الإعلام التقدمي - قال العميد يحيى محمد عبدالله صالح أن العنوان الأبرز في الواقع اليمني هو إستمرار القتل والتدمير وإنتهاك حقوق الإنسان، وأكد العميد يحيى صالح في مقابلة أجرتها معه قناة فرنس 24 أن النظام السعودي بعدوانه على اليمن يرغب في الهيمنة على الشعب اليمني وتركيعه إلا أنه فشل فشلاً ذريعاً في ذلك رغم إستمرار العدوان لما يقارب عام وثمانية أشهر خصوصا وان نظام الرياض استعان بالمرتزقة والإرهابيين من كل العالم في سبيل ذلك.
مؤكداً أيضاً على ضرورة وقف العدوان ورفع الحصار كخطوة أولى للشروع في عملية سياسية وتشكيل حكومة وحدة وطنية، مطالباً في الوقت ذاته بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة تحقق في كافة الجرائم المرتكبة منذ عام 2011م بما فيها جمعة الكرامة و تفجيري النهدين والسبعين وصولاً إلى القصف وكل الإنتهاكات المرتكبة من اي طرف كان .

وينشر الإعلام التقدمي نص المقابلة


*- ما هو الوضع الميداني سيادة العميد في ظل فشل مساعي التسوية السياسية؟!
الوضع الميداني لا يزال عنوانه الأبرز مزيداً من القتل ، والتدمير وإنتهاك حقوق الإنسان اليمني، مثلاً اليوم صنعاء تتعرض لقصف عنيف ومكثف،إضافة لإستمرار الحصار الجائر على الشعب اليمني مما أدى إلى وفيات بسبب نقص الغذاء والدواء وكذلك إنعدام المشتقات النفطية خصوصاً في ظل عدم وجود أي أفق لحل سياسي أو عسكري.

*- ما هو السبب برأيك في فشل كل مساعي التسوية ما الذي يعطل الإتفاق السياسي؟!
من يعطل الإتفاق السياسي هو الذي يقوم بالتدمير، والذي يقوم بالقصف لأن هدفه هو الهيمنة على الشعب اليمني، يريد أن يظل اليمن تحت الوصاية .

*- تقصد المملكة السعودية؟
نعم، ولذا هي تسعى بقدر المستطاع بكل الطرق السياسية او العسكرية لتفرض هيمنتها على الجمهورية اليمنية .

*- ولكن هناك من يقول أن عدم تتطبيق الإتفاق او القرار 2216 هو الذي أدى إلى هذا الإشكال؟!
2216 هذا قرار أممي صدر بعد العدوان بعشرة أيام، يعني هذا القرار هو تحصيل حاصل وشرعنه لعدوان غير مبرر، ترتكب فيه جرائم حرب ضد شعبنا اليمني، لذا فإن هذا القرار الدولي من وجهة نظر الشعب اليمني هو إنتهاك لحقه في الحياة والإستقرار والإستقلال والكرامة.

*- عبد ربه منصور هادي يقول أن الرئيس السابق علي عبدالله صالح سلم اليمن لطهران وتحالف مع الحوثيين؟

ليس صحيحاً، هادي هو الذي سلم اليمن للحوثين عندما سمح لهم بالدخول إلى عمران ومن ثم دخولهم إلى صنعاء، عبد ربه منصور هادي حاول أن يكون ذكياً إلا أنه لم يكن كذلك، حاول أن يضرب الأحزاب السياسية فيما بينها ولكنه وجد نفسه وحيداً بدون حزب وبدون جيش وبدون شعبيه مما اضطره للفرار هارباً للرياض.

*- هل هناك تحالف بين علي عبدالله صالح والحوثيين؟!

طبيعي بعد العدوان السعودي على اليمن كان كل طرف له توجهاته وسياسته وإيدلوجيته الخاصة، لكن العدوان السعودي على اليمن فرض أن القوى السياسية تحدد موقفها فهناك قوى سياسية مثل الإشتراكي والناصري وبعض القوى السلفية وداعش والقاعدة تحالفت مع السعودية، والمؤتمر الشعبي العام وحلفائه وأنصار الله تحالفوا في مواجهة العدوان السعودي للدفاع عن اليمن ضد العدوان الخارجي.

*-الأن المبعوث الأممي سيصل مجدداً إلى صنعاء ولكنه كما قال أنه لا يحمل ملف للمشاورات وإنما إتفاق للتوقيع عليها .. هل لديكم ملعومات عن هذا الإتفاق؟!

في الحقيقة ثقتنا في المبعوثين الأممين إلى اليمن ليست قوية، فالتجارب السابقة لا تبشر بخير، هم مجرد موظفين يحملون رسائل ولو كان هناك دور حقيقي للأمم المتحدة لإحلال السلام في اليمن لكان تم ذلك منذ الأزمة السياسية التي عصفت باليمن في 2011م، لكنهم همهم أن يظل موظف ومبعوث أممي ويرتهن للقوى السياسية المهيمنه في المنطقة ولو كان لدية هو شخصيا قدرة خصوصا انه هو من أخذ الوفد الوطني للكويت بطائرة الأمم ولم يستطيع أعادتهم فما بالك بحل أزمة سياسية كما هو حاصل.

  *- إذا لم تكن لديكم ثقة في المبعوث الأممي  لماذا شاركتم في جميع المشاورات في مسقط والكويت ؟!

نحن شاركنا لأن العالم كله يطلب منا المشاركة، حتى لا نتهم بأننا ضد الحوار.

