آخر الأخبار
 -  مفهوم التعصب الدينى : عدم الاكراه فى الدين

السبت, 28-يناير-2017 - 11:52:49
الإعلام التقدمي -


مفهوم التعصب الدينى : عدم الاكراه فى الدين
قال : كيف لمفكر مسلم ملتزم مثلك أن يكون له أصدقاء من زعماءالأقباط واليهود و الملحدين واللادينيين ؟
قلت : وما العيب فى ذلك ؟
قال : إنهم متعصبون .!
قلت :وما أدراك أنهم متعصبون ؟ إن بعضهم وقف الى جانبى وساعدنى فى مصر وفى أمريكا ..وأنا ممتنُّ لهم ، وفخور بصداقتهم .إضطهدنى شيوخ المحمديين فى مصر وأولئك وقفوا الى جانبى . ويقول جل وعلا (هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ (60) ) الرحمن ).!!
قال : ولكن بعضهم متعصبون ، خصوصا من زعماء الأقباط . واحدهم مشهور بتعصبه ، وهو صديق لك ، وقد رأيتك تخطب فى مظاهرة كان هو الذى نظمها أمام البيت الأبيض .
قلت : أنا خطبت مدافعا عن الأقباط يدفعنى الى ذلك حُبّى لدينى الاسلام ، وإنتمائى للمستضعفين فى كل مكان وفى مصر خصوصا ، وأنا أعتبر المستضعفين من الأقباط اهلى وعشيرتى ، وأفخر بتطوعى بالدفاع عنهم من عام 1977 حين كنت فى الأزهر وحتى الآن . ثم ان صديقى القبطى هذا لا أراه متعصبا . هو فقط يحب دينه جدا .
قال :لأنه يحب دينه جدا فهو متعصب .!
قلت :وأنا ايضا أحب دينى جدا . فهل أنا متعصب ؟
قال : لا أعرف
قلت : هذا الصديق القبطى قلت له مرة إننى أحترم حبه الزائد لدينه وتفرّغه للدفاع عن الأقباط .!
قال : إذن أنت لا تراه متعصبا .! أسألك عن مفهوم التعصب .
قلت :التعصب هو الإكراه فى الدين . طالما أن صديقى القبطى لا يقوم بإكراهى فى الدينى ولا يرغمنى على أن أكون قبطيا مثله فهو ليس متعصبا . وطالما أن صديقى اليهودى أو السُّنى أو الشيعى أو الصوفى أو الملحد لا يقوم بإكراهى فى الدين ولا يضطهدنى فليس متعصبا مهما بلغ حبُّه لدينه.
قال : تعنى ان للفرد أن يبالغ فى حُبّ دينه كيف يشاء ولا يكون متعصبا طالما لا يقوم بإكراه الآخرين فى الدين .؟
قلت :نعم
قال : ولكنهم يكرهون الاسلام ، خصوصا الأقباط . ومهما تقربوا اليك فلا جدال فى كراهيتهم لدينك الاسلام .!
قلت : الأقباط المصريون بالذات لم يعرفوا عن الاسلام إلا ما يناقض الاسلام ، وهو الغزو والاحتلال والسلب والنهب والاسترقاق والسبى منذ أن فتح عمرو بن العاص مصر . هم لا يعرفون ان عمرو بن العاص حين غزا مصر باسم الاسلام فقد كان عدوا للاسلام . ومن جاء بعده واليا على مصر أو حاكما لها كانوا أعدى أعداء الاسلام بما أجرموا وبما ظلموا . كلهم سار على نفس السُّنّة فى اضطهاد الأقباط أصحاب البلد ومعاملتهم اسوأ معاملة وفرض الجزية عليهم ظلما وعدوانا ، ويزعمون ان هذا هو الاسلام . خلال 14 قرنا لم يعرف الأقباط عن الاسلام ( دين السلام والعدل والرحمة والحرية )إلا هذه الصورة المقيتة التى طبّقها العرب وغيرهم الذين حكموا مصر من الخلفاء الراشدين الى الخلفاء العثمانيين . طيلة هذه القرون لم يعرفوا عن خاتم المرسلين الذى أرسله الله جل وعلا رحمة للعالمين إلا تلك الصورة التى زرعها الخلفاء من الراشدين الى العثمانيين ، ولم يعرفوا عن شريعة الاسلام القائمة على العدل والاحسان والتى تنهى عن الفحشاء والمنكر ووالبغى ( النحل 90 ) إلا شريعة الظلم والسرقة والسلب والنهب ، فهل تلومهم على هذا إذا كرهوا هذا الاسلام ؟ ثم فى النهاية تنتشر الوهابية فى مصر ويعود الإضطهاد للأقباط يهدم كنائسهم ويهتك حُرماتهم و يقتل الأبرياء منهم ، ويقول أولئك المجرمون أنها الشريعة الاسلامية ، والتى يطالبون بتطبيقها ، وهم يطبقونها بالحديد والنار إذا واتتهم الفرصة . فهل تلوم الأقباط على كراهيتهم لإسم الإسلام ، وهم لا يرون منه إلا هذا الظلم طيلة 14 قرنا ؟
