- ثلاثة أعوام على رحيل الشهيد علي عبدالله صالح 
فهل استقر اليمن أم اتخذ الصراع شكلا أكثر تعقيدا ؟؟!.

الثلاثاء, 08-ديسمبر-2020 - 19:17:31
الإعلام التقدمي _ بقلم د. محمود الشربيني -

قبيل رحيل الشهيد كان اصطفاف المؤتمريين إلى جانب جماعة أنصار الله يعطى صورة لمن في الداخل والخارج مفادها أن اليمن بكل مكوناته ينتفض على هيمنة آل سعود،
كما يحسب له سحبه للبساط من تحت أقدام الطائفية ورعاتها ونقل المعركة من سياق "الحرب السنية-الشيعية" التي أرادتها الرجعية العربية إلى سياق حرب يمنية ضد طغيان آل سعود، فمن يواجههم ليست طائفة بعينها وانما السواد الأعظم من الشعب تحت يافطة المؤتمر والجيش اليمني وجماعة أنصار الله.
وجود المؤتمر في المشهد السياسي كان الضمانة الوحيدة لاستقرار اليمن والجبهة المناهضة للعدوان فيه، خاصة أن مشروع الحوثيين السياسي ليس عابراً لحدود الطائفة للأسف فهو منحصر في فئة محدودة لها مرجعية دينية مذهبية خاصة بها تمنعها من طرح أرضية جامعة لعموم اليمنيين ولا يمكنها بأي شكل من الأشكال أن تحكم اليمن إلا بطرح مشروع سياسي عابر لحدود الطائفة حتى ولو كانوا الطرف الأكثر تنظيماً الذي يمتلك من العدة العسكرية ما يمتلك. ولا يختلف منصفان حول مكانة الزعيم صالح لدى قطاعات واسعة من الشعب اليمني، ليس كونه رئيساً سابقاً فحسب، بل باعتباره زعيم أحد أكبر الأحزاب السياسية وأكثرها شعبية لما له من ميراث طيلة اكثر من ثلاثين عاما والذي اصبح عنوانا لوحدة اليمن والتأكيد على نظامه الجمهوري
بالإضافة إلى المكانة المحترمة التي يحتلها في صفوف
العسكريين

فبمرور ثلاثة اعوام على حادثة اغتياله نلاحظ الآتي
1/حادثة الاغتيال أصابت معسكر حلفائنا من تعميق للصراعات الداخلية بشكل أكثر دموية وتم تحريف بوصلتنا عن التناقض الرئيسي لأمتنا العربية مع الامبريالية والرجعيات العربية وعلى رأسها مهلكة آل سعود.
2/ نعتبر الطرح الذي كان يمثله الشهيد علي عبد الله صالح الوسط غير الطائفي بين نقيضين مذهبيين وطرحين سياسيين دينيين أولهما وهابي والثاني شيعي، وبالتالي فاننا نعتبره لعب دور صمام أمان في وجه تحول الصراع إلى فتنة طائفية طاحنة، وعملية اغتياله حققت مرادها من ضرب للسلم الأهلي وللتوازن السياسي أدت إلى انزلاق اليمن في متاهات وصراعات جانبية تصب في جيب أعداء الأمة بعد أن كاد النصر على العدوان أن يتحقق.

3/ عملية الاغتيال كانت دافع لكل من ليس مواليا للحوثيين ومعاد لآل سعود اللجوء إلى أحضان السعودية كردة فعل على اغتيال الزعيم وتحت عناوين التصدي للهيمنة الايرانية على اليمن، وهو أمر مرفوض قطعاً وغير مبرر.

4/ فقد الكثير تمسكه بوحدة اليمن وعلى ضرورة لم الصف اليمني فوحدة اليمن أكبر من الجميع وهذا ما كان يردده الزعيم صالح دائماً وضرورة توجيه القوى صوب آل سعود وأن لا ينجر إخواننا في اليمن خلف صراعات جانبية تأخذ طابعاً مسلحاً في الوقت الذي لا يتوانى فيه آل سعود عن قصف وتجويع وتشريد اليمنيين.

الرحمة للشهيد علي عبد الله صالح ولكل شهداء اليمن والأمة العربية في ذكراه الأولى!

الخزي والعار للمجرمين لقتلة الشهيد علي عبدالله صالح ورفيقه عارف الزوكا وقيادات حزب المؤتمر!
الخزي والعار لآل سعود وعملائهم وأعداء العروبة!
النصر لليمن في حرب الكرامة التي يسطرها رجاله في وجه قوى البغي والعدوان!
محمود الشربيني ..
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 08:51 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.alealamy.net/news-81480.htm