آخر الأخبار
 - العيد موطن لتعزيز أواصر الرحمة الإنسانية..

الجمعة, 26-أكتوبر-2012 - 16:22:43
مركز الاعلام التقدمي- تحقيق - أسماء حيدر -

العيد موطن لتعزيز أواصر الرحمة الإنسانية..



ها هو عيد الأضحى قد أقبل وقد قذف في قلوب الناس كل معنى للغبطة والسرور والاستبشار لكونه عيدا يوحد القلوب بالمحبة والسكينة والرضا تزداد ضحكات الأطفال وابتساماتهم الراقصة هنا وهناك ليشعر الإنسان بأنه لا مكلوم ولا محزون ولا جائع في هذا اليوم المبارك وبين زحمة الحياة يكمن أناس قدرهم أن يعيشوا على وتيرة واحدة وعلى لون واحد هو أشبه إن صح التعبير باللون الأسود لما خلفته ضغوطات الحياة وأقدارها عليهم .. وفي زوايا هذا التحقيق وجدنا أن نذكر تلك الحالات لكم في فقرات متعددة منه لعلها أن تجد قلبا رحيما وإنسانا تنبض خلجاته بالروح والفكر الإنساني.


من خلف القضبان
برأيكم في هذه الزوايا المظلمة من هذا السجن الكئيب وفي هذا المنفى المؤلم بعيدين عن الأهل والأسرة ولكن من أعرفهم أي عيد نعيشه وأي سعادة ترتسم على محيانا!! بهذا الواقع الحزين استهلت السجينة مريم 42 عاما السجن المركزي حديثها معنا موضحة: كم أتمنى أن أحيا هذا العيد وسط فرحة غامرة مع أهلي وأسرتي ولكن أين لي من فاعل خير يفرج كربتي ويفك أسري بعد أن عجزت عن دفع المال العام المقدر بثلاثمائة ألف ريال وتخلى عني الأقرباء والأصدقاء والأهل بعد أن يئسوا عن سداد ذلك لفقرهم وعجزهم .. فكل ما أحلم به واتمناه هو الخروج من هنا الذي هو بالنسبة لي أكبر عيد.
وأضافت : وبالمقابل هناك الكثير من السجناء والسجينات الذين صار لهم عشرات السنين عجزوا عن دفع الحقوق التي عليهم وفي مختلف القضايا هم في أشد الحاجة إليكم لتفريجها عنهم.


مات أبي
وأما الطفل اليتيم مروان عبدالله الريمي 10 أعوام فهو يقول وقد اختفت ملامحه البائسة وكلماته المتقاعطة حشرجات من النحيب المرتسم على عينيه: أبي - رحمه الله - كان عينيه استشهد في ميدان عمله وتركنا أنا وإخوتي الثلاثة وأمي وحيدين نرجو عطف الناس وإحسانهم لنا بعد أن عشنا عزيزين بينهم أمداً من الزمن.



وأوضح مروان: أقبل العيد علينا بذكريات حزينة كانت تجمعنا يوما مع عطف أبي وحنانه علينا ولكن وبعد رحيله لانشعر بأي طعم للعيد فهاهم أقراننا والأطفال الآخرون سعيدين بما أتاهم آباؤهم من الثياب والبدلات والألعاب فنعود إلى أمي نلح عليها بأن تشتري لنا شيئا للعيد ولكنها عاجزة عن إيتائنا بأي شيء نحتاجه فلا ذنب لها سوى فقرها والناس تحجرت قلوبهم على بعضهم فمن سيكفلنا بعد أبي ومن يدخل السرور إلى قلوبنا لتعود إليها بسمة العيد بعد أن رحلت.


عيد محفوف بالألم:
وأما أم سنان فهي تقول: أنا امرأة قد هدها المرض والإعياء وزوجي رجل مقعد منذ أكثر من سبع سنوات ولا نملك من الرزق سوى ما يتمكن ابني عمر 61 عاما من الحصول عليه من عمله الذي أثقل كاهله منذ الصباح الباكر حتى المساء، تروه يجوب الطرقات والحارات والشوارع يبيع مناديل ورقية أو قوارير مياه أو بعض المبيعات البسيطة لا تغني شيئا أمام احتياجاتنا ومتطلباتنا المعيشية.



وأضافت أم سنان: وإذا كان من الصعب أن نجد قوتنا المعيشي فإنه من الصعب بل المحال أن نفكر باحتياجات العيد من ملابس أو مشروب أو مأكل وغيره ، فأين الناس الذين كانت تجود للفقراء والمساكين بأطيب ما تملك خاصة في هذه الأيام العيدية المباركة.


أطفال السرطان:
وتلك الطفلة وردة التي غيّب السرطان زهرة عمرها وحياتها تقول من فراش المرض والألم وكأنها في حالة تلفظ فيه أنفاسها الأخيرة ولكنها سكرات الموت والحمد لله ، هكذا قالت بعد أن خنقت العبارات حديثها لتقول لنا والدتها: هذه هي ابنتي وهذا هو حالها الذي يزداد سوءا يوما بعد يوم ونحن كما ترون أسرة ميسورة الحال وعلاج ابنتي باهظ الثمن فقدمنا كل ما استطعنا القيام به وبعنا كل ما نملكه في سبيل شفائها إلا أن ثمن الحياة عجز عنه حالنا فعيدنا هو شفاؤها وهو بالمقابل أعظم عيد سنعيشه إذا دبّ الشفاء في جسدها.
وختمت أم وردة حديثها برسالة قائلة: إلى كل الجهات المعنية والقلوب الرحيمة بأطفال السرطان الذين لا يعرفون طعم عيد ولا يرون أي سعادة في حياتهم فبادروا إلى إنقاذهم واجعلوا بتبرعاتكم عيداً ينبض بالأمل للشباب.


اشتقت إلى أولادي:
المسنّة الحاجة فاطمة القابعة في دار المسنين تقول هي الأخرى وقد انهمرت ذرفت دموع القهر والألم: يأتي عيد وراء عيد ولا يفكر ابنائي حتى في زيارتي فهل هذا جزاء اهتمامي ورعايتي بهم!! هل هذا هو جزاء الأمومة التي قطعت كبدي من أجل أن يكبروا ويكون لهم مستقبل زاهر ويكونون لي فيه عونا وقلبا رؤوفا، لا أول من يبيعني ويرميني إلى الغُرب ويتبرأوا مني من أجل زوجاتهم وأبنائهم ووظائفهم بعد أن أهلك الدهر جسدي وضعف بصري وانحنى ظهري ولكن الزمن دوار ولا اتمنى أن يصلوا يوما إلى ما وصلت أنا إليه.
وأضافت فاطمة: يا أولادي عبر هذه الصحيفة تعالوا لزيارتي على الأقل في هذا العيد فلقد اشتقت إليكم كثيرا وأخاف أن أموت ولم أركم بعد.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)