- الزُبيدي يهاجم حكومة هادي ويتهمها باعاقة الخدمات في المحافظة واستخدمها في الصراع ويكشف جانبا من الصراع بين فصيلي الامارات والسعودية

الاثنين, 24-إبريل-2017 - 10:42:52
الإعلام التقدمي -


كشف محافظ عدن، عيدروس الزُبيدي، عن خلافات بين السلطة المحلية و حكومة هادي، فيما يتعلق بالجانب الخدمي في المدينة.

يأتي ذلك في ظل استمرار الصراع بين أطراف المعسكر المحلي الموالي للتحالف السعودي، و التي وصلت خلافاتها حد المواجهة المسلحة في محيط مطار عدن في العاشر من فبرائر/شباط الماضي.

و في بيان وزعه الزبيدي على وسائل الاعلام، عقب مؤتمر صحفي عقده في عدن، الأحد 23 ابريل/نيسان 2017، بشأن أزمة الكهرباء و المياه في المحافظة، أكد فيه أن أزمة التيار الكهربائي و التردي الخدمي، لم يعد امرا عابرا يجوز معه الصمت.

و تفيد تقارير صحفية أن الخدمات المحلية في عدن كالكهرباء و المياه و المجاري و المشتقات النفطية، باتت تستخدم ضمن الصراع بين الموالين للسعودية و الامارات.

و قال الزُبيدي: نحن في السلطة لا نقف امامكم اليوم بغرض التبرير او التنصل من المسؤولية.

و أضاف: بل نقف امامكم لوضع النقاط على الحروف و مكاشفة ابناء شعبنا بتفاصيل و خلفيات ما يعانونه من أزمات بنيوية او مفتعلة تغذيها بعض القوى السياسية المؤثرة على مراكز القرار في الحكومة و ما اتصل بها من شبكات الفساد.

و تابع: هذه المكاشفة و بقدر ما يحتاجها الرأي العام، فأننا في السلطة المحلية سنكون بأمس الحاجة اليها لما سيترتب عليها من قرارات حاسمة تخفف اعباء الحر الجاثم على انفاس سكان عدن الصابرين.

و تخرج محطات توليد الكهرباء عن الخدمة باستمرار، و ستزداد الانقطاعات الكهربائية مع قدوم الصيف، خاصة في ظل أزمات المشتقات النفطية التي تحصل في المحافظة، منذ سيطرة حكومة هادي على المحافظة و حافظات مجاورة في يوليو/تموز 2015.

و لفت الزُبيدي إلى أن ما لحق بالبنية التحتية من دمار انعكس على انتاجية محطات توليد الطاقة الكهربائية، مشيرا إلى أن حجم الاضرار الناجمة عن الحرب اكبر من قدرات و صلاحيات السلطة المحلية منفردة.

و قال الزُبيدي: كنا وما زلنا نتأمل خيرا في حكومة الدكتور احمد عبيد بن دغر بأن تكون صاحبة الحل.

و أضاف: ناشدناها مرارا كي تضطلع بمهامها الطبيعية في اطار جهد تكاملي يحسن من انتاجية المحطات التوليدية بما يعيدها الى مستواها السابق كحد ادنى، لكن وعود الحل ماتزال حبرا على ورق.

و كشف أن اطراف بعينها قررت خلط الاوراق و استغلال معاناة الشعب المتزايدة مع دخول الصيف, بغرض إستنزاف ما سماها “شرعية” السلطة المحلية و تقويض ما حققته من انجاز أمني، و ما مثلته من وفاق اجتماعي.

و يتعرض الزُبيدي لحملة انتقادات واسعة من قبل فصيلي الاصلاح و هادي، تتهمه بالفشل في ادارة الملف الخدمي، و عدم تحقيق انجاز ملموس في الملف الأمني، وصل حد سحب قوات الحزام الأمني الموالية للامارات من مديرية خور مكسر و تسليمها لقوات الأمن الخاص الموالية لـ”هادي”.

و أكد الزُبيدي أن مصلحة المواطن اكبر واقدس من ان تصبح اداة للابتزاز السياسي.

و اتهم بعض الاطراف بتعطيل سير عملية البناء و النهوض في مختلف المؤسسات، لترمي بمسؤولية الفشل كاملة على عاتق قيادة المحافظة، في اشارة لفصيلي الاصلاح و هادي المواليين للسعودية.

و قال الزُبيدي: نقف اليوم امام جميع العدنيين ونقول بأننا سوف نتحمل كامل هذه المسؤولية دون تردد.

و أضاف: رهاننا في ذلك على الله ثم على شعبنا الجنوبي العظيم وشعبنا في عدن، و مقاومتنا الجنوبية الباسلة.

و تابع: نضع الرهان في الجانب العملي الملموس على دعم “هادي” الذي اكد مراراً وتكراراً طوى صفحة المركزية بكل عيوبها و ما صاحبها من فساد و استبداد، في اشارة واضحة لدعمه لخيار الاقلمة، على غرار ما ذهب اليه محافظ حضرموت، أحمد بن بريك، الموالي للامارات.

