- استخدم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء حق النقض “الفيتو” ضد قرار للكونغرس يطالبه بوقف الدعم الأميركي للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، وهي المرة الثانية التي يلجأ فيها الرئيس الى هذه الصلاحية منذ تسلمه منصبه.

الأربعاء, 17-إبريل-2019 - 15:19:36
الإعلام التقدمي -
استخدم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء حق النقض “الفيتو” ضد قرار للكونغرس يطالبه بوقف الدعم الأميركي للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، وهي المرة الثانية التي يلجأ فيها الرئيس الى هذه الصلاحية منذ تسلمه منصبه.
وقرار الكونغرس كان بمثابة تقريع لترامب من قبل الديموقراطيين والجمهوريين وخطوة تاريخية تنتقص من صلاحيات الرئيس في اتخاذ قرارات الحرب، وهو ما رفضه الرئيس الأميركي في البيان الذي أعلن فيه عن استخدام “الفيتو”.
وقال ترامب في بيانه إن “هذا القرار يشكل محاولة غير ضرورية وخطيرة لإضعاف سلطاتي الدستورية، ويعرّض حياة المواطنين الأميركيين والجنود الشجعان للخطر سواء اليوم أم في المستقبل”.
واعتبر رئيس لجنة الانقاذ الدولية ديفيد ميليباند ان نقض القرار هو “ضوء أخضر لاستمرار استراتيجية الحرب التي تسببت بأسوأ أزمة انسانية في العالم”.
وأضاف “هذا الفيتو من قبل الرئيس ترامب خاطىء على الصعيد الأخلاقي والاستراتيجي. انه يحبط آمال الشعب اليمني في فترة هدوء، ويترك الولايات المتحدة متمسكة باستراتيجية فاشلة”.
ولفت الى أن “اليمن عند نقطة الانهيار حيث يوجد 10 ملايين شخص على حافة المجاعة. هناك ما يصل إلى 100 ضحية مدنية في الأسبوع، ومن المرجح أن يُقتل اليمنيون في منازلهم أكثر من أي مكان آخر”.
وهذا الفيتو هو الثاني في فترة رئاسة ترامب، اذ سبق أن نقض قرارا للكونغرس يهدف إلى الغاء حالة الطوارئ الوطنية التي أعلنها من أجل تأمين المزيد من التمويل للجدار الذي يريد ان يبنيه بين الولايات المتحدة والمكسيك.
وشدد ترامب أن الدعم الأميركي للتحالف في اليمن ضروري لاسباب عدة أولها وأهمها كما قال “حماية أمن أكثر من 80 ألف أميركي يعيشون في بعض دول التحالف التي كانت عرضة لهجمات الحوثيين من اليمن”، في اشارة الى المتمردين الذين تدعمهم ايران في هذا البلد.
وقال الرئيس ايضا إن القرار “يؤذي السياسة الخارجية للولايات المتحدة” و”علاقاتنا الثنائية”.
-جرائم حرب
واعتبر ترامب ان قرار الكونغرس “يؤثر سلبا على جهودنا المستمرة لمنع الاصابات بين المدنيين، ومنع انتشار التنظيمات الارهابية مثل القاعدة في شبه جزيرة العرب وتنظيم الدولة الاسلامية، ويشجع نشاطات ايران الخبيثة في اليمن”.
والقرار الذي أقره مجلس النواب في وقت سابق هذا الشهر ومجلس الشيوخ في آذار/مارس يعد تاريخيا، اذ انها هذه هي المرة الأولى التي يصل فيها الى مكتب الرئيس قرار يستند الى قانون “قوى الحرب” لعام 1973 الذي يمنح الكونغرس حق سحب القوات العسكرية اذا لم يكن نشرها قد تم بتفويض منه.
ويقول الديموقراطيون إن الانخراط في النزاع اليمني من خلال المعلومات الاستخبارية والدعم اللوجستي وبيع الاسلحة وتزويد الطائرات بالوقود في الجو، الذي تم وقفه سابقا، هو عمل غير دستوري من دون موافقة الكونغرس.
ويحذر المنتقدون للتدخل العسكري من ان القوات السعودية تستخدم على الارجح الأسلحة الاميركية لارتكاب فظائع في الحرب المستمرة منذ أربع سنوات.
ومن جهتها اشادت الإمارات الأربعاء بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب استخدام حق النقض “الفيتو” ضد قرار للكونغرس يطالبه بوقف الدعم الأميركي للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، مؤكدة أنه “يأتي في الوقت المناسب”.
والإمارات شريكة في التحالف العسكري بقيادة السعودية.
وكتب وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في تغريدة على حسابه على تويتر باللغة الإنكليزية أن “تأكيد الرئيس ترامب على دعمه للتحالف العربي في اليمن إشارة إيجابية”.
وأضاف “قرار الرئيس ترامب المهم يأتي في الوقت المناسب واستراتيجي”.
وبحسب قرقاش فإن “التحالف يواصل العمل من دون انقطاع لدعم السلام” مؤكدا “التزام التحالف بالأبعاد الإنسانية والسياسية تجاه أزمة اليمن لا يتزعزع”.
وهي المرة الثانية التي يلجأ فيها الرئيس الأميركي الى هذه الصلاحية منذ تسلمه منصبه.
وقال محمد البخيتي، قيادي لدى جماعة انصار الله الحوثيين في اليمن اليوم الأربعاء إن اعضاء الكونجرس الأمريكي كانوا على دراية أن الرئيس الامريكي دونالد ترامب سيستخدم قرار حق النقض الرئاسي لقرار إنهاء مشاركة أمريكا في الحرب على اليمن “وإلا لما حصل القرار على موافقة الاغلبية”.
وأضاف البخيتي ، في تصريح لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ)، “قرار الكونجرس الأمريكي بوقف مشاركة أمريكا في العدوان (التحالف العربي) على اليمن هو من باب تبادل الأدوار بين صناع القرار ، ولولا أن أعضاء مجلسي الكونجرس كانوا مطمئنين لفيتو ترامب لما حصل القرار على موافقة الغالبية”.
وأشار البخيتي إلى أن “الهدف من قرار الكونجرس هو “تحسين صورة أمريكا من جانب وزيادة قدرة ترامب على ابتزاز السعودية والإمارات مالياً وسياسياً من جانب آخر”.
وأضاف :”لو كانت المؤسسة السياسية الأمريكية صادقة لأرغمت ترامب على وقف المشاركة في العدوان على اليمن كما سبق وأرغمته على وقف سحب القوات الأمريكية من سورية والتي كانت عبارة عن تبادل أدوار أيضا لابتزاز الدول العربية الغنية”.
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 23-إبريل-2024 الساعة: 08:28 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.alealamy.net/news-77930.htm