آخر الأخبار
 - اي حياة وأي مرارة إستحقت بأن تقضيها أسيرة لتلك الزوايا وتلك الحياة المدمرة. كل يتحمل ثقل جرمها وفداحة إقدامها إلى هذا المستنقع وذاك المنزلق فهذه قتلت وتلك سرقت والأخرى متهمة بالنصب والإحتيال... وتلك وتلك  جرائم لا يعقل بأن من يقف وراءها إمرأة...

السبت, 21-إبريل-2012 - 12:30:52
مركز الاعلام التقدمي- خاص/ تحقيق: أسماء البزاز -

اخصائيون يمنيون : النشأة الخاطئة والضغوط المعيشية من أهم الدوافع لإرتكاب الجريمة
علم الإجتماع: نظرة المجتمع القاصرة للسجينة ساهمت في دحضها وعزلها .
دعـــاة: ينبغي الحرص على فتياتنا من خطورة الإعلام الفوضوي و صديقات السوء


اي حياة وأي مرارة إستحقت بأن تقضيها أسيرة لتلك الزوايا وتلك الحياة المدمرة. كل يتحمل ثقل جرمها وفداحة إقدامها إلى هذا المستنقع وذاك المنزلق فهذه قتلت وتلك سرقت والأخرى متهمة بالنصب والإحتيال... وتلك وتلك  جرائم لا يعقل بأن من يقف وراءها إمرأة!! إمتلكت تلك الجرأة في ساعة من الجنون ولحظة من الذهول كانت كفيلة بأن تقضي على مستقبل رائع كان ينتظرها وتدمر أحلى أيام العمر, ولئن خرجت من هذا وذلك فستبقى أسيرة مجتمع حكم على وجودها بالإعدام.


"ميادة" تكتفي بذكر أسمها فقط – 22 عاما - من محافظة عدن لكن القدر أتى بها إلى صنعاء حيث يقيم زوجها ويعمل, من كان يدري أن عجلة الزمن سوف تذهب بها نحو السجن المركزي بصنعاء بتهمة قتل زوجها بجريمة غامضة كما وصفتها لنا, كان تفي شهرها التاسع من الحمل لتضع مولودها الأول في إحدى زوايا هذه السجون بطريقة مؤلمة للغاية كادت أن تموت فيها من شدة الألم وقد زاد من لوعتها وحرقتها بعد أسرتها عنها في حال هي أشد ما تكون بالحاجة إليهم, فلا أم تؤنسها في شدتها وآلامها ولا أب يحنو عليها بطيبته ودعواته فهولاء في عدن وهي في صنعاء وشتان بين ملوحة البحر وثقل الجبال !


هكذا جائ صغيرها ونشأ  هنا في واقع ملؤه الحسرات والويلات في غربة, وما أشدها من غربة فهي كما تقول زفرات وآهات من سكرات الموت , شاحبة المنظر تحتضن طفلاً مل من عدّ زوايا غرفة فلا ذنب له سوى أنه طفلها !!!


تقول لنا على إثر ذلك ميادة: إلى هنا أنتهت حياتي وأنتهى مستقبلي ليس بحكم من المحكمة ولا بأمر من القاضي وإنما بحكم المجتمع وفي مقدمتهم أهلي وأسرتي الذين سرعان ما تخلى عني ولم يكلفوا أنفسهم حتى السؤال ولكن هذا هو قدر كل من يدخل إلى هذا المكان ويعيش في دجى وظلمة هذه الزوايا ...


حاجتي دفعتني إلى السرقة.......
مريم- 23 عاما ً متزوجه وأم لطفل– بالسجن المركزي تقول :
إن حالتنا المادية متدهورة بشكل كبير فالأوضاع كل يوم أسوأ من ذي قبل, موضحة  أنه في يوم من الأيام بلغت حاجتنا عنان السماء وصرنا  في ذل الطلب والمسألة من الناس ولكن دون جدوى.


