آخر الأخبار
 - و صمتت باسمة عن الكلام المباح

الثلاثاء, 10-أكتوبر-2017 - 10:03:37
الاعلام التقدمي-حنان حسين -
صمتت باسمة عن الأنين وتوقف الألم ... استشهدت هذه الجميلة دون أدنى ذنب ... "طيب لحظة اسمعي " هذه الجملة كررتها كثيراً وهي في أول غيبوبة لها كانت تقولها بخوف ووجع صوتها يتردد على مسامعي .
وعندما فاقت قلت لها سومة لماذا كنتي ترددي هذه الجملة قالت كنت متمسكة بالحياة لا أريد الموت وكنت اسمع الدكاترة يقولوا تحتاج زرع كبد وانا ياحنا اخاااااف 😞 .
لا تخافي يا حبيبتي لن تزرعي كبد بعد اليوم .
أتعلمين لماذا لأن الوقت مضى ونحن ننتظر أن توافق الأمم المتحدة وتقوم بمهامها الإنسانية بعد إغلاق مطار صنعاء ... ولكن كل باب كنا نطرقه يتم سده بدون ادنى تردد ..
لا تخافي أبداً أيتها الناعمة الهادئة لا ألم بعد اليوم ولا ذاك الأنين الذي يمزقني كل ليلة أعود إلى غرفتي مخنوقة عاجزة موجوعة احاول الهروب بأي طريقة ، تارة يغلبني اليأس وتارة يتغلب الأمل وتارة اموت بين حيرتي رغم أن جميع الأطباء اتفقوا ان حالتك صعبة جداً ...
كلما فقتي من غيبوبتك نتأمل وكلما عدتي جثم الحزن والقلق ...
عشرة أيام وأنتي تطالبي بالسفر لأنك شعرتي بأن لا فائدة من الإنتظار ... " سفروني حتى من عدن " انا هنا لا اتحسن ابداً أنا تعبانة ..
لهذا كان قرار السفر من عدن والمجازفة قرارك الأول والحاحكِ المتكرر لدرجة إضرابك عن الطعام والكلام وحتى فتح عينيك تعبيراً عن الغضب ..
وكان السفر ودعتها بقبلة أخيرة وأنا أهمس في أذنها سومة افتحي عيونك خلاص طلبك بيتحقق انتي مسافرة لازم تكوني قوية لازم تتحدي المرض باسمة هل تسمعيني وتكتفي بالأنين في اشارة بسماعي عزيزتي أنتي بخير ستصلي القاهرة وستكوني بخير وسأكون معك أنا ونظمية سنلحقك ونعمل رحلة الى شرم وننبسط بتسمعيني فتجيب اهـ ...!
تحملت السفر الى عدن ارتفعت حرارتها بشكل مخيف وصلت مستشفى البريهي في عدن وهي تئن بصوت عالٍ هاتهت زوجها وصوتها يخترق المكان ويدمي القلب والدم ينزف من انفها ... زوجها يتلوى وجعاً اختي حنان كيف اسفرها وهي بهذه الحالة باسمة تعبانة ... 😞
نقلت للطائرة في مطار عدن محمولة بالرافعة وما إن ادخلوها بوابة الطائرة وقفت برجلها ودخلت ... استغرب الجميع كيف استطاعت وفاقت ما إن وصلت البوابة ...! لكن لم أستغرب أنا لأني أعرف تماماً مدى إرادتك وإصرارك أن تكوني بخير ...!
ولكن الحالة متأخرة الحالة حرجة الكبد توقف وتفتت وشالله أن يتوقف قلبك اليوم .
ليرتاح قاتليك وليشربوا نخب ذنبك الذي سيظل معلق في رقابهم ...تواصلنا مع الجميع
حتى مع أفراد في حكومة الفنادق علهم يصنعوا شيء ويعطونا الإذن بالسفر عبر طائرة الأمم المتحدة ولا فائدة أيها الحقراء من أجل باسمة كنا على إستعداد أن نعمل أي شيء ولكن القتلة لا يرحمون ولا يسترجلون فهم أشباه رجال وعديمي الإنسانية .
باسمة الباسمة هل كنتي مصرة على السفر هروباً من الموت " مشتيش اموت" لم تموتي ياحبيبة بل قتلوكِ أنتي شهيدة إغلاق مطار صنعاء ياسومة .
أنتي شهيدة التغطرس والتكبر والظلم وشراء الذمم والأمم .
العالق في الذهن في هذا الليل الموحش الباكي الحزين أنتي بكل تفاصيلك بكل أنينك بكل نظراتك تلك وصراخك وتذمرك على مايحدث .
وداعاً : باسمة وداعاً ياوجع الروح وأنين النبض وداعاً أيها الهدوء والإنكسار والضعف
وداعاً يا إبتسامة الفرح .
لن اتصل لك في كل إجتماع لجمعية كنعان بعد اليوم .. لم نكمل بعد لائحة شبيبة حنبعل ... لم تكملي بعد رسالة الماجستير لا تزال أوراقك وكتبك تحترق شوقاً لك .
باسمة .
لن أجدك في نادي العروبة وشبيبة كنعان . تبقى 4شهور حتى ترين حفيدك البكر .
غريبة هناك دفنتي وكأنك ناقمة عاتبة على الجميع ...
بيتك الجميل حزيناً اليوم تحفك صديقاتك سيارتك المركونة بجانب المنزل فلذة كبدك هشام مذهولاً منهاراً ينكر موتك ولا يتقبل فكرة رحيلك ... ومرام المتأملة أنك ستكوني بألف خير زوجك المقهور المتلعثم إخوتك وأمك ونحن نواجه اليوم بمرارة خبر رحيلك ...
كانت شمس هذا اليوم كئيبة كان الهواء خانق و مزاجي متعكر كنت أشعر بأن ثمة شيء لكن لم أعرف أنه رحيلك ... باسمة ليتني لم أقترب منك ولم أعمق علاقتي بك ليتني احتفظت بالعلاقة الرسمية بيننا وكفى ... ليتني لم أحبك ولم أصادقك ... لو كنا غريبات أفضل .
لقد تركتي وجع بالقلب ياصديقتي عودي وسألبي كل دعواتك سأزورك واتناول الغداء معك ... عودي ولن يعبر يوم دون أن اراك أو أهاتفك ... عودي فقط ...
يا باسمة أي وجع هذا الذي بقلبي عليك أخبرتك قبل عشرة أيام أنني لم أكن أعلم أنني أحبك إلى هذا الحد ... وليتني لم أحبك الى هذا الحد .
ألم تقولي أن ثمة شبه بيننا الم تقولي أن عبد الرحمن الرميمة مرارً يظنك أنا ... فلماذا الأن تنفكين عني إذاً ...
لا تزال أخر عزومة مجمدة وعالقة حتى اجد متسع من الوقت بقى الوقت ولكن أنتي من رحل !
وداعاً : ياشهيدة إغلاق مطار صنعاء
وغفرانك لم نستطع التحليق بك فالحصار أطبق على فضاءاتنا وانعدمت إنسانيته .
الموجوعة الحزينة حنان حسين
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)