آخر الأخبار
 - الشباب اليمني بين الفقر والبطالة وبؤر الانحراف والإرهاب

الاثنين, 15-أكتوبر-2012 - 01:22:27
مركز الإعلام التقدمي/ خاص- تحقيق: أسماء حيدر -

*   علم اجتماع: إن منابت التطرف تتغذى على بيئة خصبة من البطالة ومعاقل التدهور المعيشي لتنفث أفكارها الإرهابية
العلامة الجبري: على الدولة استثمار طاقات الشباب وتبني مطالبهم حتى لا تكون عرضة للاستغلال والضياع المهلك وطنا وإنسانا !
 
هكذا هو حالهم.. تراهم هناك على الطرقات يتأملون على تلك المشاهد الروتينية التي لطالما اعتادوا على رؤيتها في وقت فراغهم طويل الأمد، أو منكبين على مقاهي الانترنت يعدون الساعات الطوال ولا يأبهون بنهبها ما دامت كفيلة بقضاء وقت أهلك تفكيرهم وقضى على أعتى طاقاتهم، بينما أعمى الفراغ طريق الاستقامة عند البعض ووجدوا فيه مرتعا خصبا لمسالك وطرق الانحراف، بينما البعض وجدوا أنفسهم فريسة سهلة بيد أرباب التطرف والإرهاب.
 
 أي حقوق في واقع مزري!!
"عشرة أعوام وأنا من مكان إلى مكان ومن شارع إلى آخر الفراغ والبطالة طاغيان على حياتي أصاباني بالملل والكآبة وساءت إثرهما حالتي النفسية وواقعي الكئيب"، هكذا استهل الشباب أحمد محمد ياسين 29 عاما حديثه عن واقعه.


مضيفا: رفضنا أهلنا ومجتمعنا لذنب ليس من ذنبنا ولحال ليس بأيدينا تغييره فلم نجد إلا الجلوس وعلى قارعة الطريق لمن يحتاجنا في أي عمل نسد به حاجة يومنا، وكم نضحك ويعترينا الألم ونحن نسمع من يتغنى باسم الشباب وبحقوقهم وبمطالبهم، وأقول لهم مللنا هذا اللحن الكاذب ومللنا كلمات تلك الأغنية الخادعة فحالنا هو من سيء إلى أسوأ وماذا بعد.بطالة الشباب في اليمن


سراب
وربما حال مصطفى عبد الجبار- 25 عاماً- لا يختلف كثيراً عن واقع أحمد الذي تحدث بالقول: لي 3 سنوات من يوم تخرجي من الجامعة وأنا إن صح التعبير عالة على أهلي ومجتمعين كنت أظن بأنني أن تخرجت سألاقي الوظيفة التي طالما حلمت بها التي طالما اجتهدت ودرست وواصلت تعليمي الجامعي رغم الظروف المادية المتدهورة حتى أصل إليها ولم أكن أتوقع أنني أمشي في سراب وأن المستقبل الذي انتظرته طويلا مجرد أضحوكة وكذبة كبيرة ووهم لا أقل ولا أكثر!!


واسترسل مصطفى في حديثه قائلا: اشتغلت وعملت عدة أعمال حرة ولكنها للأسف لم تطعمني وتشبع أسرتي وها أنا الآن بين الحين والآخر اشتغل مساعدا في إحدى مغاسل الثياب ثم ألجأ إلى مقاهي النت لعلي بذلك أنسى وقتي وواقعي بل أنسى الحياة كلها ولعلنا بعد ذلك نستيقظ على وعود الدرجة الوظيفية.


منعطف خطير
من جهته، يقول الشاب فاروق الخولاني: أن نسبة البطالة في أوساط الشباب في تزايد مستمر عام تلو آخر وما مرة به اليمن مؤخرا من أحداث ومشاهد دامية على مختلف الأصعدة أثر بشكل مباشر على اقتصاد الدولة الذي أنعكس بشكل ملحوظ على دخل الفرد وعلى واقع الشباب حيث باعدت تلك الأسباب بينهم وبين ما يؤملونه من التوظيف والاستقرار المستقبلي في حياتهم.


