آخر الأخبار
الاثنين, 27-يونيو-2016 - 12:56:50
 - عن الزعيم علي عبدالله صالح أتحدث الاعلام التقدمي-بقلم الاستاذ احمد الحبيشي -
عرف الشرق العربي والاسلامي في القرن التاسع عشر ظهور ما أطلق عليه المؤرخون والمفكرون بدايات عصر النهضة وأفكار التنوير الاسلامية ، على أيدي كوكبة من الفقهاء والمفكرين ورجال الدين المستنيرين وعلى رأسهم الشيخ المجدد محمد عبده مفتي الديار الاسلامية في مصر ، وهو أول من واجه المذهب الوهابي التكفيري فكريا وفقهيا ، قبل أن يرفع شعاره المدوي : (نحو إسلام بلا مذاهب) .

وقف فقهاء عصر النهضة والأزهر الشريف في ذلك الوقت الى جانب مشروع الإمام محمد عبده ، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الشيخ جمال الدين الأفغاني والشيخ رفاعة رافع الطهطاوي والشيخ عبدالرحمن الكواكبي مؤلف كتاب "طبائع الاستبداد" الذي فند فيه أكاذيب وإفتراءات "البخاري" والفكر الملكي السني على كتاب الله ورسوله.

بعد وفاة رائد عصر النهضة الشيخ محمد عبده ، وتأسيس مملكة آل سعود برعاية الاستعمار البريطاني ، وبالتزامن مع ظهور وعد بلفور لإقامة وطن للصهيونية التلمودية في فلسطين وتأسيس جماعة الاخوان المسلمين في الاسماعيلية في مصر بدعم مالي بريطاني ، بدأ التآمر على فقه عصر النهضة ومشروع "اسلام بلا مذاهب" الذي أنجب الحركة القومية العربية المعادية للاستعمار والصهيونية بقيادة الشيخ محمود شلتوت إمام جامع الأزهر ، والزعيم جمال عبدالناصر في الخمسينيات ، ومن بعدهما قادة وزعماء حركات التحرر العربية في مصر والعراق وسوريا واليمن وليبيا والجزائر .

بعد رحيل جمال عبدالناصر انتكس هذا المشروع التنويري النهضوي الحضاري ، وانطلق المذهب الوهابي السعودي ليكتسح بجامعة محمد بن سعود والأموال المدنسة والكتب الوهابية السوداء والجماعات والمدارس السلفية التكفيرية المنظمة ، كل الساحات العربية والاسلامية ، وينشر فيها مختلف صور الضلال والتطرف والارهاب والدواعش والأفكار التي شوهت صورة الاسلام.

في خطابه التاريخي الأخير أحيا الزعيم علي عبد الله صالح لأول مرة بعد أكثر من مائة وعشرين عاما ، مشروع رواد عصر النهضة والتنوير بزعامة الشيخ محمد عبده الذي عادت كتبه للظهور في المشرقين مؤخرا ، بعد ان حاربتها مملكة آل سعود الوهابية منذ تأسيسها في شبه الجزيرة العربية قبل سبعين عاما.

المثير للدهشة ان قناة (الميادين) اللبنانية كرست حملة خاصة لادارة حوارت على مدى اليومين الماضيين ، حول أهم محاور هذا الخطاب وبضمنها دعوة الزعيم علي عبدالله صالح الى "إسلام بلا مذاهب" وهو مشروع ثقافي حضاري كبير.

أمس سمعت الدكتور خالد باطرقي على الهواء عبر قناة (الميادين ) وهو يتحدث متلعثما ومرتبكا من الرياض ، حول هذا الموضوع ، حيث اكتفى بالسؤال هاربا من مواجهة لحظة الحقيقة :

"لماذا لم يدع علي عبدالله صالح الى إسلام بلا مذاهب عندما كان في السلطة" ؟

لا ريب في أن هناك فرقا بين الرئاسة والزعامة .. وقد أثبت الزعيم علي عبدالله صالح منذ ان غادر السلطة ، ان الزعامة الحقيقية تشتغل على مفاعيل المستقبل ولا تعيد انتاج الحاضر والماضي!!

ولذلك يتوجب على المؤتمر الشعبي العام ومؤسساته الفكرية والاعلامية وتكويناته التنظيمية ، التعاطي الايجابي مع ألأفكار الجديدة للزعيم على عبدالله صالح ، وتحويلها الى قوة مادية بشرية تشارك في صياغة ملامح المستقبل المشرق.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)