قلت : هم فى الواقع هم وغيرهم من ضحايا الوهابية يكرهون تلك الصورة التى يقدم بها الوهابيون الاسلام وشريعته. وهؤلاء الوهابيون يُقال عنهم ( إسلاميون ) ويقال عن حركتهم ( الحركات الاسلامية ) ومشهور فى العالم أنهم الاسلاميون ، وحتى داعش ( الدولة الاسلامية فى العراق والشام )، وزعيمهم ( خليفة الاسلام ) يرفعون لواء الاسلام ، وكلما أرتكبوا جريمة قتل أو قطع رأس أو تفجير أو تدمير هتفوا ( الله أكبر ) كأنما يقيمون الصلاة . كل أولئك من داعش الى حماس الى الاخوان الى القاعدة الى السعودية رأس الأفعى ومحور الشّر يزعمون إنتماءهم الى الاسلام ، وبدعاية السعودية ونفوذها النفطى صدّق العالم أن هذا هو الاسلام وأن هؤلاء الارهابيين يمثلون الاسلام . ولهذا لا لوم على ضحايا الارهاب من الأقباط والأمريكيين والأوربيين حين يكرهون هذا الاسلام الذى سوّقه لهم الارهابيون الوهابيون وطبقوا شريعته بالحديد والنار. وعندما وقفنا ضد هذا ( الاسلام الوهابى ) نثبت عداءه وتناقضه مع الاسلام الحقيقى أصبح أولئك الضحايا أصدقاء لنا .
قال :نعود الى موضوعنا . تعنى أن المتطرفين الوهابيين هم المتعصبون لأنهم يقومون بالإكراه فى الدين ؟
قلت :نعم.
قال : وما هو دليلك ؟
قلت : شريعتهم فى حد الردة ، وفى فرض الجزية على ضحاياهم المسالمين المقهورين خلافا لشريعة الاسلام وفى تقسيم العالم الى معسكر السلام ومعسكر الحرب ، ألا ترى ما يحدث منهم فى معاملة غير المسلم فى مصر والعراق والسعودية ؟
قال : فعلا ، هذا واضح لدى الوهابيين
قلت :ولدى الشيعة أيضا . لا تنس أن الخومينى أصدر فتوى بقتل سلمان رشدى بسبب روايته ( آيات شيطانية ) .!
قال : ولكن الإكراه فى الدين عند الشيعة ليس بنفس القدر عند الوهابية .
قلت : يتوقف الأمر على الوضع السياسى . الشيعة فى قوتهم إضطهدوا السنيين فى العصر الفاطمى من حوالى ألف عام مضت . وهم الآن فى قوتهم فى ايران يضطهدون العرب السنيين فى عربستان جنوب ايران . والسنيون اضطهدوا الشيعة فى العراق والآن الشيعة فى العراق هم الحكام وهم ينتقمون من السنيين . هم معا يشتركون فى التعصب ، ولكن يمارسونه عندما يكونون أقوياء متحكمين .
قال : نعود الى اصدقائك ، وبغضّ النظر عما تقول فإن بعضهم يطعن فى القرآن مع معرفتهم أنك قرآنى . فكيف لا تعتبرهم متعصبين ضد الاسلام ؟
قلت : فى الشريعة الاسلامية الحقيقية تأكيد على الحرية المطلقة فى الدين . تشمل الحرية المطلقة فى الايمان والكفر والتنقل من دين الى دين ، والحرية المطلقة فى بناء دور العبادة وفى العبادة ، سواء عبادة الله جل وعلا وحده أو عبادة المسيح او محمد أو الحسين أو بوذا أو حتى الشيطان ، ثم حرية الدعوة الى أى دين ، وهذه الدعوة الى دين ما تعنى تكفير الدين الآخر والأديان الأخرى والمذاهب والطوائف الأخرى . لكل إنسان الحق فى الدعوة الى دينه وتسفيه الديانات الأخرى ، لا بأس بهذا طالما هى دعوة قولية متاحة للجميع على قدم المساواة دون تمييز لطرف على حساب الآخرين ودون إكراه فى الدين . ثم يوم القيامة سيحكم بيننا ربنا جل وعلا فيما نحن فيه مختلفون .