فالناس لا ترحم ولا تعطي من يسألها ولا حتى تغفر لمن يخطئ, فلم أجد ما يسد حاجتي وحاجة عائلتي إلا السرقة وإن كانت بمبالغ زهيدة إلا أنها حطمت كل معنى جميل  كنا نحلم بأنه ينتظرنا...


وتضيف ودموع الألم والندم يخنقانها: لم أتوقع لنفسي هذه النهاية المأساوية... بضعة ألاف دمرت حياتي الأسرية كلها وأردتني وحيدة لا أهل ولا جيران ولم يعد أحد ينظر إلى بعين العطف والشفقة، نعم قد سرقت يوما ولكنني دفعت الثمن غالياً فمهما يكن نحن بشر كبقية البشر, فلماذا يعاملوننا بهذه القسوة المفرطة والأنانية البالغة وكل الناس خطاؤون وخير الخطائين التوابين.


علاقة صداقة....
ما زالت شابة ( د / م) في مقتبل العمر أظنها في فترة المراهقة.. سالناها عن سبب دخولها السجن.. فأجابت وهي تتظاهر بالسعادة ودموع الماساة تبرق في عينيها.. غريبة لماذا أدخلوني هنا ؟ تصوروا صديقي منذ الطفولة إلى الآن متعود دائما على إيصالي بسيارته عند عودتي من اي مكان إلى منزلي وهو بالطبع شخص أثق به أيما ثقه...


وبينت ( د / م): ففي إحدى الليالي وفي وقت متأخر من الليل عندما كان حينها يقوم بإيصالي للبيت عطلت سيارته فجأة في الطريق فنزل لإصلاحها وثمة أناس إنتهازيين جاءوا إلينا طلباً في المال وإن لم نعطهم ما يريدون هددونا بأنهم سيلفقون علينا تهمة أخرى ويقومون بإبلاغ الشرطة.. وفي الحقيقة لم نكن نملك شيئاً نعطه لهم.. فتهاوش صديقي معهم لينتهي الأمر بحضور الشرطة حتى وصلت إلى هنا فما هي التهمة التي جنيتها لست أدري!!!


 ثم وجهت ( د /م) حديثها إليّ قائلة: أو أكتبي إنني كنت أخرج دائماً من دون محرم والناس والشباب يعاتبوني وينصحونني بضرورة أخذ محرم معي عند الخروج إلى أي مكان وإلا سيبلغون عني وهذه هي الحكاية.
هكذا أنها ( د/ م) قصتها وسط ضحكات من زميلاتها  السجينات!!!


غياب الموجه الأول  ...
ومن جهتها تقول سكينه جائف– إخصائية علم نفس: لا تسغرب إطلاقا أن المرأة ترتكب الجريمة في يومنا هذا بل أنها تدخل في عصاة منظمة وتكون المرأة فيها إحدى قياداتها ورؤسها وهذا ما يؤكده الواقع في الحقيقة يعود إلى أسباب كثيرة أبرزها غياب الموجه الأول في النشأة الإجتماعية الصالحة لدى الفتيات من قبل أسرتها حيث تطفي الإهتمامات الحياتية بشؤون لقمة العيش والماديات عن التربية الروحية والعقيدية في نفسية النشأة , وعند ذلك يكون عرضة للتاثير والتغيير نحو الأسوأ والأضل سبيلا.


مبينة: إذ تنشأ وهي لا تستعظم الحدود ولا تحترم الضوابط والأخلاقيات, بل تستهين بها وبأصحابها تحت مبرر الحاجة والعوز والضغوط المعيشية والتي تكون في نظرها أهم من غيرها وهذا الأمر من شأنه ان يؤدي بها إلى طرق السرقة والنصب والإحتيال حتى تشبع رغباتها التي قد تكون في معظمها غير ضرورية  ولا مبررة, وأما البعض الأخر قد تدخل في هذه المسألة من باب الحاجة المؤقتة إلى باب الإدمان النفسي وتراه فرصه للحصول على مال وفير في وقت قليل.


