آخر الأخبار
 - روحه تلاحقني من صنعاء الى عدن

السبت, 14-مايو-2016 - 09:36:27
الاعلام التقدمي-الاستاذ احمد الحبيشي -
بعد قيام الوحدة في مايو 1990 صدر قرار جمهوري بتعييني مديرا عاما تنفيذيا لمؤسسة الثورة للصحافة ورئيسا لتحرير صحيفة "الوحدة" التي كانت اول وسيلة اعلامية رسمية تكسر حاجز الأحادية في الاعلام الرسمي ، من خلال انفتاحها على كافة الآراء والمواقف المعارضة للحزبين الحاكمين آنذاك ، كما تميزت الصحيفة بوجهة يسارية تقدمية.

في نهاية ذلك العام فتح مدير مكتبي في مؤسسة الثورة للصحافة بالعاصمة صنعاء ، الباب وهو مضطرب ليدخل بعده عدد من الجنود برفقة العميد محمد عبد الله صالح رحمه الله الذي فاجأني بزيارته غير المتوقعة.

قال لي رحمه الله انه معجب بصحيفة الوحدة ، ولاحظ انه بقدر اعجاب الناس بها وزيادة شعبيتها ونفادها من الاسواق ، الا انه عندما يكون في مجلس الرئيس تأتيه شكاوى من المؤتمر والاشتراكي مما تنشره الصحيفة من موضوعات نقدية للحزبين الحاكمين واجهزة الأمن .. وان الرئيس يرد على هذا الشكاوى بضرورة التعوُّد على قبول الرأي الآخر في ظل التعددية السياسية والحزبية.

قلت له حينها انا أعرف رأي الرئيس في الصحيفة ولكني اريد ان اعرف رأيك كقائد أمني؟

أجابني : لا تتردد .. وحافظ على النقد الموضوعي بالاضافة الى "تقدمية" الصحيفة لانها تحمل اسم الوحدة وهي انجاز وطني تقدمي.

توفي الرجل واصبح في ذمة الله .. لكني فوجئت أثناء تعرض صحيفة 14 اكتوبر في نهاية عام 2007 لحملة تكفيرية باغية من قبل خطباء حزب الاصلاح والقاعدة والسلفية الجهادية في منابر المساجد بعدن وصنعاء وتعز وإب ، بمشهد يذكرني بعام 1990 ، حيث انفتح باب مكتبي في مؤسسة 14 اكتوبر بمدينة عدن فجأة ليدخل عدد من الجنود برفقة العميد يحي محمد عبدالله صالح الذي تعرفت عليه لأول مرة في ذالك الاقتحام السعيد لمكتبي !!

استقبلته بحرارة وفوجئت به ليعتذر عن الزيارة بدون موعد سابق ، لكنه اضطر الى ذلك لكي يأتي ويزورني شخصيا في مكتبي للتضامن معي ومع الصحيفة ضد الحملة التكفيرية الشرسة التي تعرضت لها صحيفة 14 اكتوبر ورئيس تحريرها في تلك الفترة.

قال العميد يحي انه كان بامكانه الاتصال الهاتفي لكنه جاء بنفسه ليعبر شخصيا عن تضامنه مع صحيفة 14 اكتوبر ورئيس تحريرها ، وإعجابه بنهجها "الوطني التقدمي".

عندما كان يحي صالح يتحدث بابتسامته الساحرة معي ، تذكرت والده الذي زارني في مكتبي بصنعاء قبل سبعة عشر عاما من ذلك التاريخ ، ووجدت في شخصية يحي محمد عبدلله صالح بعضا من روح والده ، وأدركت حينها معنى المثل المصري (ابن الوز عوام) !!

في الذكرى الخامسة عشرة لوفاة اللواء محمد عبد الله صالح أعزي نفسي واولاده ومحبيه ، داعيا الله ان يتغمده بوافر رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)