آخر الأخبار
 - "الدفتيريا.. وباء ينضم إلى الكوليرا في محافظة إب

الثلاثاء, 07-نوفمبر-2017 - 12:28:31
الاعلام التقدمي- -

في الوقت الذي تعاني بلادنا من أسوأ انتشار لوباء الكوليرا عرفه التاريخ الحديث، والذي أودى بحياة 2200 شخص وإصابة أكثر من 900 ألف من جميع الفئات العمرية في مختلف محافظات الجمهورية عدا محافظة أرخبيل سقطرى خلال بضعة أشهر، بحسب آخر إحصائية لوزارة الصحة العامة والسكان ومنظمات إنسانية ودولية، حتى ظهر وباء قاتل جديد يسمى "الدفتيريا" أو "الخناق" مسجلاً حتى اللحظة 12 حالة وفاة و93 حالة إصابة في مديريات السدة ويريم وريف إب وبواقع: 9 حالات وفاة و53 حالة إصابة في عزلة بيت حلبوب مديرية السدة و3 حالات وفاة و24 حالات إصابة في عزلة بني منبة بمديرية يريم وحالة وفاة في مديرية ريف إب.

وأوضحت مصادر طبية في السدة لـ(الأسرة والمجتمع) أن عدد حالات الوفاة كان لا يتعدى حالتين هما الطالبان (أسامة زيد، وزميله خالد محمد الغراسي)، إلا أن تأخر وصول فرق الاستجابة السريعة لتقديم المصل للمرضى فاقم عدد حالات الوفاة لتصل إلى 12 حالة، و93 إصابة شملت السدة ويريم وريف إب.

فيما أكد تقرير ميداني أعده فريق من مكتب الصحة والسكان في محافظة إب أن انتشار الوباء في مديرية السدة بدأ بإصابة شخص يدعى "مراد قايد الفقيه" وقد انتشر نتيجة اللقاءات الاجتماعية والمناسبات والاختلاط في الأعراس بتاريخ 10 – 9 – 2017 وقد تمكن الوباء من الانتشار بشكل كثيف نتيجة دخول فصل الشتاء الذي تظهر فيه أعراض البرد والتهابات الجهاز العلوي التنفسي.

وبين التقرير أن الفرق الطبية تمكنت من معاينة 120 حالة من الحالات التي تعاني التهابات الحلق وتم إعطاؤها الأدوية المناسبة، مشيراً أنه لا تزال 5 حالات لديها آثار متبقية من الأغشية المخاطية.

وتأتي استجابة وزارة الصحة بعد المناشدات المتكررة للمواطنين في مديرية السدة لإنقاذهم من وباء (الدفتيريا) الذي ينتشر في مديريتهم، فضلاً عن تقييم مكتب الصحة في المحافظة للوضع بأنه (خطير)..

ونفذ وزير الصحة العامة والسكان الدكتور محمد سالم بن حفيظ بنفسه نزولاً ميدانياً إلى المناطق الموبوءة في محافظة إب مع فريقين من الاستجابة السريعة المركزية والمختصين في البرامج التابعة لها، كما تم تكليف فريق من المختصين في برامج التحصين والترصد الوبائي والتثقيف الصحي وصحة الطفل بتدشين حملة تحصين في مديريتي السدة ويريم اللتين ظهر فيهما الوباء.

وقدم فريق الاستجابة السريعة والفريق المركزي لمختصي البرامج التابعة للوزارة المكلفين بالنزول للمديريتين شرحا مفصلا حول الحالات المصابة بداء (الدفتيريا) والنتائج الأولية للمرض وبينوا أن المصابين هم من الشرائح التي لم يتم تطعيمها أو تستكمل جرعات اللقاح الروتينية ضد أمراض الطفولة القاتلة والتي تتراوح أعمارهم بين 10- 20 عاماً.

@العدوان السبب

من جانبه أكد محافظ محافظة إب عبدالواحد محمد صلاح لـ(الأسرة والمجتمع) أن الأوبئة والأمراض التي انتشرت مؤخرا في بلادنا عموما وفي محافظة إب خصوصا هي ناتجة عن استمرار العدوان السعودي على اليمن ومنع الدواء من الوصول إلى المصابين، مبينا أن معاناة المصابين تزداد يوما بعد آخر في الوقت الذي يعجز الكثير منهم عن الحصول على الدواء لعدم وجوده أو تأخر وصوله، بسبب منع دول العدوان لدخول أي سلعة إلى بلادنا.