وأوضح الخولاني: أما ما يمرون به الآن من فراغ سيشكل منعطفا يعود سلبا على واقعهم والذي يتمثل كالتدخين والشيشة والإدمان على الانترنت ومواقعه الهابطة والانجرار وراء الأهواء والملذات ورفقة السوء بالإضافة إلى إطالة الجلوس في الطرقات بغير مبرر أو عمل وما يصحب ذلك معاكسة الفتيات والانخراط ضمن عصابات منظمة أو عشوائية تسرق وتغش وتحتال وترى بهذا الطريق خير مسلك للحصول على الرزق بوقت سريع وبجهد أقل.


وتوفقه في ذلك الشابة لمياء عبدالسلام الشيباني مضيفة إلى حديثه البطالة هي الفراغ القاتل المدمر للأخلاق الفاضلة والقيم السوية وقد أوضح ذلك رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم بقوله نعمتان مغبون بها كثير من الناس الصحة والفراغ.بطالة الشباب في اليمن


طاقة كبرى
أما الأخصائية الاجتماعية أمل الريمي، فقد تحدثت حول هذه القضية بالقول: لعلكم تلاحظون أن أكثر الذين يقمون فريسة سهلة للتطرف والإرهاب هم الشباب، ومن أبرز العوامل المؤدية إلى ذلك الفراغ والبطالة المنتشرة بين أوساط الشباب تخيلوا شاب عاطل عن العمل يتمتع بصحة وقوة وطاقة كامنة بداخله يعاني من ضغوطات اجتماعية ونفسية تزيده عبئا بسبب وجوده كعالة على المجتمع والواقع، ولهذا يبحث عن أي فرصة يفرغ بها طاقته وقوته ويشغل بها فكره وروحه بغض النظر عن تداعيات هذه الفرصة السانحة أمامه والعواقب المترتبة عليها ناهيك عن الخطر الجسيم والجرم الشنيع والطاقة التي لا تغتفر أن يتم استدراجهم واستغلالهم من قبل قوى التطرف والإرهاب، وهذا ما حدث للبعض وللأسف الشديد.


وأضافت الريمي: وإنما نناشد وندعو المنظمات والمجتمعات والمؤسسات الحكومية والخاصة، أتركوا الكلام وأبدءوا بالفعل والعمل، بلادنا وشبابنا يواجهون اليوم تحديات جسيمة وقوى الإرهاب تفرش وتمد ببساطها مستغلة ظروف العمل المادية المتدهورة وفراغهم الواقعي والفكري والوجداني أيضا لتغرس في نفوسهم بذورا ما أنزل الله بها من سلطان؛ منوهة الى أن: الحل بأيدينا وبتضافر الجهود المجتمعية يدا بيد ستمكن الشباب اقتصاديا ونحفظهم من أفكار التطرف والانحراف والإرهاب.


فلنأخذ بأيديهم
من جهته دعا الشيخ العلامة إبراهيم جبري- مدير إدارة الدعاة والمرشدين بوزارة الأوقاف- إلى إقامة نوادي ثقافية وترفيهية بشكل شبابي رائع وجذاب يحفظ شبابنا من الفراغ المحبط والهدام ومن مساوى البطالة التي يجب ألا تقضي عليهم بل يسخرونها في الإبداع والإنجاز وإثبات وذاتهم لا الاستسلام والركود للواقع معهما كانت الصعوبات والعوائق وقل أعملوا فيسرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون».


وأضاف جبري: يجب على الدولة أن تأخذ بزمام مسئوليتها في توظيف الشباب وتمكينهم ماديا والأخذ بإيديهم وأن تكون أكثر قربا وملامسة لواقعهم ومشاكلهم حتى لا تدع أو تترك أي فراغ لضعاف النفوس ودعاة التطرف لاستغلاله بشر أعمالهم ومخططاتهم.


تقرير حديث
اكد تقرير علمي حديث,ان ظاهرة البطالة احدى اهم التحديات التي تهدد اليمن سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وتبلغ نسبتها 35%، بل وتتجاوز 50%، وتتزايد هذه النسبة بين الشباب (16-25 سنة) لتصل الى 73.3% عام 2007/2008م.


واوضح التقرير الصادر عن مركز بحوث التنمية الاقتصادية والاجتماعية: ان معدل نمو البطالة السنوي يصل إلى 4.1% وهي نسبة مرتفعة جداً على المستوى العالمي وهي تفوق معدل نمو عرض قوة العمل بـ 3.1 مرات.





 

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)