آخر الأخبار
 - حرب “اكتوبر 73″ تحرك الجمر تحت رماد العلاقات الاردنية السورية مجدداّ: بديل “بهجت سليمان” يصرح بعدم مشاركة عمان في الحرب والاخيرة ترد “سوريا افضل لو تعلّم دبلوماسيوها اغلاق افواههم”.. ومعبر نصيب “شعرة معاوية” للطرفين

الأحد, 08-أكتوبر-2017 - 10:39:36
الإعلام التقدمي -


ردّت الحكومة الأردنية بقسوة على تصريحات القائم بأعمال السفير السوري أيمن علوش، بعد ما اعتبرته تشكيكا من الاخير بمشاركتها في ما عرف بـ “حرب أوكتوبر” عام 1973 من القرن الماضي، مشيرة إلى أن “سوريا ستكون افضل حالاً لو تعلّم دبلوماسيوها اغلاق افواههم”.

وجاء الرد القاسي على لسان ما وصف بـ “مصادر حكومية”، لموقع القوات المسلحة الأردنية “هلا أخبار”، إذ نقل الموقع حرفيّا عن مصادره قولها ” ان من يُشكك بمواقف الأردن التاريخية ما هو إلا جاهل وأحمق”، في معرض تعليق على حديث منسوب لـ”علوش”.

وأكدت المصادر إنه يتم تحري دقة الحديث الصادر عن الدبلوماسي السوري، مبينةً أن الرد الدبلوماسي سيكون قاسياً إذا ثبت صحّة ما يتم تداوله على لسانه. واضافت المصادر حول الحديث المنسوب لعلوش عن موضوع أن فتح معبر نصيب – جابر هو رغبة أردنية بالقول  “غير دقيق هذا الأمر بل العكس هو الصحيح لأنها رغبة سورية أكثر منها رغبة أردنية”.

وكان القائم بالأعمال السوري شكك في حديث له مساء السبت خلال ندوة بالعاصمة عمّان بالمشاركة الاردنية في حرب 73 حيث أتى على ذكر سوريا ومصر دون الأردن، قبل أن يُنبهه في الأسئلة أحد الحضور بالدور الأردني ليقول إنه “لا يعرف عن المشاركة”، مُحيلاً السؤال لأحد الحاضرين.

واعترى الغضب وسائل التواصل الاجتماعي مجددا، بعد اعتبار علوش يشكك بالدور النضالي الاردني من جهة، وباعتباره يسير على خطى السفير السوري المطرود من عمان بهجت سليمان.

وقال علوش في الندوة ذاتها، أن لا رسائل رسمية وصلت سوريا حول تحسين العلاقات مع بلاده أو فتح المعبر معتقداً أن ما يتردد حول هذا الأمر يأتي في السياق الإعلامي فقط، لكنه عاد ليشير إلى وجود “جهات” لم يسمها ابلغتهم برغبة فتح المعبر، مضيفاً أن فتح المعبر سيتم “لكن تحت ادارة الجيش العربي السوري”.

وكان علوش صرّح لوكالة سبوتنيك الروسية الشهر الماضي أنه قام بتسليم الخارجية الأردنية أكثر من سبع مذكرات لفتح المعبر “نُعلم الجانب الأردني فيه رغبتنا بفتح معبر نصيب”.

وبحسب ما نقله موقع القوات المسلحة، فإن الغريب بتصريحات علوش انها تأتي وكأنه ليس فقط غير ملم بالتاريخ بل حتى غير متابع ولا مطلع لما أورده اليوم موقع وزارة الدفاع السورية على شبكة الانترنت تحت عنوان “حرب تشرين التحريرية 1973″ والذي تضمن الاستشهاد بالمشاركة الأردنية في الحرب من خلال اللواء 40 من القوات المسلحة الأردنية واللواء 92 وقيادة الفرقة الثالثة / مشاة أردنية.

وبعيداً عن تصريحات علوش وحرفيتها، الا ان الدولة السورية تبدو وكأنها حتى اللحظة لم تحسم موقفها من الأردن بعد، رغم تأكيد السوريين على أهمية معبر نصيب- جابر بالنسبة للطرفين.

ويستمر بعض رجالات النظام السوري في التصعيد بالمواقف فيما يتعلق باعادة التعاون والانفتاح بين عمان ودمشق، اذ طالبت عضو مجلس الشعب السوري الدكتورة أشواق عباس عبر تلفزيون اوروبي الاردن اولا بالاعتراف بأخطائه ليتم الصفح عنه واعادة العلاقات الى مجاريها، كما طالبته بالمزيد من اثبات صدق نيته تجاه الدولة السورية.

بالمقابل، يستمر الاردن بالهدوء ازاء التصعيد، ورغم قسوة التعبيرات التي نقلها الموقع التابع للجيش، الا انها بقيت في اطار المصادر، الامر الذي لن يعتبر تصريحا رسميا ولن يتم التعامل معه كتصعيد دبلوماسي.

بكل الاحوال، لا تبدو مغازلة عمان الخجولة لنظام دمشق عبر تسهيل مهمة الوفود القريبة من النظام او حتى تصريح وزير الاعلام الدكتور محمد المومني لبرنامج حواري على شاشة تلفزيون بلاده الرسمي عن علاقات ذات منحى ايجابي مع دمشق، كلها لا تبدو كإشارات كافية لاستئناف العلاقات بالنسبة للنظام السوري الذي يحمل في صدره ما يزيد على العتب للاردن.

من هنا يبدو ان اكثر ما يمكن ان يحصل على صعيد العلاقات الثنائية ان تتخلى عمان نهائيا عن محاولة للضغط للتفاوض بين النظام والمعارضة حول ادارة معبر نصيب، وان تترك المعارضة الجنوبية لتواجه مصيرها مع النظام للحفاظ على “شعرة معاوية”، الامر الذي قد يسهل اول “قطعة” في التعامل بين الجانبين المتمثلة بفتح المعبر وادارته من قبل النظام، ثم يتم الحديث حول اي “قطعة اخرى”، اما التعاون العميق والاستراتيجي، فالامر الواقع يفرض انه لن يكون بسهولة.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)