آخر الأخبار
 - الطلبة المكفوفين..

الاثنين, 05-نوفمبر-2012 - 14:35:10
مركز الإعلام التقدمي- أسماء حيدر -

هم مبدعون بتلك الإرادة والعزيمة التي يحملونه بين جوانحهم .. كم لديهم من الآمال والطموحات وكم يخفون من وراء أعينهم من حيرة جاوزت كل الأبعاد ومابين خطوة الإقدام والعزوف واقفون.. يسأل بعضهم بعضا هل نختلف عن الناس في شيء؟ هل لهم حقوق ولنا حقوق أخرى؟ هل خطواتنا تحدها أماكن الإعاقة والركود ؟ وهل سيقبلنا المجتمع ؟ أم سيجعل من إعاقتنا وصمة عار وازدراء.. ولهذا كان لا بد من عملية إدماج الاشخاص ذوي الإعاقة في مجتمعهم منذ مراحل مبكرة من أعمارهم كما هو حادث الآن من عملية إدماج ذوي الإعاقة البصرية في دور التعليم العام وما يصحب ذلك من عمليات التدريب والتأهيل لتقبل ذلك من كلا الطرفين من قبل المبادرة التي أقدم عليها المجلس الثقافي البريطاني بالتعاون مع جمعية الأمان لرعاية الكفيفات؟؟ مشاعر لا توصف خطت في زمام التحقيق التالي...


ازدراء وتهميش
بدأنا في "مركز الاعلام التقدمي" النزول إلى عدد من المدارس الحكومية بصحبة عدد من الفرق الميدانية التي شكلت من قيل المجلس البريطاني بصنعاء وجمعية الأمان للإشراف والمتابعة على سير عملية الدمج الخاصة بالطلبة المكفوفين في المدارس الحكومية والتي بلغ عددها أكثر من 24 مدرسة على مستوى أمانة العاصمة فقط .


كانت البداية من مدرسة الجيل الجديد بمنطقة الروضة فالتقينا بإحدى الطالبات الكفيفات هناك وتدعى جميلة غالب الربع حيث أوضحت قائلة :جميلة الربع


انتقلت من مدرسة النور الخاصة بالطلبة المكفوفين للدراسة هنا رغم كل العوائق والصعوبات التي كانت تقف أمامي من نظرة المجتمع لي أولا بأنني عاجزة وعالة وأشعروني وكأنني جبل ثقيل عليهم وكأنك بالمعنى الأصح كائن غريب عن هذا المجتمع .


مضيفة: كدت حينها أن أستسلم للإعاقة الا أنني قررت أن أثبت نفسي وانخرط ضمن مجتمعي فكسرت حاجز الخوف وبدأت أقبل على كل فصول المدرسة والإدارة أعرفهم بنفسي وأقنعهم بقدرتي على إجتياز المستحيل مثلي كمثل أولئك المبصرات فبدأت أعين الشفقة والرحمة والاشمئزاز تندرج لتحل مكانها كل أعين التقدير و التشجيع سواء من قبل ادارة المدرسة أو الطالبات .. ماوددت قوله أنه بأيدينا تغيير نظرة الناس عن إعاقتنا وجعلها بؤرة للتميز وماهي الا فترة قصيرة حتى تم تعيييني  رئيسة اللجنة الثقافية في المدرسة وصاحبة مجلة رسالة كفيف !!


من التخوف إلى الإنبهار
أما الطالب الكفيف نضال الشدادي – ثاني ثانوي – مدرسة الشعب فهو يقول: أنتقلت من مركز النور إلى هذه المدرسة  لا أدري كيف أبدأها معكم لحظ إدماجي في التعليم العام لقد كان الطلاب يتخوفون مني ويشعرونني بأنني حالة غريبة أو مريضة ليس هذا مكانها فكنت ميالا للانطواء والانزواء حتى المدرسين ينظرون إلي بنفس تلك النظرة ولكم مان بدأت تقام دورات وبرامج لتشجيع عملية الدمج بين الطلاب المبصرين والمكفوفين حتى تغير ذلك التعامل وبدأ الجميع يتعرف ويعرف السبل المثلى للتعامل مع الكفيف ووضعه الخاص فالمسألة في الأول والأخير بحاجة إلى وعي وتثقيف للجهات المعنية.اشواق الذيفاني


