آخر الأخبار
 - صناع الاعلام في اليمن

الأحد, 23-سبتمبر-2012 - 01:59:46
مركز الإعلام التقدمي- تحقيق: فردوس جارز -

حرية الصحافة تعني ضمناً أن من حق جميع الأفراد التعبير عن أنفسهم كتابةً أو بأي شكل آخر من أشكال التعبير عن الرأي.. وينص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أن: "لكل فرد الحق في حرية الرأي والتعبير"، فالصحافة إعلام وتنوير وليس تضليل وتزييف الحقائق, والصحفيون المهنيون وحدهم من يتحرى الحقيقة ويتوخى الشفافية في نقل الاخبار وتعاطي المعلومات بغض النظرعن الانتماءات والتوجهات الفكرية..

فيا ترى هل صحافتنا اليمنية اليوم تتتسم بطابع العمل المهني ام لا؟ وهل تترجم واقع الحياة اليومية؟ وإلى أي مدى انزلقت نحو ممارسة تمارس التدليس والاكاذيب والتطبيل؟
"مركز الإعلام التقدمي" يفتح ملف واقع الصجافة اليمنية مع صناع الاعلام للوقوف على الحقيقة:الدكتور علي العمار

الدكتور علي العمار-- استاذ الصحافة المساعد بكلية الاعلام بجامعة صنعاء نائب مدير مركز التعليم عن بعد- يقول أن الصحافة لعبت دورا رئسيا في ادارة الازمات خصوصا الثورة اليمنية، فقد كانت الصحافة خصوصا الالكترونية الاداة الاستراتيجية والاساسية في ادارة الازمات كونها اكثر حرية وبعيدة عن رقابة الدولة، كما عملت الصحافة بشكل عام على تهييج الراي العام تجاه الاحداث.

ويضيف: لكنها رغم كل ذلك لم تكن حيادية في طرح القضايا وغابت عنها التغطية المتوازنة التي كان ينشدها القارئ خصوصا اوقات الازمات عندما يعتمد الراي العام في استقاء معلوماته على وسائل الاعلام. لذلك فقد عمدت على تشويه الحقائق واثارة الفتن والصراعات بين ابناء اليمن الواحد..

وأكد العمار: انها لم تكن تحصل على المعلومات والحقائق اولا باول لضعفها المادي والمهني بالاضافة الى انها غلبت الجانب الحزبي على الجانب المهني.

  *   ضرب المهنية في الصميم,,,,محمد المقالح
من جانبه، اشار السياسي والاعلامي محمد المقالح الى ان الصحافة في اليمن تم تدميرها بسبب المال السياسي والايديولوجيا، الامر الذي ضرب المهنية في الصميم.. وكان من الطبيعي ان يكون ادائها في الثورة سيء ليس فقط لانها انعكاس للنخبة السياسية الملوثة بل ولان المال السياسي والايديولوجيا الدينية تجعلها تمارس الاكاذيب والتدليس وتزييف الوعي بشيء من الاطمئنان.منصور الصمدي

  *  التباين والتناقض وحتى التنافر,,,
أما منصور الصمدي– مشرف صفحة حقوق وحريات بصحيفة الثورة الرسمية- يرى أن الدور الذي لعبته الصحافة اليمنية خلال الفترة الماضية اتسم بالتباين والتناقض وحتى التنافر, فقد تخندقت الصحف "الرسمية, والحزبية, والاهلية" ضد بعضها البعض منذ اللحظة الاولى لانطلاق الثورة الشبابية الشعبية, وكذلك الحال بالنسبة للصحفيين الذين انقسموا ما بين مؤيد للثورة ومعارض لها في حين اختار فريق ثالث منهم دور المتفرج الصامت, وليس خافيا على احد ما سوقته لنا بعض تلك الصحف من مغالطات واشاعات واكاذيب وافتراءات, والى أي حد هجرت الحقيقة، وتعدت على الأخلاقيات والمبادئ والأعراف والتقاليد المهنية, وما ترتب على ذلك من آثار سلبية سواء على ثورة الشباب أو على الوضع في البلد بشكل عام.

واشار الصمدي إلى أن الصحافة عملت على تشويش الرأي العام, وأثارت حالة من الرعب والخوف في اوساط الناس, وتمكنت من التغرير بالكثير من البسطاء ممن كانوا يعتزمون ولديهم الاستعداد للانخراط في صفوف شباب الثورة ومناصرتهم وجعلتهم يغيرون قناعاتهم ويعدلون عن مواقفهم.

