آخر الأخبار
 -  البائعات: هناك مضايقات وصعوبات جمة ولكن الشريف من شرف نفسه

الأحد, 18-نوفمبر-2012 - 10:08:40
مركز الاعلام التقدمي- تحقيق- أسماء حيدر البزاز -

البائعات: هناك مضايقات وصعوبات جمة ولكن الشريف من شرف نفسه
علم اجتماع: نظرة المجتمع للبائعات لا بد أن تتغير بالتثقيف والتوعية فهن ضرورة عصرية
 كم من مجالات ندخلها ومواقف نضع أنفسنا فيها مرغمين ولولا الحاجة أو الضغوطات الحياتية لما طرقنا لها باباً، ولكنها هي الحياة بمقاديرها وأقدارها تضع من تشاء وترفع من تشاء وتؤتي القناعة والرضا لجميل من صبر ورضا بما كتب له، وبين هذا وذاك تقف أولئك البائعات بين خطوة الإقدام أو خطوة العودة لترفع إحداهن ناظريها إلى السماء وتقول: ولكن ما البديل؟ هذا عمل والعمل شرف للإنسان وليقولوا ما يقولوا...!


ما نلاقي هو..
لي أكثر من 4 سنوات وأنا أعمل بائعة في عدد من المحلات التجارية كبائعة فقد بدأت بهذا النوع من العمل كمصورة وبائعة في استديو ومحل للتصوير إلا أن الدخل الذي كنت أحصل عليه من هذه المهنة ضئيل جداً ولا يساوي شيئاً أمام احتياجاتنا المعيشية ولهذا وبمعرفة إحدى الصديقات تمكنت من الحصول على عمل أيضاً كبائعة ولكنه في إحدى المحلات التجارية للملابس والأزياء وبراتب شهري لا بأس به.. هكذا استهلت رانيا «21» عاماً حديثها عن تجربتها.


موضحة: إن كان هناك صعوبات فهي تكن أولاً في نظرة المجتمع القاصرة تجاهنا وكأننا موجودات هناك للعرض وليس للعمل حالنا كحال أي سلعة في نظرهم إلا ما ندر وفي الحقيقة لو لم تبلغ حاجتنا عنان السماء لما قبلت هذا العمل وإلا ما الذي يجعلني أتحمل تعليقات الناس الساخرة والتحرشات اليومية من أولئك الذين لا يصدقون أن يروا فتاة تشتغل في أي محل حتى يتوافدوا إليه ليس للشراء بل لإيجاد أي فرصة للحديث معها وإيذائها بتصرفاتهم السخيفة ومن تلك التصرفات: إعطاني كروت أرقامهم - التصوير بتلفوناتهم - الجلوس أمام المحل والتفوه بأقوال لا أخلاقية - إعلاء صوت الأغاني الماجنة، أضف إلى ساعات الدوام المرتبطين بها لأوقات متأخرة لا تتناسب مع ظروفنا والمضايقات التي نلاقيها من زملاء المهنة!


سيحترمنا الكل لأننا..
أما البائعة سُهيلة «23 عاماً» فهي تقول: لا حول ولا قوة إلا بالله.. أريد أن أسألكم أنتم أولاً.. هل عملنا هذا حرام؟ هل هو مخالف للشرع والسنة؟ أم هو جريمة تستحق العقاب؟ لا أدري ماذا أقول لكم فنحن لا نسرق ولا نتسول ولا نسيء لأنفسنا ولا إلى أحد والإنسان حيثما يضع نفسه إن انحرف فسيجد أمامه مئات المنحرفين وأن استقام فسيرى حوله كل المستقيمين وها أنا نموذج أمامك لي أكثر من خمس سنوات متخصصة في مجال المبيعات باحترامي لمهنتي فرضت احترام الناس كلهم لي.


واسترسلت سهيلة حديثها قائلة: ومع هذا فأنا لا أنكر أن نظرة المجتمع قد تكون سائدة في بعض قراراتنا وتحديد مستقبلنا خاصة نحن الفتيات فخطيبي الذي بعد شهر كان سيجمعين معه بيت واحد ومع علمه بأنني أعمل بائعة في إحدى المحلات التجارية ولكن ما لبث أن رآني في مكان عملي حتى تغيرت نظرته لي وبعد أسبوع اتصلت أمه قائلة لنا: «لكم بنتكم ولنا أبننا مافيش نصيب» ومع هذا فهذا عملي ومصدر رزقي أنا وأسرتي خاصة بعد أن طلق أبي أمي ثم تزوج بأخرى وتركنا!!