وأسترسلت جائف حديثها:
وفي ذلك المشوار وذلك الطريق المزري والمظلم تهون عندها الضوابط إلى أبعد حد يوما بعد أخر وقد تدخل في سلوكيات بذيئة ومهينة لأن العطا يجر دائما إلى ما هو أبشع منه لينتهي بها المطاف بالوقوع في بحر من الجرائم سواء جرائم القتل والنصب او تلك الجرائم المخلة بالآداب لانها هكذا أو هكذا وجدت نفسها ضائعة في منتصف الطريق بيد أن هناك من تسيطر عليها نوبة الغضب إلى حد الجنون نتيجة مشاكل عائلية أو مجتمعية أو من أجل المال فلا تجد نفسها إلا وقد أزهقت نفساً, لتصاب إثر ذلك بحالة نفسية أو عصبية أو تنهار مغمي عليها ولهذا لنا في رسول الله أسوة حسنة حيث قال ((لا تغضب وكررها مرارا ً) وذلك لما للغضب من عواقب وخيمة في الدنيا والأخرة .


محطة الإستقامة...
وتوضح بشرى نجيب غالب– إخصائية علم إجتماع: بأن السجن لا ينبغي أن يكون نهاية المطاف وزنزانة العواقب بل هو محطة لتصحيح المسار والإنطلاق نحو مستقبل متزن وواضح وأعجب من حال بعض السجينات الت يتوقف حياتها وتنهي مستقبلها بمجرد دخولها هذا المكان ليس خوفاً منه فحسب بل تخوفاً من نظرة المجتمع لها وتعاملهم مع حالتها, فتصبح اسيرة الظنون والشكوك بأن المتسقبل المشؤوم والمنبوذ قد حل بها.


وتضيف بسر: لهذا فأن على المجتمع أن يغير هذه النظرة بحق هؤلاء السجينات فمن منا لا يخطئ وهؤلاء بشر بحاجة إلى المساعدة على الإستقامة وبدء حياة طيبة جديدة  لا لتشجيعهن على مواصلة هذا الطريق وإختيار حياة الذل والإهانة من خلال نظرتنا القاصرة والقاسية تجاههن.


مخلة بالآداب والأعراف...
أما عن الجرائم المخلة بالقيم والىداب والأعراف فقد قالت "فدوى المنتصر"– داعية ومرشد دينية:
أن للإعلام الهابط  دوراً بارزاُ وكبيرا في وقوع معظم النساء تحت وطأة الجرائم تحت مسميات ومبررات من شأنها أولا ً دحض القيم الفاضلة بمسمى الموضة والقضاس على العادات والتقاليد بمسمى الحرية فتنشأ المراة منذ صغرها على الفوضى الحياتية وهجمية التصرف من دون وعي وإدراك لنتيجة أخطاءها الفادحة.


وأوضحت فدوى: إن لصحبة السوء دوراً كبيرا في تعميث التصور الخاطئ, فاليوم هيا بنا نخرج المنتزة الفلاني وغداً المطعم العلاني... وهذا الشاب يبدو في مظهره غنياً ووسيماً لم لا نقيم علاقة معه فنحن فتيات متحضرات ومتطورات ولا بأس علينا إن قمنا بذلك!! وهكذا خطوة خطوة حتى تضيع الفتاة ولا تدري بنفسها وتصحو من هواها إلا عندها تصبح أسيرة لتلك الزوايا المظلمة.


وتابعت فدوى حديثها: ومن هنا لا بدا من المراقبة والمتابعة الأسرية والدينية والإعلامية والمجتمعية للتحذير من وسائل الإعلام الفوضوي الدخيل علينا على أبنائنا والحرص على الفتاة من تصاحب ومن تقارن ومن تجالس وهكذا.


لأن العملية التربوية أصبحت الآن من مسؤولية الجميع متى ما توفرت الوسائل والأساليب لمعالجة هذه الظاهرة التي أسميها طامة نتيجة الإنتشار والتفشي...


 

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)