ويضيف الصمدي: بشكل عام أن الصحافة اليمنية أخفقت في تأدية دورها الوطني "التوعوي، والتنويري، والتثقيفي، والتوجيهي" بالشكل المطلوب،، فبالقدر الذي اجتهد خلاله عدد كبير منها في خدمة الثورة الشبابية والقضية الوطنية من خلال تنوير الناس بالحقائق والمعلومات الصحيحة وتوجيههم نحو اتخاذ المواقف السليمة، الا أن البعض الآخر منها أساء الى الثورة والوطن، وشوش أفكار الرأي العام، وأسهم الى حد بعيد في توسيع دائرة الصراعات والخلافات، وتأجيج نيران الفتنة، والأحقاد، والكراهية، والنزعات الطائفية، والمناطقية، والقبلية بين مختلف الأفراد والأطراف والمكونات السياسية، بالإضافة الى مساهمته في رفع وتيرة التدهور الاقتصادي والأمني والإنساني وغير ذلك من التداعيات التي أوصلت البلد الى حافة الانهيار.

ويستدرك قائلاً: لكنني ورغم من ذلك كله أستطيع القول: أن الفترة الماضية ساعدت الى الى حد كبير في كشف الكثير من الاختلالات، والاعتلالات، وجوانب القصور التي يشهدها وسطنا الصحفي والتي بلا شك تتطلب منا جميعا وفي المقدمة الزملاء في قيادة نقابة الصحفيين الوقوف أمامها بكل جدية وحزم والمسارعة في ايجاد الحلول والمعالجات اللازمة، والممكنة والمناسبة، التي تضمن لنا صحافة جادة، وهادفة، وملتزمة، ومهنية، خالية من كل الأدران.عبد السلام المسوري

  *  كلّ يغنّي على ليلاه
يرى عبد السلام المسوري ان الصحافة اليمنية "خبطت الدنيا خبيط، كلّ يغني على ليلاه". الصحافة اليمنية منذ فترة طويلة لا تلعب الدور المنوط بها بشكل مهني واخلاقي كما يجب, حيث تلعب الايدلوجيات ومراكز السلطة المالية والسياسية دورا بارزا في التحكم بمنافذ المعلومات وحق المواطن في الحصول على الحقيقة..

وقال ايضاً: ان الصحافة تكاد تكون متسخة وضبابية وغامضة اشبه ما تكون بالتاريخ اليمني المغيب حقائقه وأحداثه ومساراته, ولذلك منعطف التجربه اليمنية في مختلف مناحي الحياة ناقص تماما تؤثر علينا متلازمات الذهنية المتكلة على الهام التجارب الاخرى في كل شيء وتكاد تكون البيئة اليمنية منسخلة نسبيا عن جذرها التاريخي القديم العريق, فلا أعتقد ان هناك صحف تعمل بمهنية مطلقه لكن يمكنني أن اقول أن هناك صحف حازت على رضى المجتمع نوعا ما وهذا يكسبها شيء من المسئولية لتتجه نحو المهنية البحتة دون قيود. نبيل حيدر

 * غاب عنها التقصي والتحري,,,,,,,
من  جانبه قال الزميل نبيل حيدر- احد كتاب صحيفة الثورة الصحافة اليمنية: طوال أحداث العام الماضي التي اتسمت بنصف ثورة و نصف أزمة لعبت دورا سياسيا أكثر من الدور الصحافي المهني, واشارالى ان الصحافة اليمنية وحتى اللحظة لا يزال طابعها الغالب وحتى الآن طابع انطباعي وقالبها يغلب عليه الموقف الشخصي سواء كان موقفا ذاتيا أو موقفا سياسيا..

وأضاف: الصحافة اليمنية وفي غالبها أيضا غلب عليها الإثارة وغاب عنها تماماً التقصي والتحري والمعلومة المؤكدة من أكثر من مصدر.. وقال حيدر: الى جانب ذلك كثيرمن المطبوعات الصحافية لدينا ترتبط بأحزاب وبأفراد نافذين و هذه المطبوعات التزمت خط مالكيها في المواقف والتوجهات وبالتالي لم نجد صحافة محايدة على الأقل تنقل حقائق أو تؤكد أحداثاً بشكل علمي مهني يقدم المعلومة الكاملة للقارئ ويدع الحكم له, الصحافة اليمنية لا تزال رهينة الأهواء الخاصة وإذا لم تتحرر من ذلك و إذا ايضا لم يؤمن الصحافي بأنها مهنة البحث عن المتاعب - والبحث عن الحقيقة متعب و مجهد - فستظل مجرد أبواق تبث ما ينفخ فيها.ناصر السلامي

