فتلمك الدماء الطاهرة في غزة قد تحولت إلى جمرات عشق تراكمت في النفوس من أجل يوم القصاص، هذه غزة الموجعة بجروحها الغارقة بدمائها وجوعها.. غزة الحاملة لحلمنا وأملنا تبدو اليوم أكثر اشراقاً بعد أن بدأت الخناجر المغروسة في خاصرتها تنزع واحد بعد الآخر.
يمنات


أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)