طبعاً مثالاً للتقدير
هند المعلمي - تربوية تقول: نظرتي للفتاة البائعة في المحلات نظرة اعتزاز وتقدير وأشعر براحة كبيرة عند دخولي أحد المحلات التجارية سواءً للملابس أو الأزياء، أو الأدوات المنزلية أو حتى المطاعم وأماكن الاستراحات حال وجود بائعات هناك فتعاملنا نحن النساء معهن أكثر ولضرورات الحياة العصرية فإنه لا بد من بائعات لأن هناك أموراًَ ومصاعب عدة تقف عائقاً أمام النساء أثناء التسوق وعملية الشراء أو حتى التنزه في الأماكن الخاصة بالسيدات فلا بد من تغيير الكوادر «الباعة» الرجال واستبدال ذلك بالبائعات فهو أأمن وأسلم لنا.


لا.. لا يناسبهن
ويخالفها في ذلك محمد الوصابي- موظف: بأن عمل الفتاة كبائعة يعرضها للمضايقات والتحرشات ويوقعها في العديد من المشاكل كون هذه المهنة لا تناسب إلا الرجال ولا تتفق إلا معهم أما الفتاة فهناك العديد من الأعمال والمهن التي تتوافق مع طبيعتها وخصوصيتها المجتمعية، لأن الناس بصالحهم وطالحهم بحسنهم وسيئهم يأتون يشترون ويتسوقون والفتاة لا تقوى على تحمل تلك الإهانات ولا نرضى نحن لها بذلك فعليها أن تجنب نفسها الشبهات وتبتعد عن مواطن الفتن أو منابت سوء الظن والأقاويل.


لا بد من توعية
أما الكاتبة لمياء الشيباني فهي تقول: مجتمعنا بحاجة إلى التثقيف المجتمعي والتوعوي فللمرأة الحق في ان تشتغل وتعمل وتختار المهنة التي تناسبها ما دام أنها متفقة مع شرعنا ونهجنا وضرورة ملحة لواقعنا فإذا كان المجتمع يمتلك فكرة واعية حول أحقية المرأة في العمل المحصل لرزقها فإنه سيحترم هذه الفتاة ويقدر عملها ولا يؤذيها أو يزدريها فهي تؤدي رسالة مثلها مثل الممرضة المعلمة الموظفة وهنا تقع المسؤولية الكبرى للإعلام في ابراز ذلك.


وساماً على الصدور
وهذا ما أكدته اخصائية علم اجتماع هدى العواضي مضيفة إلى حديث الشيباني: لا زالت هناك نظرة قاصرة للمجتمع تجاه مواطن وأماكن الاختلاط سواءً العملية أو الدراسية رغم تقبل بعض الشرائح والفئات المجتمعية لهذه الضرورات العصرية ولهذا فرؤيته للفتاة البائعة تحتملها أمرين أولهما: أنها فتاة متمردة على العادات والتقاليد المجتمعية غير آبهين بظروفها المعيشية أو يكون هذا العمل مصدراً جالباً للرزق ولهذا فهناك من يتعامل معها بأسلوب مزدرٍ لمكانتها ومنقص ولعملها وبالمقابل هناك من ينظر إليها بعين الاسترحام والشفقة كونها لم تقبل بذلك إلا لظروف «حياتية قاهرة فحالها مثل حال المرغم المحتاج وبهذا يظنون أنها سهلة ومتقبلة أي استغلالات ولكنهم اخطاؤا التصور والنظر فهناك العديد من البائعات من اثبتن تواجدهن بقوة وإرادة ومازادتهن الحاجة إلا عفة وكرامة ولا يقبلن لقمتهن إلا بعرق جبينهن فكن كوسامٍ على الصدور بل صرن الآن نبحث عنهن - خاصة نحن النساء - في مختلف الأماكن والأسواق والمحلات والصالونات لنقتني منهن أشيائنا وحاجياتنا فهن أعلم بخصوصياتنا وأقرب إلينا راحة واطمئنان.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
التعليقات
اسماء المحطوري (ضيف)
19-11-2012
لقد تناولتي موضوع غايه في الاهميه فمجتمعنا اليمني مازال بحاجه لكثير من التوعيه بشأن عمل المراه بشكل عام. ولكن انا مع ان المراه تفرض احترامها على الجميع مهما كان عملها بطريقة تعاملها و مظهرها وعلى الحميع احترام هذه المهنه فهي كغيرها من المهن ونحن كنساء نشعر بارتياح اكثر عند التعامل مع النساء في المحلات التجاريه.



جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)