الإعلام التقدمي -

منذ السبت الماضي، عاد اليمنيون لوضعية الأشهر الأولى من الحرب والعدوان الذي تقوده السعودية. عشرات الشهداء والجرحى من المدنيين قضوا جراء الغارات الهستيرية التي تشنها الطائرات على صنعاء ومحافظات شمالية أخرى.

شنت مقاتلات العدوان السعودي أعنف غاراتها على العاصمة اليمنية ومحافظة صنعاء، الثلاثاء 16 أغسطس/آب 2016، مخلفة عشرات الشهداء والمصابين معظمهم من الأطفال والنساء، في مجزرتين طالتا منازل في بني الحارث ونهم، وذلك بعد يوم على قصف استهدف مستشفى عبس بمحافظة حجة.

في نهم/ صنعاء، قال مسؤول لوكالة خبر، إن "الإحصائية المتوافرة لضحايا الغارتين اللتين استهدفت الأولى منهما منزل المواطن محسن محمد عاصم، في منطقة "غولة عاصم" بعزلة الحنشات، بلغت 11 شهيداً وإصابة 14 آخرين". لكن مصدراً محلياً أفاد بارتفاع العدد إلى 12 شهيداً.

وأشار إلى أن من بين الضحايا نساء وأطفال ومسعفين؛ كون الغارة الثانية حدثت في وقت يتجمع بعض المواطنين لنقل الضحايا، لافتاً إلى أن حالات بعض الجرحى وصفت بالخطيرة.

وأفاد مصدران، أمني ومحلي، أن قصفا جوياً استهدف منزلين في جبل "أيوب" في بني الحارث، خلف 4 شهداء و12 مصاباً، معظمهم من النساء والأطفال.

وذكر مصدر أمني، أن الغارات استهدفت منزلي (محمد محسن العابد، محمد جابر العابد) في جبل أيوب ببني الحارث، ما أدى إلى سقوط 4 شهداء (امرأتان وطفلان)، بالإضافة إلى إصابة 12 آخرين، (4 نساء، والبقية صغار السن).

وحصلت "خبر" على أسماء الشهداء والمصابين، على النحو التالي:

الشهداء: (نجاة على محمد العابد 21 عاماً، متزوجة، ربة بيت أمية - غفران محمد حسين حسين العابد 15 عاماً، طالبة عازبة - موسى علي محمد محسن العابد، 3 أعوام - إبراهيم صالح محمد محسن العابد، شهر/ مولود).

الجرحى: (محمد جابر محمد العابد 60 عاماً - جعد ناصر سعيد الجبلي 50 عاماً - عتيقة حمود العابد 30 عاماً - منى على زيد العابد 25 عاماً - محسن محمد محمد العابد 18 عاماً - حاتم علي محمد العابد 18 عاماً - إشراق علي محمد العابد 15 عاماً - يحيى علي محمد العابد 11 عاماً - حازم صالح محسن العابد 4 أعوام - عبير صالح محمد العابد 3 سنوات - يوسف علي محمد العابد، عام واحد - أمل صالح محمد العابد، عام واحد).

كما تسبب القصف بتدمير دراجة نارية وشاحنة كنتر، بالإضافة إلى أضرار لحقت بمنازل مجاورة..

وكانت محافظة حجة، شهدت مجزرتين: في الأولى، استشهد وأصيب فيها 7 مدنيين، بينهم شيخ قبلي، جراء غارة استهدفت سيارة كانت تقلهم في إحدى المناطق في حرض. وذكر مصدر أمني لوكالة "خبر"، أن الغارة وقعت ظهر الاثنين 15 أغسطس، واستهدفت سيارة في منطقة "شعب اللبن" في حرض، الحد الفاصل بين حرض وبكيل. وأضاف، أن الغارة أسفرت عن استشهاد: الشيخ، مطرود محمد صالح الصوفي، علي مرشد مزبل البكيلي - 30 عاماً، محمود محمد صلاح الصوفي- 20 عاماً، صالح قايد الصوفي- 25 عاماً، محمد صالح الصوفي.

وتسبب الغارة بإصابة: صادق عبدالله معجب الصوفي، وصديق صوفي صلاح الصوفي.

المجزرة الثانية، طالت مستشفى عبس، ذكر مدير المستشفى الدكتور ابراهيم عرام، في وقت سابق الاثنين، لوكالة "خبر"، أن 11 شخصاً استشهدوا وأصيب نحو 9 آخرون جراء القصف الذي طال المستشفى. وقال، هناك جثث لم نتمكن من التعرف عليها، بالإضافة إلى 9 مصابين، تم نقل 5 منهم إلى مستشفيات مدينتي حجة والحديدة القريبتين.

ونفى الدكتور إبراهيم عرام، أي تواجد عسكري في المستشفى أو بالقرب منها، وقال:
"الغارات استهدفت المستشفى بما فيه من مدنيين وممرضين أبرياء. لا يوجد هناك أي تواجد عسكري سواءً في المشفى أو القرب منها".

وأكد، أن منظمة أطباء بلا حدود قامت بعمل فحص كامل للمبنى ومحيطه قبيل انضمامها للعمل فيه، العام المنصرم، وتأكدت من خلوه ومحيطه من أي تواجد عسكري. ودعا وسائل الإعلام ومحطات التلفزة وكل الحقوقيين والناشطين في اليمن والإقليم والعالم لزيارة المكان والتثبت من كل شيء..

"أطباء بلا حدود" قالت، إن الغارة الجوية التي ضربت مستشفى عبس، والتي تدعمه المنظمة، يوم الاثنين 15 أغسطس، قتلت 11 شخصاً، على الأقل، وأصابت ما لا يقل عن 19 آخرين.

وأوضحت، في إعلان أصدرته عبر سلسلة تغريدات في حسابها بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، أن الضربة الجوية على مستشفى عبس قتلت على الفور 9، بما في ذلك موظف من منظمة MSF. مضيفة، أن الغارة الجوية دمرت جزئياً المستشفى المدعوم من منظمة أطباء بلا حدود وتم إجلاء جميع المرضى المتبقين والموظفين.

وكان طيران العدوان دشن الأسبوع، السبت الماضي 13 أغسطس/ آب، بمجزرة راح ضحيتها العشرات من الأطفال في مدرسة بمنطقة "جمعة بن فاضل" بحيدان التابعة لمحافظة صعدة، شمال البلاد.

وقالت لوكالة "خبر" المسؤولة الإعلامية في منظمة "أطباء بلا حدود" ملاك شاهر، إنه تم استقبال 38 طفلاً دون سن الـ15، حيث استقبل مستشفى المنظمة 10 حالات وفيات، و28 مصاباً كلهم من الأطفال، مشيرةً أنه تم نقل المصابين إلى المستشفى الجمهوري بمدينة صعدة، الذي تعمل فيه المنظمة أيضاً.

وتحدثت تقارير إعلامية يمنية وعربية عن استشهاد وجرح آخرين في غارة استهدفت منزلاً في منطقة "بركان" بمديرية رازح.