آخر الأخبار
 - "التايمز" الأمريكية: تجاهل الجانب الإنساني في اليمن سيعود سلباً على السعوديين والأمريكيين

الاثنين, 29-مايو-2017 - 10:00:31
الاعلام التقدمي- -
عندما أغلق الرئيس دونالد ترامب صفقة أسلحة بقيمة 110 مليارات دولار مع السعودية يوم السبت، صاح نوابه فرحا وابتهاجا. وقال مساعده غاري كوهن للصحفيين بعد ان أجروا محادثات مع المسؤولين السعوديين، إن "الصفقات تمثل الكثير من المال.. والدولارات الكبيرة".

وكانت عملية بيع الأسلحة هذه من أكبر عمليات البيع في التاريخ، وبلغ مجموعها ما يقرب من 110 بلايين دولار من الدبابات والمدفعية وأنظمة الرادار وناقلات الجنود المدرعة وطائرات الهليكوبتر من طراز بلاك هوك. وشملت الحزمة أيضا سفناً وزوارق دورية وصواريخ باتريوت وأنظمة دفاع صاروخية من طراز ثاد.
ومن المرجح ان يزج بجزء كبير من هذه المعدات العسكرية فى الحرب السعودية ضد جارتها اليمن حيث لقي اكثر من 10 الاف شخص مصرعهم خلال اكثر من عامين من الضربات الجوية المدمرة.

وهذا يضع الولايات المتحدة في موقف أخلاقي محفوف بالمخاطر، كما تقول جماعات حقوق الإنسان ومسؤولون أمريكيون سابقون. وقد استهدفت الحملة الجوية التي تقودها السعودية العديد من المدارس والمستشفيات والمصانع وغيرها من الأهداف المدنية، مما أدى إلى توثيق تلك الجرائم توثيقا جيدا من قبل منظمات حقوق الإنسان. كما دفعت الحرب الكثير من البلاد الى حافة المجاعة حيث يواجه اكثر من 17 مليون شخص المجاعة، وفقا لما ذكرته الامم المتحدة.

وقال روبرت جوردان السفير الأمريكي السابق لدى المملكة العربية السعودية الذي عينه جورج دبليو بوش "هناك جانب إنساني يتم تجاهله في اليمن، إن هذا الأمر سيعود بنتائج عكسية على السعوديين والأمريكيين ايضا، لأننا نحن من نوفر القنابل والرصاص".

وقال جوردان في مكالمة هاتفية مع صحيفة "التايمز": "هذه ليست جرائم حرب فحسب، بل هي وصمة عار على جبين السعوديين والأمريكيين لمواصلة سفك الدماء والهجمات العشوائية على السكان المدنيين".

وبعيدا عن واشنطن والتحقيق المتوسع في علاقات ترامب مع روسيا، فاجأ الرئيس صفقة الأسلحة كخطوة تعزز الأمن السعودي والاقتصاد الأمريكي. ولكن في هذه الحالة، تزيد الصفقة أيضا من تورط الولايات المتحدة في أزمة سياسية وإنسانية تهدد بالخروج عن نطاق السيطرة.

وفي إطار إدارة أوباما، دعمت الولايات المتحدة حملة القصف منذ البداية، بما في ذلك تزويد طائرات التحالف بالوقود. ومع تزايد عدد القتلى المدنيين، خفض أوباما الدعم في عام 2016، واوقف بيع القنابل العنقودية، واوقف أيضا نقل 400 مليون دولار من الصواريخ الموجهة بدقة، مشيرا إلى ما وصفه مسؤول أمريكي بالمشاكل "المنهجية" في كيفية اختيار الجيش السعودي أهدافه في اليمن. ومع ذلك، انتقد المدافعون عن حقوق الإنسان قرار أوباما بوقف تسليم بعض الأسلحة باعتباره بادرة غير كافية.

كما اشار ترامب الى الهجوم السعودي على اليمن في خطابه الذي وجهه الى رؤساء دول المنطقة في الرياض، واعتبره جهدا مهما لمكافحة الجماعات الارهابية. لكن المراقبين الدوليين يقولون إن الحرب خلقت فراغا في السلطة ازدهرت فيه الجماعات المتطرفة مثل داعش والقاعدة. وقال فرع منظمة العفو الدولية في الولايات المتحدة في بيان ان "هذه الصفقة، ستكون ذلك بمثابة إلقاء البنزين على النار من قبل الرئيس ترامب، وإغلاق باب الخروج".

كما أثارت صفقة الأسلحة مسائل قانونية. وفي تحليل قانوني أرسل إلى مجلس الشيوخ الأمريكي في 19 مايو / أيار، قال مركز حقوق الإنسان التابع لنقابة المحامين الأمريكيين إن استمرار مبيعات الأسلحة غير قانوني بموجب القوانين الأمريكية التي تحظر المبيعات للدول التي تنتهك القانون الدولي. وجاء في الرسالة التي اصدرها البروفيسور فاندربيلت والكولونيل المتقاعد الامريكي مايكل نيوتن ان "القوات المسلحة السعودية اعترفت بانتهاكات واضحة لحقوق الانسان".

كما فرض التحالف العسكري الذي تقوده السعودية حصارا جويا وبحريا على اليمن، وهو ما تقيده الامم المتحدة بانه احد اسباب الازمة الغذائية في البلاد.

المصدر: صحيفة "التايمز" الامريكية
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)