آخر الأخبار
 - بعد رفضه القاطع للمُبادرة العربيّة فرنسا لنتنياهو مُبادرة باريس″انطلقت من المحطّة ولا يُمكن وقفها” والصحافة الأمريكيّة: مؤتمر باريس بداية الضغط الدوليّ على إسرائيل

الثلاثاء, 14-يونيو-2016 - 12:51:59
الإعلام التقدمي -

كشفت مصادر سياسيّة رفيعة المُستوى في تل أبيب النقاب عن أنّ فرنسا أبلغت رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، بشكلٍ رسميٍّ، أنّه على الرغم من معارضته للمُبادرة الفرنسيّة، فإنّ المُبادرة باتت حقيقة واقعة، وأنّ فرنسا لا تنوي التراجع عنها.

وبحسب المُحلل السياسيّ في صحيفة (هآرتس) الإسرائيليّة، باراك رافيد، فإنّ صنّاع القرار في الدولة العبريّة تفاجئوا من أنّ ألمانيا ودولة التشيك، اللتان تُعدّان من أقرب أصدقاء إسرائيل، أعلنتا عن دعمها للخطوة الفرنسيّة الجديدة، كما أكّدت المصادر عينها. وتابعت الصحيفة العبريّة قائلةً، نقلاً عن المصادر عينها، إنّ وزير الخارجيّة الفرنسي، جان مارك أييرو، قال في محادثة هاتفيّة مع رئيس الوزراء الإسرائيليّ قبل أسبوع ونصف الأسبوع، إنّه على الرغم من معارضة الحكومة الإسرائيليّة للمُبادرة الفرنسيّة، فإنّ فرنسا عاقدة العزم على مواصلة التمسّك بها وطرحها في المحافل الدوليّة.

ونُقل عن الوزير الفرنسيّ قوله لرئيس الوزراء الإسرائيليّ: صحيح، أننّي لم أتمكّن من إقناعك بقبول المُبادرة، ولكنّ قطار المُبادرة غادر المحطّة، وشدّدّت الصحيفة العبريّة على أنّ هذه الأقوال وردت في برقيةٍ مستعجلة أرسلتها سفارة تل أبيب في باريس إلى ديوان رئيس الوزراء وإلى وزارة الخارجيّة الإسرائيليّة. ولفت المُحلل الإسرائيليّ، الذي اطلع على البرقية، أنّ وزير الخارجيّة الفرنسيّ لم يقتنع بمعارضة نتنياهو للمُبادرة، وأنذ الوزير الفرنسيّ عاقد العزم على القيام بخطواتٍ جديّةٍ من أجل إقناع الدول الأخرى بتبنّي المُبادرة خلال الشهر الجاري، على حدّ تعبيره. على صلةٍ بما سلف، كرر نتنياهو، موقفه من “المبادرة العربية للسلام”، لكنّه كان هذه المرة أكثر وضوحًا ومباشرة. إذ أعلن في جلسة لوزراء “الليكود”، أنّه لن يوافق أبدًا أنْ تكون مبادرة السلام العربية أساسًا للمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين. ونقلت صحيفة “هآرتس″ عن مصدرين شاركا في الجلسة، أن نتنياهو رأى أنّه إذا فهمت الدول العربية أنّ عليها تعديل المبادرة وفقًا لما تطلبه إسرائيل، عندها سيكون هناك ما نتحدث عنه. أما إذا قدّموا لنا المبادرة كما هي منذ عام 2002، وخيرونا بين القبول وا
لرفض، فسنرفضها، أكّد رئيس الوزراء الإسرائيليّ.

 ورأى نتنياهو أنّ الجزء الإيجابي في المبادرة هو استعداد الدول العربية للتوصل إلى سلام وتطبيع العلاقات مع إسرائيل، لكن في المقابل، إن العوامل السلبية في المبادرة، اشتراطها الانسحاب إلى خطوط الرابع من حزيران عام 1967، مع تبادل أراضٍ بالإضافة إلى عودة اللاجئين. وفي السياق نفسه، نفى نتنياهو ما ذكره مدير مكتبه السابق، نتان ايشيل، في مقال له في صحيفة “هآرتس″ قبل عشرة أيام، عن سعي نتنياهو إلى ضمّ المعسكر الصهيوني للحكومة من أجل بدء تسوية سياسية، لكن المعارضة في اليسار لحكومة الوحدة مع “الليكود” أطاحت ذلك، مؤكًّدًا أنّ ذلك لا يمثّل موقفه الشخصيّ.

في السياق عينه، أورد موقع (تايمز أوف أزرائيل) ما نشرته صحيفة (واشنطن بوست) في مقالة لهيئة التحرير، حيث قالت إنّ مبادرة السلام الفرنسية تشكل تهديدًا دبلوماسيًا حقيقيًا على رئيس الوزراء بينيامين نتنياهو.

وبحسب المقالة التي نُشرت على الموقع الإلكتروني للصحيفة، فإنّ قمة السلام التي عُقدت في باريس من دون مشاركة فلسطينية أوْ إسرائيلية تشكل بداية لجهود متعددة الأطراف لصياغة خطة لإقامة دولة فلسطينية من قبل القوى الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة. وجاء في المقالة أنّ الرئيس الأمريكي باراك أوباما يدرس كما ورد إمكانية دعم قرار لمجلس الأمن الدولي في وقت لاحق هذا العام يوضح الشروط لحل الدولتين، وهي خطوة تقاومها إسرائيل منذ فترة طويلة خشية  أن تكون نتائجها غير مقبولة بالنسبة إليها.


وتُعارض إسرائيل فكرة قمة باريس، التي اجتمع خلالها وزراء خارجية من بلدان غربية وعربية، بإدعاء أنّ المحادثات الثنائية المباشرة هي الطريقة الوحيدة للمضي قدمًا في العملية السلمية.

وحضّ نتنياهو رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على الاجتماع معه في باريس لإجراء مفاوضات مباشرة. وفي خضم استقطاب متزايد في المجتمع الإسرائيلي، كما جاء في المقالة، اختار نتنياهو الانحراف إلى اليمين من خلال تعيين أفيغدور ليبرمان وزيرًا للأمن في اتفاق مع حزب (إسرائيل بيتنا) اليميني، وهي خطوة وسّعت من ائتلاف نتنياهو. ووصفت “واشنطن بوست” ليبرمان بأنه قومي متشدد صاحب سمعة دولية بالغة السوء، الذي لن يساعد على الأرجح في تخفيف الضغوط الدولية على إسرائيل.

وقالت الصحيفة الأمريكيّة أيضًا في المقال عينه إنّ تصريحات نتنياهو وليبرمان هذا الأسبوع التي أعلنا فيها عن تأييدهما للدولة الفلسطينية وأجزاء من مبادرة السلام العربية التي طُرحت في عام 2002 تبدو كمحاولة لتخفيف الضرر الدبلوماسي الذي في انتظار إسرائيل، بحسب المقالة. ولكن، ساقت الصحيفة الأمريكيّة قائلةً إنّه من غير المرج أن تساهم هذه اللفتات البلاغية في تخفيف الضغط الدولي ما لم تكن مُرفقة بالأفعال، بحسب كُتاب المقالة الذين أضافوا أنّ الإعلان عن تجميد البناء في المستوطنات من شأنه أنْ يكون بدايةً جيّدةً، كما أكّد مقال هيئة التحرير.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)