آخر الأخبار
 - صحيفة: مظاهرة "السبعين" المليونية اليمنية تؤسس لـ"شرعية جديدة"

الأحد, 21-أغسطس-2016 - 09:17:18
الاعلام التقدمي- -
وفقاً لصحيفة "رأي اليوم" اللندنينة، فإن مظاهرة ميدان السبعين المليونية في العاصمة صنعاء، يوم السبت، تحمل عدة رسائل للتحالف العربي الذي تقوده السعودية وتؤسس لـ"شرعية جديدة".. فهل وصلت هذه الرسائل للجهات المعنية؟ وكيف سيتم التعاطي معها؟ وهل جرى إسدال الستار على المفاوضات الأممية؟ وهل يكون ولد الشيخ أبرز الضحايا؟

تقول الصحيفة "إن ميدان السبعين وسط العاصمة اليمنية صنعاء ازدحم بأكثر من مليون متظاهر من الجنسين، لبوا نداء التحالف "الحوثي الصالحي"، للتضامن، وتقديم الدعم والمساندة للمجلس السياسي الأعلى الذي اعتمده البرلمان، وبات بمثابة "الجسم الشرعي" الجديد لادارة شؤون البلاد".

وتضيف أن "الرسالة التي اراد التحالف "الحوثي الصالحي" توجيهها الى خصومه داخل اليمن وخارجه، وخاصة الى المملكة العربية السعودية التي تخوض حربا ضده، وتصفه بـ"الانقلابيين"، تقول ان قطبي المعادلة اليمنية الداخلية في حال وفاق وتفاهم، وعلى استعداد لتقاسم السلطة والتعايش تحت سقف المجلس السياسي الجديد، ويحظيان بدعم شعبي كبير".

اليمن: يوم "الانعتاق من الوصاية السعودية" (فيديو)
وتشير الصحيفة إلى أن "السيد صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الاعلى، الذي انتقل الى القصر الجمهوري رسميا، بعد تسلمه من السيد محمد الحوثي، رئيس اللجنة الثورية الحوثية، وبات بمثابة رئيس اليمن الجديد، كان من ابرز المتحدثين في هذا الحشد الشعبي الكبير، واكد في كلمته المختصرة التي حظيت بتصفيق حاد، انه سيعمل على معالجة مشاكل اليمن السياسية والاقتصادية، وتشكيل حكومة تلبي احتياجات ابناء اليمن الاساسية، واكد "ان يدنا ممدودة للسلام وليس الاستسلام، ولكل دول العالم باستثناء الكيان الصهيوني".

"كلمة السيد الصماد ــ كما تصف راي اليوم ــ كانت بمثابة برنامج عمل للعهد اليمني الجديد".
وتستدرك: "لكن التحديات التي تواجه التحالف "الحوثي الصالحي" تبدو كبيرة جدا، في ظل تصاعد قصف طائرات "عاصفة الحزم"، والحشود الضخمة للتحالف العربي بقيادة السعودية للاستيلاء على العاصمة صنعاء.

وعن مهمة المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ والمفاوضات التي من المرر استئنافها، قالت الصحيفة: "السيد الصماد، "الرئيس الجديد"، اغلق الباب فيما يبدو في وجه المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ، وسحب الثقة منه، والمفاوضات التي يشرف عليها، وطالب الوفد المفاوض "المحتجز" في مسقط بعدم التفاوض معه قبل العودة الى المجلس السياسي الاعلى، ومعه كل الحق في ذلك، ليس لان هذا المبعوث اثبت عدم حيادته، انما لانه عجز عمليا عن استصدار تصريح من الجانب السعودي بالسماح لطائرة الوفد المفاوض للعودة الى صنعاء".

وتساءلت راي اليوم: "اذا كان هذا المبعوث لا يستطيع تأمين عودة الوفد، الذي خرج من العاصمة بدعوة منه، وباشراف منظمته الدولية، وتفاوض لاكثر من مئة يوم في الكويت مع وفد الحكومة المدعومة من الرياض، فكيف سينجح في الوصول الى حل سياسي لهذا الصراع، ويوقف الحرب الدموية التي تسفك دماء اليمنيين وتقصف مستشفياتهم ومدارسهم ومعاملهم وبناهم التحتية المعدمة؟".

وتابعت: "مظاهرة ميدان السبعين الحاشدة، وغير المسبوقة في ضخامتها، وحجم المشاركة فيها، جاءت استفتاء شعبيا لصالح المجلس السياسي الاعلى، وتفويضا للتحالف "الحوثي الصالحي" بالاستمرار في الحرب حتى التوصل الى حل سياسي يحقن الدماء، ويوقف الحرب، ويرفع الحصار، ويحقق المصالحة الوطنية بين كل الوان الطيف اليمني، دون استثناء او اقصاء".

تشير الصحيفة أنه "ربما يجادل البعض من الطرف الآخر، بأن من تجمعوا اليوم في ميدان السبعين لا يمثلون كل اليمنيين، فهناك من يقف في الخندق الآخر، وهذا جدل صحيح وفي مكانه". وتقول: "لكن يمكن القول ايضا، واعتمادا على الحجة نفسها، ان من تظاهروا في مطلع عام 2011 لم يمثلوا الشعب اليمني كله، مضافا الى ذلك ان هناك فرقا شاسعا، اخلاقيا ووطنيا، بين من يدافع عن بلاده في وجه عدوان خارجي، ومن يقف في صفه، وقول هذا لا يعني نفي حقيقة وجود شريحة كبيرة من اليمنيين تقف في الوسط بين المعسكرين، وتفضل صفة الحياد".

وتذهب الصحيفة اللندنية إلى أن "مظاهرة اليوم التي لم ترفع فيها الا اعلام اليمن الموحدة، في تغييب متعمد لاعلام الفصائل والاحزاب الاخرى، للتأكيد على الوحدة الوطنية، تشكل منعطفا سياسيا واستراتيجيا مهما في تاريخ اليمن، وتقديم "البديل" عن الحكومة "الشرعية" في الرياض، تعزيزا لتحالف الاضداد سابقا، امام "عاصقة الحزم"، والدول المشاركة فيها".

فشل التحالف السعودي في حسم الحرب في اليمن لصالحه بعد 17 شهرا من القصف، قلص من حظوظه وفرصه في فرض رؤيته لـ"اليمن الجديد"، واعادة الرئيس عبد ربه منصور هادي الى صنعاء، وضاعف من خسائره السياسية والعسكرية، وتراجع الدعم الدولي له، فانسحاب المستشارين الامريكان الذين كانوا ينسقون في ميدان القتال مع القوات والطائرات السعودية في جبهات القتال، واعلان منظمة "اطباء بلا حدود" وقف عملياتها الانسانية في اليمن، احتجاجا على قصف طائرات "الحزم" لمستشفياتها وقتل مرضاها، وافراد من طواقمها، وتصاعد الاتهامات الدولية للسعودية وتحالفها بارتكاب جرائم حرب في اليمن، كلها مؤشرات ستصيب التحالف العربي وقيادته بالاكتئاب حتماً.

وتختتم الصحيفة افتتاحيتها بالقول: "الشعب اليمني، او جزء منه على الاقل، قال كلمته اليوم في ميدان السبعين، ومن المؤكد ان الطرف المعني قد استمع اليها، وشاهدها بالصوت والصورة، ولكن السؤال هو عما اذا كان سيفك شفرة الرسالة التي احتوتها ويعمل بها، ويغير سياساته على ضوئها، ام انه سيستمر في النهج نفسه؟".
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)