الإعلام التقدمي -
 وصف الرئيس الإيراني حسن روحاني فوزه الكبير بولاية رئاسية جديدة بأنه مؤشر على أن الإيرانيين يرغبون في مواصلة انفتاح بلادهم على العالم بعد عقود من العزلة.

وقال روحاني في أول خطاب له إلى الأمة اليوم السبت بعد أن تم إعلان فوزه أمس: “أنتم قلتم لا للذين يرغبون في الثبات بأماكنهم أو يرجعون إلى الوراء”.

وأضاف الرئيس الإصلاحي المعتدل الذي وصل إلى السلطة عام 2013 إن الناخبين أرسلوا رسالة مفادها أنهم يرغبون في “تغلب السلام على العنف والتوتر والتضامن والوحدة على الانقسام”.

وفاز روحاني بـ57 بالمئة من الاصوات، فيما حصل رئيسي على 38 بالمئة، طبقا لما أعلنته وزارة الداخلية، حيث أدلى 73 بالمئة من الناخبين، الذين يحق لهم التصويت، بأصواتهم في الانتخابات التي جرت أمس الجمعة.

ووصفت الانتخابات بأنها استفتاء بشأن جدول اعمال روحاني الاصلاحي الصديق للغرب، لاسيما اتفاقه النووي، الذي يتم الاشادة به منذ فترة طويلة مع ست قوى عالمية، ويحدد مراقبة دولية للبرنامج النووي الايراني، مقابل إنهاء عشر سنوات من العقوبات الاقتصادية.

تأتي الانتخابات في أعقاب حملة حامية الوطيس، اتهم فيها روحاني منافسه رئيسي بـ”استخدام الدين” لتحقيق اهداف سياسية.

وقال روحاني للناخبين إنهم يواجهون خيارا بين الحرية و”نساء ورجال تفصلهم الأسوار”.

واتهم رئيسي روحاني بالكذب وعدم الكفاءة، حيث حمله مسؤولية ارتفاع معدل البطالة في البلاد، قائلا إن الاتفاق النووي الايراني لم يحقق شيئا للبلاد.

وحصل المرشحان الاخران في السباق على أقل من 5 بالمئة من الاصوات.

وعلى صعيد ردود الفعل الدولية على فوز روحاني، هنأت فيدريكا موجيريني، المنسقة العليا لشؤون السياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي، والتي قامت بدور رائد في التفاوض بشأن الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015، روحاني بـ “هذا التفويض القوي”، في إشارة إلى فوزه بنسبة كبيرة من أصوات الناخبين.

ونشرت موجيريني تغريدة عبر تويتر قالت فيها إن الاتحاد الأوروبي مستعد للعمل مع إيران من أجل “ضمان” تنفيذ كامل للاتفاق.

ومن جانبه، قال وزير الخارجية الألماني زيجمار جابريل في بيان إن فوز روحاني “مؤشر على دعم شعبي واسع لمسار الانفتاح الاقتصادي والسياسي الذي اتخذته إيران منذ الاتفاق النووي. وإن ألمانيا كشريك مستعدة للدفع قدما بهذا المسار”.

وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن استعداد بلاده لمواصلة تعزيز علاقات الشراكة الروسية الإيرانية حول القضايا الثنائية والدولية.

ودعا وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى استخدام ولايته الرئاسية الجديدة في إنهاء “الأنشطة المزعزعة للاستقرار”.

وقال تيلرسون أثناء زيارته للسعودية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة تأمل في أن يعمل روحاني، الذي أعيد انتخابه أمس الجمعة، في ولايته الرئاسية الجديدة على تفكيك الشبكات الإرهابية “المدعومة من النظام الإيراني .. وإنهاء تجارب الصواريخ الباليستية واستعادة حقوق الإنسان للشعب الإيراني”.

وأضاف: “نأمل في أنه إذا كان روحاني يرغب في تغيير علاقة إيران مع بقية العالم فإن هذه الأشياء هي التي يمكن أن يفعلها”.

ومن جانبه، وصف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير خلال مؤتمر صحفي مشترك مع تيلرسون في الرياض، الانتخابات الإيرانية بأنها شأن داخلي وقال: “نرغب في أن نرى أفعالا وليس كلمات وسنواصل الحكم (على روحاني) بناء على أفعاله”.

كما أكد الرئيس السوري بشار الأسد في برقية تهنئة بعثها إلى روحاني اليوم السبت على “متابعة العمل والتعاون مع إيران لتعزيز أمن واستقرار البلدين والعالم”.