آخر الأخبار
 - لماذا تمّ العدوان الأخير خلال زيارة بوتين لطهران؟ الجنرال عميدرور: على إسرائيل وضع خطوطٍ حمراء جديدةٍ في الشمال واستخدام قوّتها حتى وإنْ كلّف الأمر حربًا ضدّ إيران

الأحد, 05-نوفمبر-2017 - 13:13:30
الإعلام التقدمي- متابعات -



زعم الجنرال في الاحتياط، يعقوف عميدرور، الذي شغل في السابق منصب رئيس مجلس الأمن القوميّ في الدولة العبريّة، زعم في حديثٍ مع صحيفة (هآرتس) العبريّة، أنّ إسرائيل اتخذت قرارًا واعيًا بعدم الانجرار إلى الحرب الأهلية في سوريّة، على حدّ تعبيره، مُتناسيًا عن سبق الإصرار والترّصد، على سبيل الذكر لا الحصر، المُساعدات التي قدّمتها وما زالت تُقدّمها تل أبيب لعلاج جرى التنظيمات المُسلحّة في المُستشفيات الإسرائيليّة، والذين فاق عددهم بضعة آلاف.

لكنْ، استدرك عميدرور قائلاً إنّه الآن بعد أنْ استعاد نظام الرئيس السوريّ، د. بشّار الأسد استقراره تبلور واقعًا جديدًا، وبالتالي، أضاف يتحتّم على إسرائيل حاليًا أنْ تقوم وبشكلٍ دقيقٍ بتحديد ما هي خطوطها الحمراء، وأنْ تكون مستعدّة لاستخدام القوّة مباشرة ضدّ مَنْ يتجاوز الخطوط الحمراء، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ هذه الإستراتيجيّة الجديدة، برأيه، يجب أنْ تأخذ بعين الاعتبار تحمل مخاطر واعية، على حدّ تعبيره.

مُحلّل الشؤون العسكريّة في الصحيفة العبريّة، عاموس هارئيل، سأل الجنرال المُتقاعد: هل استخدام مثل هذه القوّة يمكن أنْ يؤدي إلى تدهور نحو مواجهةٍ عسكريّةٍ، فكان ردّ الجنرال عميدرور بالإيجاب، وأضاف قائلاً: لكن البديل هو السماح للإيرانيين ببناء قدرةٍ هجوميّةٍ سيستخدمونها ضدّ الدولة العبريّة من سورية عندما يرغبون، على حدّ قوله.

ولفتت الصحيفة العبريّة إلى أنّ الهجوم الأخير المنسوب لإسرائيل ضدّ أحد المواقع في سوريّة وقع في ختام الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لطهران، وكالعادة، طرح السؤال: ما قيمة التنسيق مع روسيا إذا كان الإيرانيون هم الشركاء الذين اختارتهم موسكو لنفسها.

الجنرال عميدرور، قال أيضًا للصحيفة العبريّة إنّه في يوم ما ستفتح الأرشيفات، سيكون بالإمكان رؤية ما فعله رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من أجل إقامة شبكة علاقات تسمح لإسرائيل بالعمل مع الروس في الشمال. لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ الحديث يدور عن عملٍ متروٍّ ومتّزنٍ، مع ذلك، أضاف عميدرور إنّه ليس واهمًا بأنّ الدولة العبريّة قادرة على إقناع الروس بتغيير نظرتهم إلى العالم، لكن في واقعٍ صعبٍ للغاية، شدّدّ الجنرال الإسرائيليّ، نجحت الدبلوماسيّة في تل أبيب في التأسيس لوضعٍ يستطيع فيه الروس فهم مصالح إسرائيل وحاجتها للتحرك في الشمال عندما تكون هذه المصالح مهدّدّةً، على حدّ تعبيره.

على صلةٍ بما سلف، جدّدّ وزير المخابرات والمواصلات الإسرائيليّ، وعضو مجلس الوزراء المصغر لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يسرائيل كاتس، تهديده بضرب شحنات الأسلحة الموجهة إلى حزب الله في لبنان.

وامتنع كاتس، في حديث أدلى به لإذاعة جيش الاحتلال (غالي تساهل)، عن التعليق على تقارير عن قيام طائراتٍ إسرائيليّةٍ بتوجيه ضربةٍ لهدف في سوريّة.

وقال: بالطبع لا أستطيع الحديث عن التقارير عن هجوم قوات الدفاع الإسرائيلية في سوريّة، لكن بغضّ النظر عن ذلك فموقف إسرائيل واضح: تهريب السلاح إلى حزب الله خط أحمر في نظرنا، على حدّ قوله.

وتابع قائلاً في معرض ردّه على سؤالٍ إنّ إسرائيل تحركت في الماضي وستتحرك في المستقبل لمنع تهريب السلاح إلى حزب الله وفقا لمعلومات المخابرات التي لديها. وأشار إلى أنّ “الخط الأحمر” عند إسرائيل يستهدف تهريب السلاح وكذلك تعزيز وضع إيران في سوريّة، موضحا أنّ الدولة العبريّة مستعدة للتحرك لردع أي خطوة تستهدف ردودنا.

وخلُص الوزير كاتس إلى القول: أعتقد أنّ الجانب الآخر يفهم ذلك بوضوح وما حدث في الماضي من أفعال أعلنا مسؤوليتنا عنها كانت أفعالاً تتفق مع هذه الخطوط، هذه الخطوط الحمراء.

واللافت في تصريحات الوزراء الإسرائيليين أنّهم يمتنعون، بأمرٍ من رئيس الحكومة نتنياهو، من التعقيب على توجيه الضربة لسوريّة، ومن المُرجّح أنْ يكون السبب في ذلك يعود إلى العلاقات الحساسّة والدقيقة بين تل أبيب وموسكو، والتي باعترافٍ رسميٍّ إسرائيليٍّ باتت اللاعب المركزيّ، الأساسيّ والمفصليّ في الشرق الأوسط بشكلٍ عامٍ، وفي سوريّة، بشكلٍ خاصٍّ.

إلى ذلك، أكّد الجنرال المتقاعد يسرائيل زيف، على أنّ موسكو تمتلك البطاقات المؤثرة في سوريّة، وهي بالتالي القوّة الوحيدة القادرة على كبح مخططات إيران، وتابع قائلاً إنّ الدولة العبريّة تعرف جيّدًا أنّ طرد طهران من سوريّة ليس خيارًا مطروحًا بالنسبة لموسكو على الإطلاق، ولكن الحدّ من نشاط إيران يخدم المصلحة الروسيّة، لأنّ هذا يسمح لبوتين بالحفاظ على ورقة نفوذٍ إضافيّةٍ أمام الولايات المتحدة ودول المنطقة.

بالإضافة إلى ذلك، أكّد زيف على أنّ ما وصفه بعدم الاستقرار في سوريّة يتطلّب من الجيش الإسرائيليّ الحفاظ على قوة الردع والبقاء في حالة تأهب، لأنّ أيّ فوضى تقتضي تدخل إسرائيل، لكنّه في الوقت عينه رأى أنّ  خطر التصعيد ليس مرتفعًا لأنّ الأطراف الفاعلة في سوريّة مستنفدة ونازفة تمامًا، وبالتالي، فإنّ فتح جبهة جديدة ضد إسرائيل لا تصُبّ في مصالحهم، وفق رأيه.


أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)