آخر الأخبار
 - كثير هي العادات والظواهر الاجتماعية التي تنتشر في المجتمعات العربية عموما والمجتمع اليمني على وجه التحديد وتحمل في طياتها العديد من الاثار السلبية

الأربعاء, 21-نوفمبر-2012 - 11:13:13
مركز الاعلام التقدمي- تحقيق- زهور عبدالله -

كثير هي العادات والظواهر الاجتماعية التي تنتشر في المجتمعات العربية عموما والمجتمع اليمني على وجه التحديد وتحمل في طياتها العديد من الاثار السلبية دون ان يلقي المجتمع لها بالا .
ومن هذه العادات القديمة المتجددة ظاهرة الزواج بين الاقارب والتي اثبت العلم الحديث مخاطرها على المدى المتوسط والبعيد على الابناء وحتى الاحفاد.
 
عادة قديمة
يعد زواج الاقارب من احدى العادات الشائعة المنتشرة في مجتمعنا اليمني على مر العصور قديما بقدم الحضارات العربية حيث وجدت هذه الظاهرة مع الانسان .
وتعتبر عادة زواج الاقارب من العادات اليمنية الراسخة حيث يعتبرها بعض القبائل جزءا من عاداتهم وتقاليدهم وحفاظا على النسل واسم العائلة .
وتقول جميلة محمد المتزوجة من ابن عمها ان لديها 3 ابناء ولم تلاحظ أي اثار او امراض وراثية قد تكون نجمت عن هذا الزواج وعلى الرغم من ان ملاحظة الزوجة جميلة الا ان الاثار قد تكون مؤجلة اذ تؤكد الدراسات العلمية بان مخاطر الامراض الوراثية قد تمس الاسرة على المدى البعيد وحتى على مستوى الاحفاد
فيما توضح سعاد عبده وهي متزوجة من ابن خالها بانها تعاني الاما واضطرابات نفسية شديدة اثناء الحمل وخاصة في الحمل الاول وكذا الحمل الثاني وتعتقد سعاد وهي ام لاربعة ابناء بان هذه الالام ربما تكون بسبب قرابتها العائلية مع زوجها .
احمد عبدالله وهو متزوج من احدى قريباته يقلل من التحذيرات التي تسوقها الدراسات العلمية عن تاثيرات حتمية محتملة من زواج الاقارب غير انه يؤكد بان الجوانب السلبية لهذه الظاهرة ربما تنحصر في المشاكل العائلية التي تتفاقم بين الاقارب بصورة اكبر في حال زواج ابناء العم والخال والاهل عموما فيما تقل بنسبة كبيرة لدى المتزوجين من الاجانب وخارج اطار الاقارب


آثار ومخاطر
وقد شهد عصرنا الكثير من الامراض الوراثية كنتاج لزواج الاقارب بالاضافة الى اكتشاف بعض الحالات الوراثية النادرة وولادة اطفال مصابين بتشوهات جسدية وعقلية حيث اجريت دراسة علمية على 100 حالة من حالات الاطفال الذين يعانون من التخلف العقلي بدرجات متفاوته نتيجة لاسباب مختلفة ومتعددة ووجد ان اكثر من 65% من هؤلاء الاطفال كان لاباء وامهات اقارب من الدرجة الاولى او الثانية .
حيث ان خطورة مثل هذا الزواج كما تقول الدراسات العلمية تكمن في الامراض الوراثية التي يحمل جيناتها الزوج والزوجة ومع ان الامراض من الممكن ان لا تظهر عليهما الا انها تورث بعد الزواج للاطفال والاحفاد مثل التخلف العقلي والجلاكتوسيميا ومرض الكبد وضمور المخ الى جانب امراض الدم الوراثية التي تشمل الانيميا المنجلية ومرض الصرع والامراض القلبية وامراض الحساسية وداء السكري حيث تزداد في بعض العائلات وتتضاعف احتمالات توارثها بالتزاوج بين الاقارب بالاضافة الى ولادة اطفال مصابين بتشوهات جسدية وعقلية .
 
اختلالات جنينية
الاحتمالات بحدوث اختلالات جنينية في العالم العربي تعد اعلى من المجتمعات الصناعية وهذه الاختلالات مسئولة عن نسبة كبيرة من حالات الولادة المبكرة والعاهات والامراض ووفيات المواليد ومسئولة عن ما يزيد عن 100 مرض مرتبط بالجينات اكثرها شيوعا مرض تكسر كريات الدم الحمراء الوراثي
وتتوقع دراسات احصائية ان يصاب طفل واحد من كل 25 طفلا بمرض وراثي ناتج عن خلل في الجينات او بمرض له عوامل وراثية خلال 25 سنة من عمره وان يصاب طفل واحد لكل 33 حالة ولادة لطفل حي بعيب خلقي شديد والتاخر في المهارات والتخلف العقلي مما ينجم عنها تبعات مادية واجتماعية ونفسية عظيمة ومعقدة على الاسرة وبقية المجتمع حيث تتكون المنطقة في الرحم من امشاج الذكر والانثى وتحمل تلك الامشاج العوامل الوراثية من كل من الاب والام وهكذا تنتقل الصفات الوراثية من الاباء الى الابناء والاحفاد


امراض عديدة
اهل الاختصاص كان لهم راي حول هذه الظاهرة من زاويتين الاجتماعية والصحية وتوضح الدكتورة هدى الجماعي وهي استشارية امراض النساء والاطفال بان هناك اثار متراكمة نتيجة زواج الاقارب حيث يؤدي الى ضعف الجينات وظهور العديد من الامراض الوراثية التي نسبة حدوثها ضئيلة في حالات الزواج من غير الاقارب وتزداد حدوثها مع تراكم الزيجات في العائلة
وتوضح الكتورة هدى بان هناك العديد من الامراض العامة غير الوراثية وكذا الامراض الوراثية التي تؤثر على استمرار الحمل وكذلك على صحة الام والطفل اثناء وبعد الحمل حيث ان امراض السكر والقلب وضغط الدم لها علاقة بالعوامل الوراثية اما غير الوراثية فهي مثل الامراض المنقولة جنسيا
كما تشير الى ان الامراض الوراثية قد تهدد بصورة كبيرة حياة الام والطفل اثناء وبعد الولادة وتؤكد على وجوب تشخيص وجود الامراض الوراثية في العائلة ومعرفة مدى انتشار هذه الامراض في افراد العائلة وذلك بالسؤال عن الاشخاص من درجة القرابة الاولى والثانية والثالثة وتحويل الحالات المشكوك بها الى مختصين في الامراض الجينية لتحليل الشفرات الوراثية ومعرفة مدى خطورة هذه الامراض على صحة الطفل والام
كما توضح ان حالات الاجهاض التلقائي او ولادة اطفال مشوهين له علاقة بزواج الاقارب حيث ان الامراض لها جانب وراثي مثل امراض السكر والضغط والقلب وغيرها
وتنصح الكتورة بضرورة متابعة الحمل وبالذات في حالة حدوث اشتباه لحدوث امراض وراثية ومعرفة صحة الام بصورة عامة ومدى تعرضها للمخاطر اثناء الحمل والولادة .

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
التعليقات
محمد بادخن (ضيف)
25-11-2012
انا متزوج بنت عمي وعندي اطفال معوقين واطفال سليمين ولا افضل زوج القارب غلط ولا يصلح



جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)