آخر الأخبار
 - 
"اتفاق صنعاء" يحاصر هادي في الكويت: الدعم الدولي ليس شيكاً على بياض

السبت, 30-يوليو-2016 - 09:24:56
الإعلام التقدمي -



غياب تعليقات أو مواقف من اي نوع على الإعلان والاتفاق السياسي في صنعاء يوم الخميس، كبح من حدة التجاوب واندفاع مفاوضي "هادي/ الأحمر" في المحادثات اليمنية بالكويت نحو تعطيل المحادثات والمغادرة. كما أن البيانات والإعلانات المتطابقة القادمة من صنعاء ومن ممثليها في الكويت بأولوية وأفضلية المحادثات واستمراريتها أفرغ الموقف المتطير بالإعلان من الحجة الموضوعية لنسف محادثات السلام.
 
المعلومات التي توافرت، رجحت تبلغ الوفد (مفاوضي هادي ونائبه الأحمر) في الكويت من أكثر من مستوى، بالبقاء وعدم المغادرة، وهو ما ألغى نية معلنة لوسائل الإعلام بالمغادرة يوم الخميس والإرجاء إلى الجمعة ثم السبت وآخر تصريحات كانت تتحدث عن الأحد كاحتمال ودون الجزم بشيء.
 
وفقا للمعطيات المتجمعة، يبدو أن أعضاء الوفد تفاجأوا بردة الفعل "الباردة" إزاء الاتفاق المدوي، على مستويات واتجاهات "رسمية" عدة، بما فيها الرياض. بل وأولها الرياض (..). وهو ما حتم عليهم إعادة صياغة الجملة الموقفية، عالية النبرة والسقف، في تصريحات الساعات الأولى وأفرغها من مضمونها في الحد الأدنى.
 
على ضوء ذلك تعاطى الوفد مع تحركات السفراء والمبعوث الدولي في الكويت الجمعة وتتواصل السبت. والتوجه السائد هو لاستمرارية العمل التفاوضي وصولا إلى تفاهمات تشدد الأطراف الدولية على "حتميتها" واستبعاد التعطيل أو الفض النهائي لطاولة المشاورات وما راكمته حتى الآن من تفاهمات للبناء عليها.
 
تمسك وفد صنعاء في الكويت، كما فعلت المرجعيات في صنعاء عبر بيانات متطابقة يومي الخميس والجمعة، بأفضلية المحادثات والتوصل إلى اتفاق نهائي وشامل وانعدام اية رغبة إلى إلغاء طاولة التفاوض برعاية أممية وبشرطية ضمانات نافذة مع أي اتفاق يتم التوصل إليه.
 
هذا وسابقه سلب وفد الرياض الحجة لتعطيل التفاوض والمغادرة ونسف كل شيء في ضوء ما أعطته تصريحات الساعات الأولى.
 
يضاف إلى المعطيات انقضاء 48 ساعة تالية على الإعلان عن اتفاق صنعاء دون أن تسجل خلالها ردود أو تعليقات رسمية أو شبه رسمية من أية جهة أو عاصمة وازنة أو إحدى المرجعيات الراعية، بعكس ما كانت تنتظر أو تؤمل توقعات الوفد القادم من الرياض والمستند إلى ثقة بأفضلية "الدعم" تجاه عناوين الشرعية والقرارات الدولية.
 
ومن غير المحتمل أن لا يفهم المعنيون من كل ذلك، بأن رغبة وإرادة المجتمع الدولي تستعجل حلا سياسيا ينهي الصراع والحرب ومعاناة ملايين المدنيين في اليمن.. ولا يستطيع العالم أن يمارس معها التجاهل لأكثر من هذا. بما يعني ان الدعم الدولي ليس شيكاً على بياض.
 
هذا يصطدم بالتأكيد مع افتراضات ومقولات المراهنين على حرب بلا نهاية لفرض خياراتهم الشخصية وتمسكهم بحسابات خاصة تستند إلى رصيد مكشوف، ودون النظر إلى الكلفة الإنسانية الهائلة والخسائر الفادحة التي تتراكم على الأرض وتصم جبين المجتمع العالمي والدولي بالعار.
 
باتت الخيارات، من زاوية موضوعية وتحليلية، تتقلص أمام المحاصرين بواقع جديد يدفع وقائع جديدة إلى السطح ومفاجئة. ويبدو أنه لا مناص أمامهم من الاختيار، بين سلام وشراكة. أو مواجهة حقيقة تبلور قيادة وإدارة لن يطول الوقت حتى يتعاطى معها العالم. هذا ما لم يكن (هذا) هو ناتج حسبة وقناعة العالم!
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)