و تتوقع تقارير صحفية حصول صدام بين فصائل المقاومة في عدن، على خلفية الاحتقانات المستمرة و المتصاعدة بين الفصلين المواليين للامارات و السعودية.

و اطلق الزُبيدي نداء استغاثة عاجل إلى دول التحالف السعودي، و في مقدمتها السعودية و الامارات. و ذلك لانقاذ عدن و أهلها و ما جاورها من ويلات الحر في الصيف القادم الذي يقف على الابواب.

و طالب بتقديم الدعم المباشر لقطاع الكهرباء و المياه و الصرف الصحي، عبر السلطة المحلية مباشرة، كي تستطيع ان تضع الحلول السريعة، و تعزز من حالة الامن و الاستقرار، بتوفير ادنى سبل العيش للمواطنين.

و في ذلك اشارة إلى حجم الصراع مع حكومة هادي، التي غادرت المحافظة قبل أيام إلى العاصمة السعودية، الرياض، اثر خلافات مع السلطة المحلية.

و أكد الزبيدي أن السلطة المحلية سوف تتخذ كل الاجراءات التي تنهي هذه الازمة المستفحلة.

و طالب بتحييد كهرباء عدن عن بقية الملفات الحكومية الاخرى، حتى تباشر السلطة المحلية بترميمها و الاشراف المباشر على تشغيلها.

و هو ما يؤشر إلى أن الكهرباء باتت تستخدم في الصراع بين الفصيلين المواليين للامارات و السعودية، و التي انعكست سلبا على المواطنين.

و اعتبر الزبيدي أن تحييد الكهرباء لن تقابل بكثير من الترحيب، مشيرا أن ما سماها “مراكز النفوذ القديمة” ستسعى لاحباطها. غير أنه استدرك بالقول: لكني اراهن على ما سيتولد من وعي جمعي و ضغط شعبي بعد هذه المكاشفة.

و ذلك مؤشر على حجم الصراع الذي بات يستخدم الخدمات لافشال الخصوم، عبر اختلاق الأزمات المتتالية.

و شدد الزبيد على أنه و السلطة المحلية لن يقفوا مكتوفي الايدي امام معاناة المواطنين في عدن. مؤكدا أنهم سيتخذون كل ما بأيديهم من تدابير.

و قال متوعدا: كما رفضنا تحويل عدن الى إماره ارهابية، لن نسمح بجعلها قرية نائية.

و هو ما عده مراقبون رسالة لخصوم فصيله بأنهم لن يستسلموا، ما يعني احتدام الصراع في الأيام المقبلة بين الفصيلين.

و أوضح الزبيدي أنه وجب عليه توضيح ما عاناه التحالف السعودي من استنزاف من قبل مراكز الفساد القديمة التي عملت على التفرد بالدعم المادي بحجة سيادة المؤسسات.

و اتهم تلك القوى بتبديد دعم التحالف، الذي قال انه انتهى في نهاية المطاف في اروقة تلك القوى التي وصفها بـ”المشبوهة” دون اي فائدة.

و أشار إلى أن ذلك تسبب في تجميد دعم التحالف لقطاعات كبيرة اهمها قطاع الكهرباء، بعد ان فقدت دول التحالف ثقتها بالكثير من الوزارات الحكومية.

و في ذلك اتهام صريح لحكومة هادي بالفساد، و تهديد ضمني بكشف ملفات فساد في هذا الجانب.

و أكد الزبيدي أن السلطة المحلية تعاني من مشاكل طارئة، يتطلب منها قرارات شجاعة و فاعلة.

و قال: مثلما لم نتردد في تحمل المسؤولية, لن نتردد اليوم في انتزاع الصلاحيات الكفيلة بمعالجة هذا الوضع.

و أوضح أنه تبين استحالة بلورة اي آلية تعاونية مع الحكومة فيما يخص مشكلة الكهرباء، و التي تبين أنها مربوطة بمصالح قوى بعينها.

و اتهم تلك القوى باستغلال أزمة الخدمات كسلاح لتعذيب المواطنين و اثارة الرأي العام ضد السلطات المحلية.

و حذر من عاصفة غضب سيدفع ثمنها الجميع و سيتم خسارة كل ما انجز على مختلف المستويات. مشيرا إلى أن ذلك ما لا يريده، و أن ذلك ما تسعى إليه بعض القوى المحسوبة على (الشرعية).

و يتضح من بيان الزُبيدي أن الصراع بدأ يستفحل بين الموالين للتحالف السعودي، و بدأ يطفح بقوة على السطح، خاصة و أن فصيلي هادي و علي محسن بدأ يوطدا من تواجدهما في محافظة عدن، التي كانت تحت الادارة الاماراتية، الذي يعد الزُبيدي محسوبا عليها.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 01-مايو-2024 الساعة: 02:34 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.alealamy.net/news-75282.htm