ما أنتي إلا كفيفة !!
ومن مدرسة حليمة تقول الطالبة الكفيفة أشواق الذيفاني تقول :


الحمد لله لدينا غرفة خاصة للطالبات الكفيفات في المدرسة مزودة بمختلف الاحتياجات الخاصة لتعليم المكفوفين فنحن أفضل حالا من غيرنا الذين هم في أشد الحاجة إلى هذة الاحتياجات التعليمية والتي لم توفرها لهم وزارة التربية والتعليم بعد , ورغم كل ذلك التوفير إلا إن هناك ألم يعتصر بداخلنا ليس بسبب الإعاقة فنحن راضين كل الرضا بما كتبه الله لنا ولكن من الأسرة والمحيط بنا فما ان نشارك أو نبدي رأينا في أي أمر من الأمور  حتى يسخروا منا ويقولون : أصمتي ما أنتي إلا كفيفة !!فكيف يريدون منا تقبل عملية الدمج والمجتمع بحد ذاته يرفض ذلك؟؟؟


أول برنامج توعوي!
ومن جهة أخرى تقول مديرة مدرسة 14 أكتوبر التربوية الهام شايع : لا بد من إقامة دورات تدريبية وتاهيلية تنظمها وزارة التربية والتعليم والجهات المتعلقة للأشخاص ذوي الإعاقة وتوعيتهم في مختلف المدارس لأنه للأسف منذ أول عملية دمج عام 1997 وحتى الآن لم تقه إلا هذه الدورة التدريبية التي نظمها المجلس البريطاني وجمعية الأمان لأكثر من 45 مشارك من مدراء مدارس وأساتذة وطلاب وشخصيات من مكتب التربية الشاملة وعددا من الطلبة المكفوفين وما أحوجنا أن تنفذ وزارة التربية والتعليم مثل هذه الدورات بشكل دائم ومستمر لتسهيل عملية دمج الطلاب بالمدارس ودور التعليم بشكل عام.




غرفة المصادر التعليمية للمكفوفين


لا يوجد مصادر بالتربية !
وهذا ما أكدته التربوية سكينة صالح الجراب مديرة مدرسة الجيل الجديد مضيفة إلى حديث شايع : لدينا عددا من الطالبات الكفيفات في المدرسة في مراحل دراسية مختلفة ولكن للأسف لا توجد هناك أي متابعة من قبل مكتب التربية الشاملة على الإطلاق فقط يتم ذلك من قبل جمعية الأمان وللأسف أيضا مدرستنا محرومة من غرفة المصادرة الخاصة بالوسائل التعليمية للطلبة المكفوفين نتمنى من الجهات المعنية سرعة توفيرها لأن الطالب الكفيف مثله مثل غيره وهذا من أبسط حقوقه التي نتمنى سرعة تنفيذها. 



ستأتي قريبا !
وجاء الرد سريعا من قبل عبد الكريم المصباحي نائب مدير مكتب التربية الشاملة بصنعاء موضحا أن التربية والمكتب يعون جاهدين  إلى توفير بيئة خصبة متكامل تعليميا لإتمام سير عملية الدمج فالمسائلة مسألة وقت لا أقل ولا أكثر وشدد على ضرورة تشابك كل المنظمات والجمعيات الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة في سبيل نقل الوعي والتثقيف المجتمعي لحقوق المعاق ليدخل في زمام التنمية والتطور والعطاء.



طابعة بلغة برايل للمكفوفين


أين دور الإعلام ..؟
وفي الختام أوضحت الأخت هناء الشامي – رئيسة الدائرة الثقافية بالمجلس البريطاني : إن للإعلام دور بارز في إعانة المعاق على دمجه وتسهيل الصعوبات العوائق التي كونتها نظرات المجتمع إليه وساهمت في عجزه وحعله أسير الوحدة والعزلة والانطواء فكان لا بد من إعلام مستمر ومتابع لاحتياجات الطلبة المكفوفين ومعاناتهم داخل المدارس ونقلها للجهات المعنية ليشعر الكفيف أو الشخص ذوي الإعاقة بشكل عام أنه لبس وحده ولا منبوذ ولا عاجز عندها فقط  يكون الدمج قد حصد ثماره اليانعة والناجحة. 


 




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)