  * انقسمت الى فريقين,,,,
يعتقد ناصر السلامي- يعمل لدى البنك العربي- أن الصحف اليمنية قامت بدور كبير جدا خلال الأزمة الراهنة، حيث إنقسمت إلى فريقين رئيسيين أحدهما مؤيد للنظام والآخر مؤيد للمعارضة, وللأسف حاول كل فريق التأثير على الرأي العام بإظهار عيوب الطرف الآخر وتصيد أخطاءة بشتى الوسائل وإستخدام كافة الطرق للوصول إلى أهدافها حتى وإن إستدعى الأمر اللجوء إلى أساليب صحفية منافية لميثاق الشرف الصحفي مما أدى إلى تأجيج نار الأزمة وشحن أنصار كل طرف ضد الطرف الآخر، كنت أتمنى أن تقوم الصحف اليمنية بدور محايد يحتكم إلى المنطق وإحترام الرأي والرأي الآخر وتقديم.وليد ابلان

أما وليد ابلان- رئيس تحرير صحيفة المواطن- فهو يقول: للأسف لم تقم الصحف والمواقع الالكترونية بدورها المهني والوطني في هذه الأوضاع التي مرت بها البلاد, نظرا لتبعية الكثير من الصحف والمواقع الإخبارية لجهات حزبية او شخصيات نافذة اما الصحف المستقلة والمواقع المحايدة فقد توقف صدور الكثير منها بسبب الأزمة والظروف التي مرت بها البلاد, مضيفا يكاد يكون الإعلام الرسمي فاقد لمهنيته ولدوره السليم في التعامل مع الظروف التي مرت بها البلاد بسبب الوصاية و القيود المفروضة عليه من الحكومة السابقة والحالية إجمالا كان المواطن اليمني وما يزال ضحية للتسريب والفبركات الإعلامية لا يعرف اين يجد الحقيقة .احمد غراب

  *  توقفت عشرات الصحف ,,,,,
من جانبه، احمد غراب - كاتب بصحيفة الاولى-  للحديث عن هذا الموضوع يتطلب منا ان نذكر ان الصحف اليمنية تأثرت بشكل كبير بالازمة الراهنة حيث توقفت عشرات الصحف عن الصدور بسبب الازمة المالية الخانقة التي نتجت عن التدهور الاقتصادي الذي اصاب البلد بشلل عام .. حقيقة اخرى لايجب ان نتغاضى عنها وهي ان نسبة الذين يتابعون الصحف اليومية من الجمهور لايزيد عن خمسة بالمائة ما يعني ان دور الصحافة المكتوبة لم يرق بعد الى المستوى المطلوب خصوصا عند معرفة ان اكبر صحيفة في اليمن لاتوزع في احسن احوالها ثلاثين الف نسخة وهي نسبة تمثل اعاقة عند مقارنتها بصحف عربية مثل الخبر الجزائرية التي تصدر يوميا ما يقارب من ستمائة الف نسخة..

ويعتقد غراب: ان الصحف الالكترونية والنت بشكل عام لعب دورا اكثر بكثير مما لعبته الصحف في الازمة وخصوصا مواقع التواصل كالفايسبوك والتويتر وغيرها, ومع ذلك يمكن القول ان الصحف بشكل عام لم تكن بمستوى التعامل الذكي مع الازمة بل كانت تسير وفق تأثيرات مجريات الاحداث اليومية دون اي رؤية شاملة للخروج بالبلاد من الازمة الراهنة.حسن الجلال

  *  دور الصحافة كبير وله سطوته ونفوذه,,,,
يقول الحسن الجلال- رئيس تحرير صحيفة كواليس: لا شك ان الصحافة كان لها دور كبير وواضح لا يقل جهداً عن المواقع الالكترونية بل لا يقل عن الجهود السياسية نفسها, لان دور الصحافة كبير وله سطوته ونفوذه كان من الطبيعي ان نشاهد الصحافة اليمنية مستغلة من جميع الاطراف السياسية..

