الاعلام التقدمي- - يكتب سودارسان راغافان، في واشنطن بوست، الأحد 10 يوليو/ تموز 2016: تلعب الولايات المتحدة دوراً "هادئاً" ومميتاً، في قتل وجرح الآلاف من المدنيين في الحرب الدائرة في اليمن.

تحت عنوان "قنبلة عنقودية صنعت في أمريكا حطمت حياة في العاصمة اليمنية"، يعرض سودارسان راغافان، مدير مكتب واشنطن بوست في القاهرة - وكان قبلها مقره في نيروبي وبغداد وكابول - حادثة مؤلمة ومأساة إنسانية واحدة من مآسٍ كثيرة صنعتها القنابل العنقودية المميتة، أمريكية الصنع، التي تلقيها على التجمعات السكنية المدنية في العاصمة اليمنية صنعاء، طائرات التحالف السعودي.

يؤكد الكاتب، أن الولايات المتحدة تلعب دوراً رئيساً في قتل وإصابة الضحايا المدنيين في اليمن. في السنوات الأخيرة اشترت المملكة العربية السعودية من الولايات المتحدة، طائرات مقاتلة... وغيرها من الأسلحة الأمريكية الصنع، في صفقات بمليارات الدولارات، وقدمت وزارة الدفاع التحالف مع التدريب والدعم الجوي والاستخباراتي والتزود بالوقود خلال مهاجمة أهداف في اليمن.

تقرير (IHS): استوردت السعودية أسلحة خلال حرب اليمن بقيمة 9.3 مليار دولار
يذكر الكاتب بدفاع السكرتير الصحفي للبيت الأبيض جوش ارنست، عن دعم إدارة أوباما للمملكة العربية السعودية وغيرها من أعضاء التحالف، ووصفهم بأنهم "شركاء أمن وطني فعال".

لكن، يقول، الانتقادات تتزايد على تورط الولايات المتحدة في الحرب. و حثت منظمات وجماعات حقوق الإنسان و بعض المشرعين الأميركيين على حظر نقل الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية، قائلة إن الضربات الجوية لها تأثير مدمر على المدنيين، وانتهكت القوانين الدولية.

وعلى الرغم من ظهور تقارير، في أواخر شهر مايو، بأن البيت الأبيض قد منع، بهدوء، نقل المزيد من القنابل العنقودية إلى الرياض، في قلق واضح حول الخسائر البشرية. لكن النواب صوتوا، الشهر الماضي، لمواصلة بيع الأسلحة للمملكة.

هل حقاً بدأ البيت الأبيض "يخجل" من دعم حملة القتل السعودية في اليمن؟؟
وبصدد عرض قصته يلخص سودارسان راغافان، في واشنطن بوست:

"كان الصبي، البالغ من العمر 15 عاماً، داخل مسجد الحي الذي يسكن فيه لحضور صلاة الفجر. وكان عامل مخبز نائماً في الشقة العليا له مع زوجته وطفله، والموظف كان يستعد للذهاب للعمل.

في تلك اللحظة، ألقت طائرة حربية، تابعة لقوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، القنابل العنقودية الأمريكية الصنع والمحظورة من قبل العديد من الدول، ولكن ليس في الولايات المتحدة أو المملكة العربية السعودية، على القطاع السكني المكتظ حيث يقطنون، وأمطرت المجالات المتفجرة في حجم كرة البيسبول.

الموظف نجا بأعجوبة من الموت.
وعامل المخبز أصيب بجروح بالغة.
وقُتل الصبي".
في ذلك الصباح، 6 يناير، انفجرت قنبلة عنقودية بصرف النظر عن المجتمع والسكان، وضحاياها لا تزال تتصارع مع التداعيات.
ويسرد شهادات؛ أحد المصابين، عامل مخبز، والذي قضى 15 يوماً في المستشفى. وإمام المسجد في الحي المستهدف، والذي حمل جثة الصبي المضرج بالدماء: "سمعنا الانفجارات، وعندما خرجنا كان عيسى ملقى على الأرض"، يتذكر الإمام: "حملت جثته إلى السيارة. شعرت بالدم ينزف، لكنه كان لايزال يتنفس".
عيسى توفي عند وصوله إلى المستشفى.

قنابل عنقودية محظورة بريطانية الصنع يستخدمها التحالف في اليمن
القنابل العنقودية التي تزودها الولايات المتحدة للمملكة السعودية قتلت وأصابت مئات المدنيين في قصف مباشر لتجمعات مدنية سكنية وأسواق شعبية، كما توثق منظمات عالمية، يستشهد راغافان.

ويضيف: ذكرت هيومن رايتس ووتش أن المحققين تمكنوا من العثور على بقايا قنبلة موجهة بالأقمار الصناعية تتكون من المتفجرات مقدمة من الولايات المتحدة وأجزاء أمريكية أخرى.