آخر الأخبار
السبت, 24-نوفمبر-2012 - 23:36:30
 - فالح الحمراني مركز الاعلام التقدمي- فالح الحمراني -

يضيف رد فعل الجماهير المصرية على البيان الدستوري للرئيس الزعيم الاسلامي محمد مرسي والمواجهات بين الشعب والبوليس قناعة جديدة على ان الاسلاميين الذين يصلون الى سدة الحكم بخطاب عسلي ووعودهم بالالتزام بمبادئ الديمقراطية وتحقيق تطلعات المجتمع لا تعدو غير وسيلة لتكيفهم مع متطلبات العصر باشاعة الديمقراطية والاحتكام للقانون والالتزام الدستور،لكنهم يخونون وعودهم من اول وهلة.

ان استراتجية الاسلامين سواء السنة او الشيعة باتت واضحة جدا، وتكمن في استخدام المعايير الديمقراطية التي غدت مطلبا عصريا امميا وعته الجماهير العربية، للوصول الى الحكم، ولكن للاسلاميين هدف واحد هو البقاء في السلطة للابد( ان امكن) او لاطول فترة ممكنة.

ولايخفى ان تحقيق هذه الاستراتيجية يتطلب تهميش القوى الاخرى لاسيما العلمانية / اليسارية. في البداية بسن البرلمانات الموالية والتي وصل نوابها بطرق غير نزيهة، القوانين التي تقلم اظافر القوى العلمانية/اليسارية وتضع العراقيل امام مد شعبيتها وسيطرتها على الشارع، وفي الوقت نفسه الالتجاء الى وسائل القوة والعنف واثارة الهلع في صفوف المجتمع.ان اللعبة باتت مكشوفة.

ولابد من الاشارة هنا من ان هدف الاسلاميين ليس تطبيق روح الدين بل هم مثل غيرهم من الساسة الدنيويين بستغلون الدين كبطاقة او تاشيرة دخول للاستفراد بالسلطة.ان الدين خيار فردي لاغير. ان محمد مرسي نفسه خان خطابه الانتخابي وتهادن مع اسرائيل وتفاهم مع امريكا وتفاهم مع السعودية ضد ايران وراح يتلاعب على الاسس القانونية واخضاعها لمشيئه للانفراد بالسلطة. وكما قال احد المصريين "اننا بانتظار فرعون جديد" ان التاريخ يعيد نفسه ولكن بصورة كوميدية.

والتجربة المصرية لم تقع في جزيرة منعزلة بل هي امتداد، او على تكرار لتجارب اسلاميين الجدد بكل اصنافهم في العراق وتونس وليبيا وتحركاتهم في اجزاء البلدان العربية الاخرى. ان المساة تكمن في كسبهم الجماهير المظلومة وفاقدة الحقوق، الجماهير التي عليها ان تكافح من اجل ارساء نظام يضمن لها الحياة الكريمة على الارض وليس في السماء.

ان القوى الاسلامية العراقية سواء كانت الشيعية او السنية لاتبشر بخير ايضا. فرغم وصولها الى السلطات التنفذية والتشريعية عن طريق الانتخابات المشكوك حقا بنزاهاتها، راحت تمارس افظع الاساليب بحق القوى الاخرى لاسيما اليسارية والعلمانية. ورغم التشدق بالتازامها بمبادئ الديمقراطية واحكام الدستور الا انها لا تخجل من انتهاكه يوميا بمختلف الاشكال والالوان. ان الانتهاك يتم يوميا على الاصعدة السياسية والاجتماعية بل والاقتصادية.

ففي العراق يجري بوقاحة تجاوز حقوق الاقليات الدينية والقومية وعلى الاحزاب العلمانية والقيام بالتحريض ضدها والغاء فرص التعبير عن نفسها، خلافا للمنطلق الديمقراطي القئم على تهيئة الاجواء للمعارضة لممارسة حقوقها. في العراق تهضم حقوق المعارضة وهناك ممهدات لمطاردتها.
وفي العراق ممارسات كيفية لبعض القوى السياسية والدينية تتنافي واحكام الدستور والقوانين الملحقة به. ففي الكثر من المدن العراقية جرى غلق دور السينما والمسرح والمنتديات الفكرية والادبية، والاندية بحجة تداول الخمور فيها وهو جانب لم يحظره الدستور ولا القانون.

لقد انفجرت الجماهير العربية بكل مكونتها وطبقاتها الاجتماعية في ما يسمى في الربيع العربي لتحقيق هدف واحد الا وهو اقامة دول تقوم بها انظمة الحكم على المبادئ الديمقراطية، القائمة على الداول السلمي للسلطة وعدم احتكارها من قبل عائلة او حزب او بطانة واتاحة الفرصة وبصورة متكافئة لكافة القوى السياسية للعمل على المشاركة في السلطة، وتوفير حرية الصحافة والمعتقد والراي .لكن يا ترى هل يلتزم الاسلاميون رغم مرور فترة قصيرة على وصولهم بهذه المبادئ؟ انا اشك.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)