واوضح جلال: ان الصحافة انقسمت إلى قسمين طرف مع النظام السابق وطرف مع المشترك او في صفوف الثورة, وبينهما تاهت او اختفت الصحافة المحايدة وان كانت موجودة فأنها لا تذكر نظراً للقوة والامكانيات الكبيرة التي تتمتع بها صحف السلطة والمعارضة, وخلاصة القول: الصحافة في الفترة الاخيرة لم تكن تسعى او تخدم الاجنده اليمنية كيمن او وطن بقدرما كانت تخدم الاحزاب وما شابه وهو ما يشهده ويشاهده الشارع العام اليوم.صادق صالح القدمي

  *  رواجا كبيرا للشائعات والاكاذيب,,,,
أما صادق صالح القدمي - كاتب في صحيفة الجمهورية- فيقول: لعبت معظم الصحف اليمنية ولازالت دور سلبي للغاية في توجيه الرأي العام اليمني والدولي عن الأزمة السياسية في اليمن فقد أوجدت رواجاً كبيراً للشائعات والأكاذيب التي تبث ويتم تداولها بسرعة البرق دون التأكد من حقيقتها ومصداقيتها, فأثارت الكثير من البلبلة التي قد تؤدي إلى الفتنة بين أبناء المجتمع بتحولها إلى قضية رأي عام, والمؤسف أن غالبية من يقف خلف هذه المواقع يسقطون انتماءاتهم الحزبية أو المذهبية أو الفكرية في كتابتهم للخبر أو المقال وبالتالي يحورون المادة لتخدم توجههم..

واضاف القدمي: لذا نستطيع القول بأن معظم الصحف في اليمن افتقدت الأهداف والغايات التي أنشئت من أجلها الصحافة، وغابت عنها أخلاقياتها المهنية التي تحترم الحقيقة وتقدسها لأجل نهضة الشعوب والارتقاء بمستواها من خلال استقصائها وتحريها للمعلومة ومصدرها دون المجازفة أو العبث بنشر ما هو غير مؤكد, متمنيا أن يحكم القائمون على الصحف اليمنية ضمائرهم وعقولهم كي نرى عما قريب صحافة ملتزمة تتميز بالمهنية والمصداقية والحيادية صحافة تهتم بالمعلومة والخبر القيم الذي يخدم ويهم المجتمع صحافة تقدم خدمة صحفية نوعية ذات أهمية للقارئ صحافة تجمع وتلم والشمل ولا تفرق و تبني ولا تهدم.فراس شمسان

  *  صحف السلطة والمعارضة,,,,
يرى فراس شمسان ان بانسبة للصحافة المطبوعه فقد كانت تلعب دور التحليل وطرح الاراء ولكن الكثير منها كانت تفقد الحيادية والطرح المناسب, خاصة صحف السلطة والمعارضة وكان دورها مقتصر على تعاطي الاخبار الصورية وبعدت عن ما وراء الخبر وبعدت كثير عن انتاج الصحافة الإستقصائية التي تتعمق وتنقل للقارء بعد اعمق من مجرد مناقشة سطحية.

  *  حسب توجه مالكيها,,,,
الصحفي محمد السامعي- محرر بصحيفة يمن تايمز- قال للإعلام التقدمي: إن الصحف اليمنية تعاملت مع الأحداث التي شهدتها اليمن حسب توجه مالكيها ؛فمثلا هناك صحف أهلية عملت كل ما بوسعها من أجل دعم نظام صالح، لأن توجهات مالكيها مناصرة لنظامه. وأضاف: أن ثمة صحف عملت على دعم الثورة اليمنية لأن مالكيها يتبعون أحزاب مناوئة للنظام، أو أن مالكيها مناهضون للنظام..

 وأشار السامعي إلى أنه لا يوجد- للأسف- صحف حيادية في اليمن، فكل الأخبار والتقارير التي تقوم بتغطيتها هذه الصحف بعيدة عن المهنية والموضوعية، وكل ما يتحكم بالنشر هو المالك الذي يؤيد طرف معين ويبذل مابوسعه من أجل نصرة أهدافه من خلال صحيفته..

وأوضح السامعي: أنه في الأحداث اليمنية انقسمت الصحف اليمنية بين مؤيد للنظام السابق ومعارض، ولا يوجد- للأسف- صحف وسط، حيث إن اليمنيين انهمكوا كثيرا في تأييد أو معارضة الثورة اليمنية ولم يكن هناك حياد من قبل الصحف أو المواقع الإلكترونية، وإن وجد الحياد فهو نادر جدا..!!


أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
التعليقات
صادق القدمي (ضيف)
19-11-2012
أتمنى لك التوفيق أخت فردوس



جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)