*- برأيك العميد يحيى ما هو تصور من هم موجودون في صنعاء الرئيس السابق علي عبدالله صالح والحوثيين ما هو تصورهم لحل الأوضاع في اليمن ؟!

التصور الذي هو يعتبر محك أساسي لجدية اي طرف هو  إيقاف العدوان ورفع الحصار الإقتصادي البري والبحري والجوي، ومن ثم السعي في العملية السياسية بتطبيق الدستور وتشكيل حكومة وحدة وطنية تدعوا لإجراء إنتخابات ديمقراطية، والشعب يختار من يريده، الشعب اليمني يحدد من يحكمه ليست الرياض أو واشنطن.

*- السعودية وعلى لسان العسيري يقول انهم لن يقبلوا بوجود مليشيات.. يقصد الحوثيين وما دام هناك مليشيات فالقصف لن يتوقف والعملية السياسية ستفشل؟!
هذه هي النظرة الإستقوائية والإستعلائيه من قبل نظام الرياض بحكم أنه قام بشراء ذمم كثير من العالم ومنظمات دولية، هو يطرح شروط تعجيزية وغير منطقية، المليشيات طبيعي عندما تسقط أي دولة أو تفقد الدولة سيطرتها طبيعي تتواجد المليشيات، المطلوب مننا هو إعادة تكوين حكومة وحدة وطنية هي المسؤولة عن تجميع الجيش و جمع السلاح من جميع الملييشات.

*- هل ممكن في هذا الوضع الحالي تشكيل حكومة وطنية ؟!

الأن صعب في ظل العدوان المفترض أن تكون هناك خطوات،

*- يعني بالنسبة لكم لابد من وقف القصف أولا؟!
نعم القصف بدرجة أولى، ثم السعي في العملية السياسية، أما أن تبدأ عملية سياسية أو حوار والقصف مستمر ليس هناك أي جدوى وهذا ما حصل في جنيف والكويت كانت هناك حوارات في ظل القصف ولم نصل لأي نتيجة، إضافة إلى الشروط التعجيزية التي يتم وضعها من قبل الطرف الأخر الموجود في الرياض من ضمنها عودة هادي، هادي طبعاً مستحيل جداً عودته ك رئيس لانه أصلا لم يعد شرعياً من وجهة نظر الشعب وأصبح مطية وشرعن للعدوان على بلده وقام بتدمير اليمن فمن المؤكد أنه لن يكون مقبولاً.

*- على ذكر هادي .. هادي يقول أنه سيقبل بهدنه مدتها 72 ساعة وأن الأولية فيها إيصال المساعدات للمحتاجين هل لهدنة جديدة ان تنجح في اليمن؟!

لا يمكن، لأنه كلما اعلنوا هدنة نحن نعرف انهم يحضرون لمجزرة من بعدها ، ولو راجعنا تاريخ الهدن السابقة بعد كل هدنه يتم إرتكاب  مجزرة بحق الشعب اليمني، وفي الحقيقة القرار ليس بيده أن يعلن هدنة أو غيرها .

*- سيادة العميد أن تكلمت ان الوضع الإنساني في اليمن بحالة سيئة جداً، هل يمكن للهدنة أن توصل المساعدات للكثير من المحتاجين لها؟!

الحصار الإقتصادي هو حصار على كل الأطراف، حتى عندما يطالبوا بفك الحصار عن تعز "محاصرة المحاصرين" فالمفروض هو فك الحصار عن 25 مليون يمني هذا الحصار سبب مآسي كثيرة  في ظل إنعدام الدواء والغذاء وضرب المستشفيات الآن في تقارير تابعة للأمم المتحدة تستطيعوا العودة إليها تتحدث عن مجاعة في اليمن بالإضافة إلى الحصار في السيولة النقدية، وما يسمى بنقل البنك المركزي ما يتم إحداثه هو تدمير شامل من كل النواحي سوى بالطريقة العسكرية أو الإقتصادية.

*- انت ك خبير عسكري هل تعتقد أن الحل سياسي في اليمن أم هناك حل عسكري بعد سنة وثمانية أشهر؟!

الطرح العسكري المفترض لو في عقل ومنطق أنه بعد  سنة وثمانية أشهر من القصف والحصار الشامل دون تحقيق أي نتيجة يفترض أن يكون هناك إستبعاد لهذا الطرح لأن استمراره هو فقط من أجل الإمعان في القتل، خصوصا وانه لم يستطيع تحقيق إنجازات عسكرية رغم إستعانته بالمرتزقة والعملاء والقاعدة والإرهابيين، ولذا وجود هادي في الرياض عبارة عن مطية لتنفيذ أجندة بني سعود وليكون ك واجهة لإستمرار القتل.

*- إذا الحل السياسي برأيك هو الأساس؟!
الحل السياسي عندما يكون هناك منطق وعقل وهناك إرادة دولية تضغط على الجانب المعتدي، فنحن في اليمن  نتعرض لعدوان نحن لمن نتعدي والعالم يعرف ويشاهد نتائج هذا العدوان من قتل وتدمير ليس للمقدرات العسكرية فقط وإنما لكل المقدرات وقتل النساء والأطفال.

أتمنى لو كان هناك مصداقية لتشكيل لجنة تحقيق دولية في كل الأحداث التي حصلت والجرائم التي أرتكبت من عام 2011م إلى الآن بما في ذلك جمعة الكرامة،  والإعتداء على جامع دار الرئاسة وميدان السبعين وغيرها وصولاً للقصف والمجازر التي أرتكبت من السعودية وكذلك أي إتهامات لجرائم أرتكبت من الأطراف الأخرى .