وأوضح صلاح أن وزارة الصحة والسلطة المحلية في المحافظة والجهات المعنية يعملون بوتيرة عالية لحصر وباء الدفتيريا في المديريات التي ظهر فيها مؤخراً والتخلص منه من خلال توفير الأمصال واللقاحات اللازمة، داعيا في ذات السياق إلى التعاون لمكافحة الوباء والتخلص منه بشكل كلي ونهائي.

وناشد المحافظ صلاح المنظمات الدولية الإنسانية والصحية والجهات المانحة بالمساهمة في تغطية الحملة وتوفير جرعات التحصين الخاصة بالحملة والتقصي عن حالات مشتبهة بالمرض في المحافظة ومختلف محافظات الجمهورية.
ويعد القطاع الصحي في بلادنا من أكثر القطاعات التي تعرضت لأضرار مباشرة وغير مباشرة جراء العدوان السعودي والحصار المتواصل، حيث قدرت التكاليف الأولية لاحتياجات إعادة الإعمار في قطاع الصحة بحوالي 2.266 مليار دولار.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن الدمار، مع غياب الكهرباء ونقص الأدوية والتجهيزات الطبية، وغياب نفقات التشغيل وتوقف مرتبات 52.723 عامل صحي خلال الشهور الماضية أثر بحدة على استمرارية الخدمات الصحية، وتشير المنظمة إلى أن تقييم خارطة الخدمات الصحية المنفذ خلال مارس- يونيو 2016 في 16 من أصل 22 محافظة يمنية، أن النظام الصحي يعمل بأقل من نصف طاقته.

@مؤشر خطير

وكان وزير الصحة الدكتور محمد سالم بن حفيظ وصف انتشار حالات الدفتيريا بالمؤشر الخطير على ظهور وتفشي الأوبئة التي كان بعضها بسبب موجات التشكيك والترويج المضلل من قبل البعض ضد الحملات الوطنية للتحصين، لافتا إلى أن كل دول العالم بما فيها الصين والهند وإيران وباكستان وكل دول أفريقيا وأوربا تعتمد البرامج الوقائية وخاصة التحصين الموسع للأطفال مادون الخامسة.

@انعدام اللقاح

وعن مدى توافر لقاح الدفتيريا أوضح نائب مدير مكتب الصحة والسكان مدير إدارة الطوارئ في محافظة إب بكيل الجحافي لـ(الأسرة والمجتمع) أن لقاح الدفتيريا لا يزال منعدم في بلادنا في الوقت الذي لن يكون بمقدور وزارة الصحة والسكان توفيره أو استيراده من الخارج إلا عن طريق المنظمات الصحية العالمية، مبينا عدم وجود أيضا اللقاح الخماسي الذي يمنع الأطفال من الإصابة بهذا الداء.

@إهمال الآب للقاحات

وبين الجحافي أن ما يجري في مديرية السدة من انتشار لمرض الدفتيريا بهذا الشكل المخيف هو بسبب سماع أولياء الأمور الشائعات الكاذبة بخصوص اللقاحات والتحصينات التي تقوم بها مكاتب الصحة والوزارة وعدم تلقيح أطفالهم بتلك الجرع حيث تبين أن نسبة من تم تلقيحهم لا يتجاوز نسبة 31 % في هذه المديرية، وهو الأمر الذي يفقد الكثير من أطفالهم المناعة وبالتالي يصبحون فريسة سهلة للأمراض المعدية.

وهو ما أكده في الوقت ذاته مدير المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي عبدالسلام سلام أن هناك حملة توعوية وتثقيفية تشمل كافة الأهالي والأسر في المديريتين وتوزيع منشورات توعية بأهمية التحصين واللقاحات الروتينية ضد أمراض الطفولة القاتلة.