قال :تعنى أنه لا بأس بالاختلاف فى الدين وفى المذهب ، ولا بأس بالدعوة وبالتبشير بأى دين وبأى مذهب دينى بلا تدخل من السُّلطة مهما بلغ التكفير والتحقير للأديان الأخرى .. أى فى حرية كاملة للجميع بلا تفرقة ؟ المهم الّا يكون هناك إكراه فى الدين وأن يكونالدين شأن شخصى فرديى لا وصاية للمجتمع على أى فرد فيه ؟
قلت : بالضبط . هنا يُتاح لكل فرد أن يحب دينه ما شاء وأن يدعو لدينه كيف شاء ، ويظل الجميع أخوة وأخوات فى دين السلام . والاسلام فى السلوك هو السلام . ومن هنا يرتبط السلام أو ( الاسلام السلوكى ) بالحرية الدينية المطلقة ، وبهذا المفهوم فإن كل أصدقائى مسلمون ظاهريا وسلوكيا طالما هم ملتزمون بالسلام . هم أخوة لى طالما كانوا مسالمين لا فارق بين الأقباط والمسيحيين واليهود والملحدين واللادينيين والسنيين والشيعة والصوفية .
قال :فماذا إذا ألحدوا فى القرآن ؟ وبعضهم يلحد فعلا فى القرآن ؟
قلت : أكبر من ألحد فى القرآن هم أئمة المحمديين من السنيين والشيعة والصوفية . ألحدوا فى القرآن بإفتراء ما يسمى بالحديث والتفسير وعلوم القرآن والتصوف وما يعرف بالنسخ والذى يبطلون ويلغون شريعة القرآن بأحاديثهم وزعمهم أن سنتهم تنسخ أى تلغى شريعة القرآن . مع أن النسخ هو الكتابة والإثبات وليس الالغاء والإبطال كما أثبتنا فى بحث منشور هنا . إلحاد أئمة المحمديين فظيع ومؤلم وشنيع ، بدءا من الأئمة مالك والشافعى وابن حنبل والبخارى ومسلم والغزالى الشعرانى والكلينى ، مرورا بابن تيمية وابن القيم الجوزية وابن كثير وابن حجر العسقلانى ثم ابن عبد الوهاب وابن باز وابن عثيمين والشعراوى والقرضاوى ..الخ . إلحاد غير المحمديين لا يقاس يأئمة الضلال المقدسين لدى المحمديين . ومهما قال ملحدو الغرب والشرق فقليل من يسمع لهم . أما أئمة الالحاد والضلال من المحمديين فأتباعهم أكثر من بليون شخص .
قال : وماذا نفعل مع أولئك الذين يلحدون فى القرآن الكريم من المحمديين وغيرهم ؟
قلت : لا شىء . الذين يلحدون فى ذات الله جل وعلا واسمائه نحن مأمورون بالاعراض عما يفعلون ، قال جل وعلا ( وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180) الاعراف ). الذين يلحدون فى القرآن الكريم مرجعهم الى الله جل وعلا يوم القيامة . قال جل وعلا يحذرهم مقدما : (إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (40) فصلت ). قال لهم رب العزة (اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )
قال : هذه العظمة القرآنية مطلوب أن يتعرف عليها العالم كله حتى يتبين التناقض بين الاسلام الحقيقى وما يقوله وما يفعله المحمديون خصوصا الوهابيين .
قلت : هذا هو جهادنا السلمى فى تبرئة الاسلام من أوزار أولئك الملحدين المتعصبين الارهابيين . نرجو ان يقف معنا كل من يحب السلام والعدل والحرية الدينية .
قال : المؤسف أن يتم التعتيم عليكم فلا يسمع عنكم إلا قليلون ، بينما يحوز على الشهرة دٌعاة التعصب والإكراه فى الدين . الى متى يستمر هذا التعتيم ؟
قلت : نرجو أن يأتى سريعا الوقت الذى يتفهم فيه أولو الأمر دورنا الحيوى فى إصلاح المسلمين بالاسلام ومواجهة الارهابيين من داخل الاسلام.
قال : هذه قضية أخرى .!
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)