آخر الأخبار
 - العاهل المغربي يوجه خطابا من السينغال ويعتبر أن ذلك ليس مفاجئا وأن سياسة بلده تجاه هذه القارة لن تقتصر على وسط وغرب أفريقيا ويؤكد من جديد على “مغربية الصحراء” الغربية

الاثنين, 07-نوفمبر-2016 - 02:25:25
الإعلام التقدمي -

قال العاهل المغربي في خطابه بمناسبة ذكرى “المسيرة الخضراء” الذي ألقاه في سابقة من نوعها من خارج المغرب، ان اختياره القاء الخطاب من السينغال ليس مفاجئا باعتبارها كانت من ضمن المشاركين في المسيرة الى جانب دول افريقية وعربية أخرى، وكانت من ضمن المؤيدين لموقف المغرب تجاه قضية الصحراء، مذكرا بموقف الرئيس السابق للسينغال عبده ضيوف حين أعلن المغرب انسحابه من منظمة الوحدة الافريقية سنة 1984 حيث اعتبر أنه لا يمكن تصور هذه المنظمة من دون المغرب، مذكرا بالموقف المماثل لعدد من دول افريقية مثل الغابون وغينية والكونغو الديمقراطي (الزايير سابقا).

وأضاف أن اختياره السينغال لمكانتها المتميزة في أفريقيا، بفضل نموذجه الديمقراطي التاريخي واستقراره السياسي والاجتماعي وديناميته الاقتصادية، اضافة الى ما يجمع البلدين من علاقات الايخاء والتضامن التي تجمع عبر التريخ بين الشعبين.

وأضاف ان سياسة المغرب تجاه أفريقيا لن تقتصر فقط على أفريقيا الغربية والوسطى وانما هنالك حرص على أن يكون لها بعد قاري وأن تشمل كل القارة الأفريقية، مضيفا ان العلاقات مع القارة الشرقية لم تكن كافية بسبب اللغة والبعد الجغرافي، مؤكدا أن المغرب قرر مع قيادات هذه الدول اضفاء دينامية جديدة على العلاقات الاقتصادية والسياسية بين هذه البلدان بما تمثله هذه المنطقة من وزن سياسي، وما تتوفر عليه من طاقات اقتصادية ومؤهلات استراتيجية.

وأوضح أن بوادر الانفتاح على الفضاء الافريقي الهام بدأت تظهر من خلال زيارة بولكا غابي رئيس جمهورية رواندا في حزيران/ يونيو الماضي، كما مكنت زيارته لرواندا من ترسيخ هذا التوجه بوضع أسس شراكة واعدة في مختلف المجالات وجعلها محورا أساسيا لتطوير المغرب علاقاته مع هذه المنطقة.

وفيما يخص زيارته الاخيرة الى تنزانيا ضمن نفس الجولة الافريقية، قال أنها جاءت تقديرا لمكانتها الاقليميىة وحرصا على التنسيق معها في القضايا الاقليمية والدولية، مضيفا انه أجرى اتصالا مع السلطات بجمهورية أيتيوبيا لبدء المغرب مرحلة جديدة معها، موضحا أن ذلك يأتي في سياق رجوع المغرب الى الاتحاد الافريقي.

وأردف ان عودة المغرب للاتحاد الافريقي ليست قرارا تكتيكيا أو لحسابات ظرفية وانما هو قرار منطقي جاء بعد تفكير عميق، مضيفا بالقول ان المغرب لا يطلب الإذن من أحد لنيل حقه المشروع.

وأكد ان المغرب سيرجع الى مكانه الطبيعي كيف ما كان الحال وانه يتوفر على الأغلبية الساحقة لشغل مقعده داخل أسرة هذه المنظمة وان المغرب الذي لا يتدخل في السياسة الداخلية للدول لا ينهج سياسة التفرقة.

وعبر الملك عن أمله في أن تتعامل الاطراف الافريقية بالحمكة والمسئولية لتغليب وحدة القارة ومصلحة شعوبها، مضيفا ان قرار العودة هو تتويج للسياسة الافريقية وللعمل الميداني التضامني الذي تقوم به المغرب مع عدد من بلدان القارة للنهوض بالتنمية الاقتصادية والبشرية في سبيل خدمة المواطن الافريقي.

واعتبر ان رجوع المغرب من شأنه أن يتيح الانخراط في استراتيجيات التنمية القطاعية بافريقيا والمساهمة الفعالة بها واغنائها بالتجربة المتميزة التي راكمها المغرب في العديد من المجالات.

وتابع انه على مستوى الاشكالات الكبرى فان عودة المغرب الى هذا الاتحاد ستمكنه من اسماع صوت القارة في المحافل الدولية وستتيح له مواصلة وتعزيز انخراطه من أجل ايجاد حلول موضوعية لها تراعي مصالح الشعوب الافريقية وخصوصياتها.

وأمام ما تشهده القارة من تحديات أمنية تهم الاستقرار، قال الملك ان المغرب حريص على المساهمة في توطيد الأمن والاستقرار بمختلف المناطق التي تعرف التوتر والحروب والعمل على حل الخلافات بالطرق السلمية، مضيفا ان من شأن عودة المغرب الى هذه المنظمة ان تمكنه من تقوية انخراطه في الجهود القارية لمحاربة التطرف، لافتا الى ان المغرب سيواصل جهوده من اجل معالجة الاسباب الحقيقية لظاهرة الهجرة وربطها بالتنمية واعتماد مقاربة انسانية وتضامنية تحفظ حقوق المهاجرين وتصون كرامتهم.

ويخلد المغرب هذا العام الذكرى الحادية والأربعين للمسيرة التي أطلقها الحسن الثاني نحو اقليم الصحراء وشارك فيها نحو 350 ألف شخص، ويرفض المغرب حل الاستفتاء متشبثا بمقترح “الحكم الذاتي” تحت سيادة الرباط، الذي تقدم به للأمم المتحدة، والذي يرفضه الطرف الآخر.


وتقدم المغرب بطلب رسمي للعودة الى “منظمة الوحدة الإفريقية” التي تحول اسمها الى الاتحاد الافريقي، بعد انسحابه منها سنة 1984 احتجاجا على اعترافها بالجمهورية الصحراوية.

وخاض المغرب والبوليساريو حربا من أجل الظفر بالإقليم الذي ضمه المغرب بعد انسحاب الاحتلال الاسباني منه سنة 1975، والذي كان يحتله منذ أواخر القرن التاسع عشر.

ويرتقب أن يقدم مساعد الامين العام للامم المتحدة المكلف ببعثات حفظ السلام، الخميس، لمجلس الأمن، تقريره حول بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء بالصحراء الغربية على اثر زيارته الاخيرة للبعثة بمقرها بمدينة العيون.

وفي سياق مرتبط، عبر رئيس المجلس الوطني الصحراوي خطري أدوه، خلال لقائه بوفد من البرلمان الاوروبي، على تأكيد البوليساريو على ضرورة وضع “خارطة طريق” لحل أممي لمشكل الصحراء الغربية.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)