@جهوزية المستشفيات لاستقبال الحالات

وعن مدى جهوزية المستشفيات لاستقبال الحالات المصابة بوباء الدفتيريا أكد الدكتور محمد الصوفي نائب مستشفى الأمومة والطفولة بمدينة إب أن المستشفى جاهز لاستقبال الحالات المصابة، كون المستشفى خاص بالأمهات والأطفال وهي الشريحة الأكثر تعرضا للأوبئة الفتاكة سيما وباء الدفتيريا، مبينا أنه لم تصل حتى الآن أي حالة إلى المستشفى.

وبين الصوفي أن الوباء لا يزال محصورا في مديريات السدة ويريم وريف إب وفي حال تفشى الداء في مديريات أخرى فإنه لا يوجد شك بأن الحالات المصابة سوف تصل إلى مستشفى الأمومة والطفولة وسيكون الأطباء والطواقم الإسعافية باستقبالها بهدف معالجتها.

و"ديفتريا" هو مرض معدٍ ويعرف محليا باسم الخناق، وهو التهاب حاد معدٍ يصيب الجهاز التنفسي ويؤدي إلى تضرر البلعوم، والأنف، وأحياناً القصبة الهوائية، أما السم المفرز من بكتيريا المرض فيؤثر على الأعصاب الطرفية، وعضلة القلب، والأنسجة الأخرى.

وكانت بلادنا تخلصت منه قبل ثلاثين عاماً.
ويشير الأطباء إلى أن المرض يصيب الإنسان مرة واحدة فقط طوال عمره، وتظهر أعراضه بعد أربعة أيام من وصول الجراثيم إلى جسم الشخص المصاب، لتنتقل العدوى عن طريق الرذاذ والذي يتطاير في الهواء أثناء حدوث الكحة والرطوبة والعطس, وكذلك تنتقل العدوى عن طريق ملامسة إفرازات المريض من الأنف والبلعوم, وملامسة السوائل التي تخرج من القرح عند حدوث عدوى للجلد, وقلما يصاب شخص الدفتيريا عند استعمال أدوات مثل الأطباق أو مقابض الأبواب وغيرها من الأشياء, وتساعد عوامل - مثل الازدحام, والضعف poor health, والحياة الأقل من المستوى substandard living conditions- على انتشار المرض.

@الاعتلالات التي قد يسببها مرض الدفتيريا

يسبب الإفراز الميكروبي شديد السمية التهاب عضلة القلب myocarditis، ونخر الأنابيب البولية renal tubular necrosis ، ونزع غشاء النخاعين (الميلين) toxin demyelination بالجهاز العصبي المركزي .

@أعراض الدفتيريا

تبدأ أعراض الدفتيريا بصورة حادة، وتتطور سريعا كعدوى بالجزء العلوي من الجهاز التنفسي upper respiratory tract illness .
يحدث سعال وارتفاع بسيط بالحرارة low-grade fever .
يشعر المريض بالإعياء malaise .
وجود رائحة كريهة بالفم halitosis
يكون الصوت أجش أو يشبه صوت الحصان Hoarseness
صعوبة البلع dysphagia
حدوث إفراز من الأنف .
سرعة ضربات القلب، وإحساس بالغثيان، كما يحدث قيء وارتعاش chills ، وصداع بالرأس.
انتفاخ بالغدد الليمفاوية الموجودة بالرقبة مما يسبب تضيق بالمسالك التنفسية, وصعوبة في التنفس, ومما قد يجعل المريض يحتفظ بوضع رقبته ممدودة للخلف.

@الوقاية من الدفتيريا

تتم من خلال تطعيم الأطفال, والذي يكون في العادة بإعطاء الطعم الثلاثي (الدفتيريا والسعال الديكي والتيتانوس DPT (، وهذه التطعيمات تعطى ضمن التطعيمات الإجبارية, وحسب جدول التطعيمات للأطفال بداية من 2– 4 شهور من عمر الطفل, بين كل جرعة والجرعة التي تليها شهران, ومن الممكن أن تعطى جرعة منشطة بعد ذلك بحوالي سنة, كما ينصح أن تعطى جرعات منشطة بعد ذلك على مدى عشر سنوات على شكل الطعم الثنائي (الدفتيريا والتيتانوس)DT.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)